| الركن الخامس
انتهى قبل يوم واحد وقوف الحجاج بمشعر عرفات وحل يوم أمس عيد الاضحى المبارك، بينما يأتي هذا اليوم وقد باشر ضيوف الرحمن رمي الجمرات الثلاث العقبة والوسطى والصغرى ليؤدوا بعدها النحر اقتداءً بسنة إبراهيم عليه السلام ثم المبيت
بمنى خلال ايام التشريق فطواف الوداع لتتم بذلك مناسك حج هذا العام ان شاء الله يواكبها نجاح يفوق نجاحات العام الماضي تنظيما أمنيا وخدماتيا، قضى خلاله الحجيج ايامهم في
مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وسط جو روحاني حرصت حكومة المملكة على توفير اقصى امكاناتها لاعطائه القدسية التي يستحقها، وكما طالعتنا الاحصاءات الخاصة بحج العام الحالي
فقد انتظم لأداء فريضة الحج عن العام 1420ه ما يجاوز المليوني حاج ثلثهما قدموا الى المملكة من خارجها، وهنا تبدو اكثر الصعوبات المواجهة للجهات الامنية اذا ما
استثنينا ازالة الاختناقات المرورية وتسهيل وانسيابية حركة قوافل الباصات المقلة للحجاج الى مكة المكرمة او منها للمشاعر المقدسة والعودة مرة اخرى لجدة او المتابعة
للمدينة المنورة بغرض زيارة المسجد النبوي الشريف، هذه الصعوبة هي التدافع والازدحام عند الجمرات، فلو استطاعت الجهات المعنية احكام السيطرة ومراقبة الدخول والخروج
اليها، لا يمكنها بأي حال تعيين مرافق مع كل حاج او مجموعة حجاج لارشادهم كيف يكون الرمي وما الطريقة المفترض اتباعها لتجنب الاضرار بالآخرين او بهم هم انفسهم، إلا انه متى
ابعد او بحد ادنى قلل احتمال الخطر ضد الأنفس تحديدا وهو الأهم، فإنه يمكن فعليا تطويق مسألة التدافع بل والمسائل الأخرى التابعة والمستقلة ذات الصلة بالأمور التنظيمية
بطريقة توفير قاطرات تقل الحجاج بدءا بمدخل مكة المكرمة وبحيث تصبح المدينة فارغة تماما من السيارات ومخصصة فقط للمشاة والنقاط الامنية وآلياتها والآليات المساندة للنظافة والاعاشة وما شابه، ويتم توزيع محطات ينزل بها الحجاج ويستقلون القاطرات منها الى المشاعر المقدسة لرمي الجمرات من داخل القطارات بعد تجهيزها بنوافذ كبيرة مجهزة لهذا الغرض، ولا بأس باشراك القطاع الخاص كعامل مساعد للدولة في اتمام مشروع ضخم كهذا، اما رأس المال الذي سينفق فسيتم تعويضه باصدار تذاكر اسعارها معقولة، لتلافي مشكلة اضافية تلاعب سائقي الباصات وسيارات النقل بمدخرات الحجاج، والأمر اخيرا بيد الله ثم اصحاب الصلاحية في معالجة وتبني هكذا قضايا.
|
|
|
|
|