| أفاق اسلامية
د, رقية بنت محمد المحارب
مساكين أولئك الذين يفرطون في واحدة من أعظم الروابط وأغلى العلاقات,, إن الزواج باب من أبواب الخير والسعادة كبير، وفرصة لزيادة الإيمان والعمل الصالح، فتكثير الأمة وحماية
النفس والانس الروحي والسعادة القلبية ماهي إلا بعض ثمراته، أضف إلى ذلك أن المناعة الطبيعية أكثر وأقوى لدى المتزوجين واسألوا الأطباء,, لو يدري الشاب والفتاة كم
يخسران بتأخير الزواج لبادرا إليه، ولو يعلم الوالدان انه خير لهما ولأولادهما نفسياً وعاطفياًوإيماناً لما عرقلاه، ولو يدرك الزوجان ما لهما وما عليهما لعضا على رابطة
الزوجية بالنواجذ، ولاختفت من قاموس حياتهما كلمة عندي مشكلة أو أريد حلاً ولندرت كلمة طالق وأصبحت مراكز الإرشاد الأسري في قلب كل زوج وزوجة.
العلم بالحقوق الشرعية لكل طرف واحترامها ومراقبة الله عز وجل في ذلك كفيل بتغيير اللحظات التعيسة إلى حالمة، والعمل بالاخلاق العالية والتأسي بالسيرة النبوية في علاقاته
الزوجية حري بأن يزرع في القلوب المحبة، ويجمع الأرواح، وطلاقة الوجه وكلمات المحبة تشرح الصدور وتسعد القلوب، وبقوة الاسرة تقوى الأمة، ويعم الأمن ، وتنتشر الفضيلة.
والعلم بالوسائل التي تقرب النفوس من الهدية والرسالة وتغيير نمطية الحياة من شأنها أن تجدد الحياة وتطرد السآمة والعلم بطبيعة الطرف الآخر وتجنب ما يزعجه مقدمة لإحسان
التعامل وقد قيل المداراة نصف العقل والقراءة في بعض الكتب وسماع الاشرطة واستشارة المجربين أمور لا يهملها العقلاء, ومع الأخذ بكل هذه الأسباب ينبغي احتساب الأجر والثواب في
كل عمل حتى يؤجر الانسان ثلاث مرات، مرة بإسعاد مسلم وثانية باكتساب فضيلة حسن الخلق وثالثة بتفريغ النفس من الهموم واشغالها بالنافع من العمل ، وكذلك ينبغي الحذر من
المعصية ووسائلها مهما حسّنها المحسِّنون فهي خراب البيوت، وسلاح لتفريق الارواح، ومقدمة لوقوع الوحشة وتعسير الامور.فإلى كل والد ووالدة سهلا إلى الزواج طريقاً فهو باب من
أبواب الأجر، ونافذة كبيرة لنسائم السعادة، ويا أيها الشاب اختر ذات الدين والخلق فهي جنة الدنيا، ويا أيتها الفتاة لا تقدمي الدراسة أو العمل على الزواج فهو خير لك.
والى كل زوج وزوجة افتحا اليوم صفحة جديدة، وليقل كل واحد منكما للآخر كلاماً جميلاً يشيع في النفس البهجة، ولا تبخلا على نفسيكما بكلمات تفتح القلوب، واجعلا من بيتكما
بيوت علم وعمل وخلق وحب، وليهدي كل منكما لصاحبه اليوم هدية وليكتب معها بيتاً شعريا رقيقاً، فإن بيوتاً هذا شأنها تحل فيها البركات وتنعم بها المجتمعات ويسعد فيها
الأولاد وتحول فيها الحياة إلى متعة عظيمة.
|
|
|
|
|