| عزيزتـي الجزيرة
حول ما نشرته الجزيرة في عددها رقم 10013 في 21/11/1420ه تعقيباً على ما كتبه الأستاذ حماد السالمي هل نقول وداعاً للمكتبات المدرسية , نحن في مدارس الحرس الوطني نقول: مكتباتنا شعلة تضيء دروب السالكين .الأستاذ حماد عايش تجربة ووعى احداثها وآلمه ما آلت إليه من نتيجة، ثم نظر بعد ذلك وافضى بما قاله وهو في أكثره صحيح ولعل إلمامه بالمكتبات أكثر من إلمامي بها لكن يجمعنا قاسم مشترك ان كلاً منا عمل بها ويؤلمه ما رأى وحز بنفسه ما يهدر باسمها من مال لم يستثمر الاستثمار الأفضل ولعل ذلك يرجع إلى الكوادر المباشرة لهذا العمل، إما عن تجربتي مع المكتبات المدرسية فإنني أشير إلى أن الحرس الوطني به ما يقارب مائة مكتبة مدرسية بنين وبنات، كانت صفتها كما ذكر الأستاذ حماد عن عموم المكتبات، فرأيت بعد التصاقي بها وكانت من صميم عملي أن استثمر الطاقة البشرية وأحفز الهمة فكانت النتيجة مبهرة لم تجن المدارس فائدتها فحسب بل تعدى ذلك إلى الحي الذي تقع به المدرسة فاستفاد الطالب والأب والأم وسائر أهل البيت مما يستعيره ابنهم من مكتبة مدرسته وكانت المكتبة تضم الكتاب والشريط بنوعيه المسموع والمرئي.ومن المعلوم ان طلاب الصف الأول والثاني الابتدائي فائدتهم من المكتبة محدودة جداً، فأدخلنا الشريط التعليمي والترفيهي ليبث من المكتبة لعموم تجمعات الطلاب في أنحاء المدرسة مما يقضي على عبث الطالب في الفسح ويفيد الطالب في السلوك والأدب, ولعلنا هنا نشيد بمديري مدارس الحرس الوطني على تجاوبهم وحثهم الخطى على البحث عن الكتاب والشريط بجهودهم الذاتية، فكل مدرسة بعثت بأمين مكتبتها واستنفرت مدرسيها لتزويد المكتبة بالكتاب من جهات الاهداء والتزويد بالمؤسسات التي دأبت على نشر المعرفة، فالإعلام يمدنا بما لديه من مطبوعات والافتاء كذلك وغيرهم كثير فضلاً عما تزودنا به مستودعات الحرس الوطني، ثم ان كل مدرسة خصصت من دخلها الذاتي مبلغاً سنوياً محدداً لتطوير المكتبة وتزويدها بكل جديد وكل ملائم لمدارك الطلاب.ثم ان المكتبة في المدارس التابعة للثقافة والتعليم بالحرس الوطني ليست ديكوراً ولا مخزناً للكتب فالأمر يختلف، والدليل من الاحصاءات المتوفرة لدينا، ففي مدرسة واحدة على سبيل المثال طالب يستعير في الفصل الدراسي أكثر من عشرين كتاباً، ويرتاد مكتبة المدرسة في الفصل الواحد أكثر من ثلاثة آلاف طالب وليست الزيارات عابرة بل يقرأ الطالب ويلخص ما قرأه في صفحة مبوبة سميت القارئ المميز .ثم إن المكتبة المدرسية تشارك بتميز في عموم الأنشطة اذاعية وصحفية، وتحوي المكتبة صور المخطوطات ونماذج من الطوابع لهواتها ونماذج من النقود ليعرف الطالب بواسطتها دول الأرض وأدخلت بعض المدارس تعليم الحاسب الآلي واعطاء دورة للطالب كنشاط من المكتبة تهدية لعموم الطلاب.اذا المكتبة لم تعد هي الكتاب فقط بل شملت عموم وسائط نقل المعرفة.وبهذا ندرك ان المكتبات المدرسية لم تفشل إنما الذي فشل هو العنصر الذي يدير ويشرف ويحتك بتلك المكتبات التي تبين فشلها فربما المدير لم يقتنع بجدوى المكتبة المدرسية وانعكس ذلك على أمينها وهما القلب النابض الذي ينجح أو يفشل مشروعاً اشرفا عليه.المدير عندما يتحمس للمكتبة يجب أن يعمل بما هو متاح وما يستطيع أن يجلبه بالتي هي أحسن ولا يصاب بخيبة أمل عندما لا يستجيب له مسؤول أكبر فيما يرمي إليه من تطوير وبذلك ينجح وتنجح المكتبة أو غيرها مما هو مسند إليه.أشار الكاتب إلى فشل التعليم المتطور، والواقع انه لم يفشل بل هو سبيل جيد للتمييز بين مجد وكسول والتعليم المطور هو تعليمنا عندما كنا في حلقات القرآن الكريم فكل طالب يرتقي بجهده، والذي فشل ليس هو التعليم المطور إنما الذي تسبب بالفشل هو الكوادر غير المدربة التي تولت تنفيذه.لقد طبق هذا النمط عندنا في ثانوية بالحرس الوطني ونجح ايما نجاح فلم يكن عندنا تسيب وادخلنا عليه تعديلاً بان الطالب لا يصوغ جدولة لكي لا يكون لديه فراغ فمدير المدرسة هو الذي يعطي للطالب جدولاً ملائماً لتقديره وقدراته، فمن الطلاب من ينجح من الثانوية بسنتين ونصف ومنهم بأربع وذلك حسب استيعاب ومقدرة الطالب، إذا في الحرس الوطني لم نعان من ذلك النظام بل نجح عندنا نجاحاً منقطع النظير.الخلاصة ان الكوادر المنفذة والمشرفة هي السبب المباشر لنجاح أو فشل عمل ما.
علي بن يوسف العمر
|
|
|
|
|