| العالم اليوم
والحمد لله الذي مَنَّ على الحجاج واسبغ عليهم نعمته فأتموا الوقوف على صعيد عرفات الطاهر افئدتهم مفعمة بالايمان وألسنتهم تلهج بالتلبية والدعاء، متعبدين ذاكرين الله، متحللين من ذنوبهم -إن شاء الله- متخلين عن كل هموم الدنيا وصغائر الحياة باحراماتهم البيضاء، متوجهين الى خالقهم كأنظف ما يكون الانسان وفي لحظات من افضل الاوقات واكثرها قرباً من الله,, نعمة يتمناها كل مسلم مؤمن ولا يحظى بها الا من كتب الله له ان يتمتع بها,, والأكثر من مليون حاج الذين قضوا نهار امس على صعيد عرفات الطاهرة، ان شاء الله سيكونون ممن كتب لهم الله المغفرة، بعد ان اتموا هذا الركن الهام من شعيرة الحج، التي اصبحت ولله الحمد يسيرة وهينة ومريحة، بكل ما تحمل هذه الكلمات من معانٍ بعد ان يسر الله للمسلمين دولة حباها الله بقيادة جعلت من خدمة الإسلام والشريعة الاسلامية والحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة همها الاول وعملها الاساسي، فحمل مليكها لقب خادم الحرمين الشريفين عن استحقاق وجدارة وشرف لا يدانيه شرف، يقود حفظه الله بمؤازرة عضده الامين سمو ولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز واخيه سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الامير سلطان بن عبدالعزيز واخوته ورجاله من وزراء ومسؤولين وضباط ورجال امن وخدمات، يقودون جميعا جحافل الرجال الذين وهبوا وقتهم لخدمة ضيوف الرحمن, فجاء موسم حج هذا العام متفوقا على الموسم السابق له متميزا في خدماته وما يقدم للحجاج وزاد من تميز حج هذا العام اكتمال الانجاز الرائع لمشروع الخيام غير القابلة للحريق، وهذه الخيام بعد اكتمالها، واكتمال المرافق المصاحبة لها من شوارع وتكييف واجهزة الخدمات الأخرى، جعل من منى مدينة حضارية مكتملة من كافة الوجوه، وزاد في اكتمال خدماتها، انتهاء ثلاث مراحل من مراحل مجزرة المعيصم التي انهت واحدة من اكبر المشاكل البيئية، وجعلت الاستفادة من لحوم الاضاحي تصل الى ملايين المسلمين الفقراء في أنحاء العالم.ومثلما تمتع ضيوف الرحمن بخيام منى، تمتعوا بالخدمات التي قدمت لهم في مشعر عرفات اذ كانت تجهيز الخيام والمواد الغذائية والرعاية الصحية والامنية وخدمات النقل والمواصلات والاتصالات في أعلى مستوياتها، ولذلك جاء تنقل الحجاج سلسلا، وسط رعاية امنية وتمتع بجميع الخدمات, واليوم اذ يبدأ ضيوف الرحمن أول ايام التشريق متمتعين بأول ايام عيد الاضحى المبارك فلا شك بأنهم سيلمسون المستوى العالي والتفاني التام من قبل كل مواطن سعودي لتسهيل تأدية مناسك حجهم، بدءاً من خادم الحرمين الشريفين الذي يشرف بنفسه على راحتهم وبالقرب منهم حيث يتواجد حفظه الله وكل افراد القيادة السعودية والحكومة كل مجند لخدمة ضيوف الرحمن الذين لا نطلب منهم سوى الدعاء لهذا البلد الأمين وقادته الذين لا هم لهم سوى خدمة الاسلام والمسلمين.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|