| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:سيري وعين الله ترعاك.في عدد الجزيرة 10005 الصادر يوم السبت 13/11/1420ه ص 14 لفت نظري قصيدة حزينة عنوانها الشكوى لله ,, شعر: عبدالرحمن الحربي صور فيها ببراعة معاناة الآباء الذين تنصل عنهم أبناؤهم العاقون,,!!!، توقفت عند أبيات منها قال فيها على لسان ذلكم الشيخ الذي رفع يديه للسماء داعياً ربه يشكو إليه ذلك الابن العاق نكران وجحود ما فعل به:
وراح يرفع عن كفيه هامته مثاقلاً قائلا: رحماك رباه من كان مثلي من الآباء منتبذاً من البنين فقل: لله شكواه أمضيت مغترباً عمراً أبعثره لأجمع الشمل للأبناء أواه فما لقيت سوى النكران أعرفه لا كست أسمعه أو خط أقراه ولا سؤال مع الأصحاب إذ رجعوا يوماً إلينا من الأبناء ألقاه فقلت في أسف ويح البنين فمن قد عق والده يوماً سيجزاه |
,, إلى آخر القصيدة,,!!وأنا أقرأ أبيات هذه القصيدة المؤثرة يسابقني دمع عيني بقوة لما أثارت في نفسي,, لأنها ليست الأولى من نوعها ولا الأخيرة في حدثها المؤلم فقد شاهدت مشهداً مماثلاً يندى له الجبين وتخر له الجبال ليس ببعيد عن هذه المآسي المتكررة من الأبناء للأسف الأمر الذي أصبحت ظاهرته تتضح أمام العيون كظاهرة غير أخلاقية ولا إنسانية في مجتمعنا المسلم الذي عهدته مترابطا يوقر ويحترم صغيره كبيره ويرحم ويعطف كبيره على صغيره ويندر فيه أن تجد عاقاً لوالديه,,!!أما النكران والجحود والعقوق فقد فشت بصورة موجعة ومحزنة يا أسفاه,, فيجب في هذه الحالة النكرة أن يتناول القادرون دراسة أسباب هذه السلوكيات وايجاد الحلول لها قبل أن يوصف مجتمعنا بمجتمع الأبناء العاقين بين الدول الإسلامية,,!خذوا مثلا آخر فقد جمعتني الصدفة المؤلمة والمحزنة في آن واحد به,, رجل مسن في إحدى دور الرعاية التي أنشأتها الدولة لهذه الحالات من المنقطعين,, وغير المنقطعين عن ذويهم على قيد الحياة سواء من أقارب,, أو أبناء,, فكانت هذه التي شاء الله أن تكون في مسجد تلك الدار لتأدية صلاة الظهر وشاء الله أن أكون بجانب هذا المسن عن يساره وقد تجاوز السبعين من العمر أدى النافلة قبل الفريضة تحية المسجد وبعد فراغه من نافلته إذا به يرفع يديه إلى السماء مستقبلا القبلة داعيا اللهم إن كنت قد ربيت أولادي ذكوراً وإناثا التربية الإسلامية,, وعلمتهم علم الدنيا والآخرة مما أوصلهم إلى كرامة العيش في الحياة,, وتعبت من أجلهم حتى شبوا جميعهم عن الطوق واستقلوا,, وأشبعتهم وأنا جائع,,! وكسوتهم وأنا أحوج منهم إلى الكساء وسهرت من أجلهم وهم نائمون,,! وأديت ما أوجبه الشرع عليّ تجاههم,,!!!اللهم إن كنت قد قمت بذلك على خير وجه وأكمل أداء فقد جازوني بالنكران والجحود,, وحتى السلام بخلوا به علي وأنا في وضعي في هذا المكان وحيداً من أبنائي,, ورحمائي,, ثم تركوني كأني قد خلقت عقيماً بهذه الدار التي استقبلتني بحفاوة ورعاية فائقتين,,! والتي أنشأتها الدولة العادلة لأمثالي وقد وفرت لنا جميع متطلبات الحياة من رفاه وعناية,, فقامت بدور الأبناء بل أفضل,, رعاية تامة,, وراحة كافية,, واستقرارا ضافيا,, فلها الدعاء والشكر,,!ثم ختم دعوته بقوله:اللهم أعطني الحق والنصف منهم يا ذا الجلال والإكرام,, يا سامع الدعاء ويا منصف المظلوم,,!!! ثم بكى وبكى من حوله يسمعه وعند ذلك أقيمت الصلاة,,! وبعد تأدية فريضتي خرجت وأنا أحمل حزناً مراً وألماً أمر وأدهى يعصر قلبي ماذا سيفعل الله بهم إذا قبل واستجاب له فالله يمهل ولكنه لا يهمل إن عاجلا أو آجلا والجزاء من جنس العمل,.