| أفاق اسلامية
الشيخ / عبدالله بن صالح القصير
الحمد لله وبعد:
فإن حج بيت الله الحرام فريضة الله تعالى على كل الامة كل عام، وفريضة على المستطيع من عباده مرة في العمر ومن زاد زاده الله من فضله، وجليل مثوبته، وجزيل كرامته، فإنه من
الجهاد، ومن أعظم أسباب سعة الرزق ومغفرة الذنوب.وقد جاءت في فضله نصوص كثيرة، واحاديث صحيحة شهيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم :من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع
كهيئته يوم ولدته امه يعني نقيا من الذنوب، وقوله صلى الله عليه وسلم: تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب من الفضة وقوله صلى الله عليه وسلم : الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة .
فعبادة هذا شأنها، وبعض فضلها، ينبغي ان يحرص عليها المسلم القادر ما أمكنه ذلك اغتناما للعمر، وحذرا من الصوارف العارضة في الدهور.
والصحيح انه واجب على المسلم فور استطاعته لقوله تعالى: )ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين(، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ان
الله كتب عليكم الحج فحجوا والنصوص والآثار الدالة على وجوبه وفوريته على المستطيع كثيرة، ولو لم يكن من الأدلة إلا ان المبادرة الى اداء فرضه من استباق الخيرات، والتعجيل ببراءة الذمة ممن وجب عليه لكفى.ومما ينبغي لمن عزم عليه ان يراعي الأمور التالية:
1 ان يخلص لله تعالى نيته، لأنه حق الله على عباده، وحقه سبحانه ينبغي ان يخلص له، وألا يلتفت بشيء منه الى غيره من طلب شهرة، أو جاه، او منزلة، أو غير ذلك من حظوظ الدنيا،
قال تعالى: )وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء(,, الآية.
2 التفقه فيه بمعرفة أحكامه، وكيفية أدائه، لأن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء من أمور الدين شرط في قبول العمل، وقد قال صلى الله عليه وسلم :خذوا عني مناسككم
وقال تعالى: )لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا(.
3 إذا خفي على الحاج حكم من أحكام الحج، او اشكل عليه أي أمر فيه ينبغي الا يتصرف باجتهاده حتى لا يتعرض للتعب في البدن والخسارة في المال، ولا يقع تصرفه الموقع الشرعي، بل
ينبغي ان يستفتي أهل العلم قبل العمل، لأجل ان يأتي بنسكه على الوجه الموافق للسنة.
4 ومن أهم الامور ان يراعي الحاج ان يؤدي كامل المناسك، ويستفتي عما أشكل عليه من تصرفاته قبل السفر الى أهله، لأنه اذا استفتى، وهو في البلد الحرام أمكنه اصلاح أكثر ما
أخطأ فيه، فعاد الى أهله في غاية من الطمأنينة والرضا، وزالت عنه الشكوك والوساوس وشبهات العوام.
هذا وأسال الله تعالى ان يوفق الجميع للعلم النافع، والعمل الصالح، وصلاح أمر المعاش، والمعاد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
|
|
|
|
|