| أفاق اسلامية
د, نبيل بن محمد آل إسماعيل *
يقول الله تعالى في محكم كتابه إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشّره بمغفرة وأجر كريم الآية 11 من سورة يس .
هذه آية كريمة من كتاب الله تعالى يبين فيها ربنا تبارك وتعالى أن الذي ينتفع بالإنذار من اتبع هدي القرآن الكريم، وخاف الله بالغيب أي خاف عقابه ولم يره، ثم بيّن ما أعده
من النعيم المقيم والثواب الجزيل فقال نبشره بمغفرة وأجر كريم، أي فبشره بالحمد بالعفو عن ذنوبه والأجر الكريم في الجنة.
ولا شك أن من اتبع القرآن وسار على نهجه قولا وعملا وخشي ربه بالغيب كانت الجنة نزلاً له، لأن القرآن هداية للبشرية جمعاء، وهو دستور الأمة المحمدية الخالد, إن هذا القرآن
يهدي للتي هي أقوم ويبشّر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا الآية 9 الإسراء.والمعنى: أن هذا القرآن يهدي الناس الطريقة التي هي أقوم
من غيرها من الطرق وهي ملة الإسلام، وتوحيد الله والإيمان برسله، ويبشّر بما اشتمل عليه من الوعد بالخير آجلاً وعاجلاً للمؤمنين الذين يعملون الصالحات التي ارشد إلى عملها القرآن يبشرهم أن لهم الجنة, والقرآن الحكيم آمنت به الجن إذ سمعته، وأعلنت أنها سمعت قرآناً عجيبا بديعا، قال تعالى: قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجبا, يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا والمعنى: أخبر قومك يا محمد بما ليس لهم به علم أنه استمع نفر من الجن القرآن، فأصغوا إليه ، فقالوا لما رجعوا إلى قومهم إنا سمعنا قرآنا عجبا بديعاً مبايناً لسائر الكتب في حسن نظمه وصح معانيه قائمة فيه دلائل
الاعجاز، فهو يهدي إلى التوحيد والايمان والصواب، فأمنا به.
ولما كان الإيمان بالقرآن إيماناً بالله عز وجل، وبوحدانية الله تعالى، وبراءة من الشرك، قالوا: ولن نشرك بربنا أحدا من خلقه.
والقرآن الكريم أحسن الحديث وأحسن القصص، قال تعالى: الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله 24
الزمر.وقال: فبشّر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
الآيتين 17/18 الزمر.ومن وصف حال من أسلم من أهل الكتاب عند سماع القرآن الكريم
يقول تعالى: وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين , الآية 83 المائدة.
*وكيل قسم القرآن بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
|
|