رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 17th March,2000العدد:10032الطبعةالاولـيالجمعة 11 ,ذو الحجة 1420

الاخيــرة

تأملات مالية
د, محمد عبدالرحمن البشر
من الناس من يذمه وهو عاشق له، ومنهم من يمدحه وهو هائم به، ومنهم من يرغب فيه، ولكن لا يحرص عليه، ومنهم من يحبه ولا يسعى إليه، لعجزه وتكاسله، أو لعدم علمه ومعرفته،
ومنهم من يراه غاية مناه ومنتهى أربه، ومنهم من يراه دون ذلك بكثير, ومن الناس من يكون متلافاً له في دروب الخير، ومنهم من هو باذلٌ في طرق الشر والفساد, ومن الناس من يحسن
تدبيره، ومنهم من يجهل أساليب جمعه وإنفاقه.,, ونظرة الناس له على اختلاف مشاربهم مدعاة للتأمل, فهلّا أبحرنا في طرح بعض من تلك الرؤى حوله؟ قال الله تعالى

المال والبنون زينة الحياة الدنيا، والباقيات الصالحات خيرٌ عند ربك ثواباً وخيرٌ أملا , قال عبدالله بن عباس الدنيا العافية، والشباب الصحة، والمروءة الصبر، والكرم
التقوى، والحسب المال, قال أحد الشعراء:


رأيت الناس قد مالوا
إلى من عنده مال
ومن ليس له مال
فعنه الناس قد مالوا
رأيت الناس قد ذهبوا
الى من عنده ذهب
ومن ليس له ذهب
فعنه الناس قد ذهبوا
رأيت الناس منقضه
الى من عنده فضه
ومن ليس له فضه
فعنه الناس منفضه

,, أما ما قاله الجاحظ في كتاب الأدب عن المال فقد يكون مجانباً للصواب في بعض مما قال فهو القائل: اعلم ان تثمير المال آله للمكارم، وعون على الدين، وتأليف للاخوان، وأن
من فقد المال قلت الرغبة إليه والرهبة منه, ومن لم يكن بموضع رغبة ولا رهبة استهان الناس به، فاجهد جهدك كله في أن تكون القلوب معلقة منك برغبة أو رهبة في دين أو
دنيا,وقال آخر:


إذا قال لم يسمح لحسن مقاله
وإن لم يقل قالوا عديم بيان
كان الغني في أهله بورك الغنى
بغير لسان ناطق بلسان

وقال آخر:


أجلك قوم حين صرت إلى الغنى
وكل غني في العيون جليل
ولو كنت ذا فقر ولم تؤت ثروة
ذللت لديهم والفقير ذليل

أما وأنني لست قائلاً بقولهم، بالفقير غزير الجانب، كريم النفس، ترتاح النفس إلى معاشرته, ومن الفقراء منهم أروح بالاً، وأكثر طمأنينة، وأسلم سريرة, غير أن المظاهر التي
يوليها البعض لبعض الأغنياء تجعل الناس يعتقدون ان مكنون النفوس نحو الفقراء يمثله المظهر الذي يبديه البعض، غير أن الواقع غير ذلك، فما أحسب ذلك المظهر المصطنع إلا أداة من أدوات التجارة، يستخدمها البعض كجزء من المهمات التجارية, غير أن القلوب في واقعها تميل إلى الفقير أكثر من ميلها إلى الغنى وتأنس بمعاشرته أو محبته, ولعل الفقير قد آثر العافية والطمأنينة، فأخذ الأمور بروية وطول بال, وكان قانعاً بما حباه الله وكفى.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved