الراتب الذي تجنيه الموظفة في نهاية كل شهر هو ناتج عن عدة تضحيات,, كل واحدة منها تطالب بحقها,, وذلك أن الراتب ناتج عن تضحية الأهل فهم الذين تحملوا وصرفوا على ابنتهم كل هذه السنين حتى أصبحت ذات راتب يزن الكثير,, الزوج أيضا يضحي بوقته ومنزله وعائلته وأولاده وحقوقه بتنازله عن الأوقات التي تقضيها زوجته في وظيفتها,, هي أيضا تبذل الوقت والجهد والمال وتضيع أولادها لدى المربيات في سبيل هذا الراتب,, إذن كل من الأب والأم والزوج يطالب بحقه بالإضافة إلى أنها هي أيضا تريد, هنا تكمن المشكلة، فكل واحد يرى نفسه المضحي الفدائي في العملية وهو الخسران الوحيد وغيره المستفيد,, وتبقى المسكينة بين عدة نيران كل واحدة أشد من الأخرى,, فإن أعطت كل واحد منهم حقه المزعوم الذي يطالب به,, ذهب الراتب ولم يبق منه سوى التعب والنصب,, وإن تركتهم جميعا أصبحت البنت البخيلة المنطوية غير المتعاونة,, وإن أعطت أهلها وتركت زوجها,, أصبحت غير متعاطفة وجحودة لتضيحات زوجها وغير مطيعة,, وإن اعطته وتركت أهلها أصبحت العاقة المكابرة,, ولهذا فإن انهيار البيت على رؤوس الجميع هو الشيء المتوقع إن لم يتنازل بعض الأطراف عن حقوقهم المزعومة.ومما يزيد الأمر سوءاً هو نظرة الناس لأعطيات وهدايا الموظفة )شرهتهم عليها(,, فالناس لا تقبل من الموظفة أي هدية,, فمثلاً لو أهدت شيئا ثمينا في أي مناسبة كانت بقيمة خمسمائة ريال فأقل,, فإن هذا شيء غير مقبول منها فراتبها يعد بالآلاف خصوصا أنها لا ترتبط بأي التزامات مادية,, وبالعكس من غير الموظفة إذا قدمت هدية حتى لو كانت قيمتها تقل عن المائة ريال فهي مقبولة,, والشيء الذي يشعل فتيل المشاكل بين الموظفة وزوجها هو أنه يرى الأموال تتبعثر عن يمينه وشماله وبلا فائدة,, فهذه هدية لفلانة بالشيء الفلاني وهذا فستان وهذا حذاء لها وآخر لجارتها وملابس لأطفالها,, ولا تقل قيمة كل واحد منها عن مصاريف اسبوعين كاملين لزوجها,, هنا يريد الزوج الحد من المشكلة إما بمنعها أو الأخذ منها أو استغلال أموالها بشيء مفيد,, أو استثمارها لها,, فتكمن المشكلة.إذن يا عزيزتي الموظفة ذات الراتب الكامل الدسم,, كوني عنصرا فعالا في مجتمعك ولا تكوني بؤرة مشاكل تشمل الأهل والزوج والأولاد والمجتمع والعمل,, فالتوازن مطلوب خصوصا أن كلا منهم له حق عليك,, وفكري الآن بحل جاد لمشاكلك قبل أن يكون الثمن هو بيتك,,!عبدالعزيز النخيلانحائل
|