فيا أيها الأبناء تذكروا قول الله عز وجل في حق الوالدين الذي ربطه بعبادته: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولاتنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً .وقال تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير .وفي الحديث: إن أكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين .فماذا بعد هذا يا من تجرأ على عقوق والديه ونسي حقهما وواجبهما عليه,,؟!وفي هذا السياق السريع أقرأوا بعض ما ورد من الشعر في العقوق:يقول الشاعر العربي:
غذوتك مولوداً وعلتك يافعاً تعل بما أجني عليك وأنهل إذا ليلة نالتك بالشكو لم أبت لشكواك إلا ساهراً أتململ كأني أنا المطروق دونك بالذي طرقت به دوني فعيني تهمل فلما بلغت الوقت في العدة التي إليها جرى ما أبتغيه وآمل جعلت جزائي منك جبهاً وغلظة كأنك أنت المنعم المتفضل فليت إذا لم ترع حق أبوتي فعلت كما الجار المجاور يفعل |
وقال الشاعر الشعبي:
ربيناك صغير وتعبت لرضاك وعلمتك العلم العلا والمروه فاجزيتني بالهجر واخبث سجاياك متناسي ياالعق حق الأبوه وش جاك يا ناسي ثنا ابوك وش جاك اللي ربيت بكنفه أحسن ربوه مع ذا عسى رب المخاليق يرعاك ويردك الله من الغوى للسموه |
وقال شاعر آخر يصف حال ابنه في تعسفه عليه وعناده له وعدم احترامه وطاعته فيقول:
خطوى الولد لا بوه ما ذكر به زود إلا معاياته ودايم يزوده وإلى تكلم قال أنا أبوي مقرود وده بابوه انه بحبل يقوده |
وقال شاعر يذكر لابنه واجبه حيث رأى منه الصدود,, وعدم احترامه فيقول:
العود يوم انه يغذي العيالي يبي بتالي العمر لذة سجاياه يحثه برد الجزاله بتالي إذا ذوى عمره وعجزت مطاياه |
وشاعر يذكر ابنه بما فعل به في صغره وأنه ما اخذ أمه إلا من أجل أذا كبر يرد له جزاءه الواجب عليه كدين دينه إياه وحل وفاؤه عليه فقال:
يا غيث ما اخذيت أناامك لجلها زينه إلا برجوى تقوم بواجب العودي ديان يبغيك توفي يا ولد دينه حان الوفاء اليوم يا جود ولد جودي ما أنت بصغير أقول إصغير يا عوينه ولاانت بخيل ألومك لومة السودي ولا فقيرٍ أشوف القل بايدينه كان اعذره عذر من يرجيه بالفودي لا شك حطيت هجر بينك وبينه أعطيت أبوك القفا من دون مقصودي أنصفت يوم انتفخ علباك بيمينه علمه وماله وفضله نلت بالزودي وش جاك من والدك ياالترب من شينه حتى تجازيه بالهجران مردودي ما عاد راعيت يا ولد الندم عينه جازيت ما قدمك به صد وجحودي هو في سلامك لبوك إنقاض وامهينه من عقب ما شاب راسه وانحنا العودي |
وأخيراً أظنني ذكرت من كان له قلب أو ألقى السمع وهو بصير فالذكرى تنفع المؤمنين,, فشكراً للأخ الحربي على إيراد مشهد عبر فيه عن عقوق الأبناء لوالديهم,, بأسلوب شعري مثير بالحزن والشفقة على العاقين لوالديهم وما أكثرهم لو تعدون وهذا ما دفع بي بهذه الكلمة الصارخة في وجه كل عاق وبيانها لكل مقدم على تلك الصفة الذميمة,,!وشكراً ايضاً لعزيزتي الجزيرة التي طالما عالجت مشاكل المجتمع ولمست احتياجاتهم الاجتماعية والإنسانية فسعت لحلها فكان لها ذلك.والله من وراء القصد,.عبدالله بن حمير آل سابر الدوسريوادي الدواسر اللدام
|
|
|
|
|