| مقـالات
التعليم عن بعد عملية متطورة غايتها حل المشكلات الرئيسية الناجمة عن وجود فئات راغبة في التعليم لكنها محرومة من ذلك، واذا كان التعليم عن بعد مثله مثل التعليم النظامي
التقليدي يستهدف توفير معلومات ومعرفة مهارات للمتلقين او الدارسين فإن الفارق بين الاثنين يتمثل في أساليب توصيل المعرفة والمعلومات والمهارات, فالتعليم عن بعد يعتمد على
وسائط وعلى أنشطة تقنية تحقق ذلك دون توفير الاتصال المباشر والاحتكاك اليومي بين طرفي العملية التعليمية، بينما التعليم النظامي التقليدي يستند أساسا على اتصال مباشر بين طرفي العملية التعليمية أي الطالب والمدرس, جاء ذلك في ثنايا دراسة بعنوان دور القطاع الاهلي في دعم مجهودات التعليم عن بعد, وذكرت ان التعليم عن بعد يستند الى تطور في تكنولوجيا الاتصال التي تقوم بدور الميسر والمدعم لعملية نقل المعلومات والمعرفة المهارات، وقد شهد القطاع الاهلي في العقدين الماضيين تطورات متعاظمة كمية وكيفية، والتطور الذي حق بالقطاع الأهلي في أغلب الدول العربية قد ارتبط بشكل كبير بمتغيرات دولية وإقليمية البعض منها سياسي والبعض الآخر اقتصادي واجتماعي وثقافي, من أهم هذه المتغيرات انهيار الاتحاد السوفيتي ودول اوروبا الشرقية وانتقال العالم الى هيمنة القطب الواحد وما ارتبط
بذلك من تغيرات اقتصادية والتحول الى القطاع الخاص في معظم دول العالم, ومن ثم فقد بدأت المنظمات الاهلية او ما يعرف باسم المنظمات غير الحكومية كآلية تسهم في عملية التحول
نحو الخاص ونحو التعامل ومع الآثار السلبية للسياسات الاقتصادية, ومن الناحية السياسية فإن العولمة قد أدت إلى توافق عالمي حول مجموعة من المبادىء الديمقراطية واحترام الحريات وحقوق الانسان، وفي هذا الإطار كانت المنظمات الاهلية آلية العولمة في هذه التوجهات استفادت كثيرا من مساحة الحرية والفضاء الذي سمح لها بالتحرك فيه, وذكرت الدراسة ان انعقاد مؤتمرات الأمم المتحدة العالمية وتنظيم منتديات موازية للمنظمات غير الحكومية قد أسهم في تعميق وعي هذه المنظمات بذاتها وبطبيعة الدور العالمي المسند اليها في نهاية قرن وبداية قرن جديد, وكان ايضا للمتغير التكنولوجي آثار إيجابية على تفاعلات وعلاقات المنظمات غير الحكومية عبر الحدود التقليدية، وبدا ذلك واضحا في تشكيل شبكات عالمية قطاعية ونوعية تتسم بأنها عبر قومية وكأنها تسعى لدور مواز لدور الشركات العالمية ومتعددة لجنسية التي احتكر القلة منها العالم أجمع في السنوات الاخيرة المتغير الآخر، كان نضج الحركات الاجتماعية وتنظيم فئات مختلفة من المواطنين في اطار تنظيمي واحد للدفاع عن فكرة او قضية مثل حقوق الانسان وقضايا المرأة والتعليم وقدرة هذه الحركات على أن تكون عالمية ان لمتغيرات العالمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية مدعمة بمتغيرات ثقافية تعكس عولمة الثقافة قد انعكست على الاطار الاقليمي العربي لفعاليات القطاع الأهلي في الكثير من لدول العربية, فالتحول الى القطاع الخاص وما ارتبط به من انسحاب كثير من الدول وتراجعها عن دعم السلع والخدمات الاساسية قد أدى الى تقدم القطاع الثالث أي القطاع الأهلي لدعم الفجوة في اداء السياسات العامة، ومن ثم كان من الطبيعي ان تتصاعد بعض الادوار والانشطة مثل الخدمات الصحية, كذلك من الطبيعي ظهور أنماط جديدة من المنظمات الأهلية تخاطب قضايا
ومتغيرات جديدة ولاشك ان القطاع الأهلي العربي قد استفاد من مساحة الحرية التي ارتبطت بعملية التحول الديمقراطي في بعض الدول العربية كما ارتبط العالم بشبكات إقليمية دولية
فيما يمكن ان يطلق عليه القرية الالكترونية في اطار هذه التحولات والتغيرات من المهم تقييم فرص وامكانات القطاع الأهلي في الدول العربية فيما يتعلق بدعم مجهودات التعليم عن بعد.
وبالنظر إلى طبيعة المنظمات الأهلية كمنظمات تطوعية غير هادفة للربح ومؤسسية مستقلة، وبالنظر الى خبرات هذه المنظمات المتراكمة والبنية الاساسية المتاحة لها يمكن ترشيح عدة مجالات للتعليم عن بعد تستطيع المنظمات الأهلية العمل فيها بفعالية وهي على النحو التالي كما ذكرته الدراسة:
محو الأمية ومن خلال أساليب تعليمية جديدة تتفق مع التطور الحادث في هذا المجال وكذلك مع طبيعة المتلقين.
تدريب المعلمين على المناهج والمقررات المتطورة خصوصا فترات الاجازة الصيفية.الإسهام في لتدريب التحويلي حيث يحدث تحول في طبيعة بعض الصناعات والانشطة خصوصا في ضوء السياسات المتخصصة، ويكون هناك حاجة لتأهيل وتدريب العاملين على مجالات متطورة او متغيرة.
الإسهام في التعليم والتدريب لدعم الصناعات البيئية خصوصا وان المنظمات الأهلية متاح لها الانتشار في كافة البيئات.
الإسهام في جهود الجامعة المفتوحة خصوصا في ضوء صعوبات انشاء جامعة تقليدية وتوفير اعضاء هيئة التدريب وفي ضوئها هو متوقع عام 2000م من تزايد الطلب الاجتماعي على مقاعد
التعليم وحيث يرتفع عدد المقبلين على التعليم الجامعي.
إذن هناك مجالات متنوعة يمكن للمنظمات الاهلية الاضطلاع بأدوار نشطة فيها ولدعم مجهودات التعليم عن بعد والمساهمة فيها وتطويرها وتقديم خدمات تعليمية هادفة لأفراد المجتمع
وعلى الله الاتكال.
* كلية التربية جامعة الملك سعود
|
|
|
|
|