أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 17th March,2000العدد:10032الطبعةالاولـيالجمعة 11 ,ذو الحجة 1420

مقـالات

كلمات معدودة
هل تتعدد الأقطاب ؟
د, محمد بن سليمان الأحمد
مع بداية العقد الأخير في القرن العشرين تحول العالم من عالم ثنائي الأقطاب إلى عالم احادي القطب.
فقد كان العالم قبل انهيار ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي على يد جورباشوف وبعد ذلك على يد يلتسين يوجد به قوتان تتجاذبانه احداهما القوة الرأسمالية وتقودها الولايات
المتحدة الامريكية والأخرى القوة الشيوعية ويقف على رأسها الاتحاد السوفيتي.
وكانت كل مجموعة من الدول فيما كان يعرف بالعالم الثالث تدور حول أحد المحورين وقد شكل كل قطب من هذين القطبين حلفا تشارك فيه الدول الرئيسة الدائرة في فلكه, حيث كان
هناك حلف الأطلسي الذي كانت وما زالت الولايات المتحدة الامريكية تتزعمه وكان هذا الحلف بل هذا القطب ومن يدور في فلكه معروفا بالمعسكر الغربي, اما الحلف الثاني فكان حلف
وارسو وكانت تتزعمه دولة الاتحاد السوفيتي ويدور في فلكه كل الدول المنجذبة لهذا القطب وعرف بالمعسكر الشرقي.
وعرف هذان القطبان لدى البعض بالعالم الأول للمعسكر الغربي والعالم الثاني للمعسكر الشرقي، وبقية دول العالم كانت اما دول العالم الثالث او دول عدم الانحياز أو,,.
نهاية القرن العشرين شهدت نهاية القطبين وبداية مرحلة سيادة القطب الواحد,,, ومع اطلالة القرن الحادي والعشرين هل يشهد العالم استمرارية مرحلة القطب الواحد.
الرئيس الفرنسي جاك شيراك يرى ان قرننا الحالي الواحد والعشرين لن يكون أحادي القطب ولا ثنائي القطب بل انه يرى ان القرن الحادي والعشرين سوف يكون قرنا متعدد الأقطاب.
كيف ذلك يرى شيراك ان دخول الاتحاد الأوروبي والصين والهند وكذلك عودة روسيا الى حلبة التحدي سوف توجد أكثر من قطب,, وهو يرى ان الترسانة العسكرية لدى هذه الدول سوف تحولها
الى محور تدور حوله بعض دول العالم رغبة في دعمها وحمايتها وخوفا من الأقطاب الأخرى.
ترى هل نرى ونحن على اعتاب القرن الحادي والعشرين نهاية او حتى بداية النهاية لما عرفه البعض بالأمركة اي سيادة الولايات المتحدة الامريكية على الكرة الأرضية.
المؤشرات الأولى تقول ان الاستراتيجية الأمريكية في التسيد على العالم لن تكون في قرننا الحالي الحادي والعشرين عسكرية بحتة بل سوف تكون ثقافية اقتصادية إذ ان الفكر لأمريكي الطريقة الامريكية في المأكل والمشرب والملبس والرقص والموسيقى واللغة تدخل كل قرية في كل قارات العالم كما ان الشركات الامريكية والصناعات الامريكية تحولت الى اخطبوط في كل بلاد الدنيا واخيرا فإن التقنية الامريكية وخصوصا في مجالات الاتصالات والكمبيوتر والانترنت هي التي في المركز الأول وتسبق ما هو موجود في كل دول العالم بمسافات طويلة.
أما إذا كان المعيار الأول والوحيد هو الترسانة العسكرية والصاروخية والنووية يمكن ان تتحق رؤية الرئيس الفرنسي اما اذا كان المعيار ثقافيا وتقنيا واقتصادياً فإن القرن
الحالي هو قرن أمريكي بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى لان الأمركة قادمة من خلال الجينز والهامبرجر والكاكولا والسي ان ان واخيرا من خلال الإنترنت .


أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved