| متابعة
* نيودلهي: )د,ب,أ( - م, ج, سرينات
يزور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الهند 21 مارس الجاري في اطار جولة بجنوبي آسيا يبدأها في بنجلاديش قبل هذا الموعد بأربع وعشرين ساعة.وتسعى نيودلهي إلى إعطاء الزيارة اهتماماً غير عادي يركز الضوء عليها كحدث ويظهر للضيف الأمريكي مدى التقدم الذي أحرزته الهند, والزيارة هي الأولى من نوعها لرئيس أمريكي منذ 22 عاماً, وكانت الزيارة الأخيرة لجيمي كارتر الرئيس الأسبق في عام 1978, وسوف يرافق كلينتون ابنته تشلسي وستة وزراء منهم مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية.وسوف يزور كلينتون علاوة على العاصمة نيودلهي مدنا أخرى حيث يقع تاج محل، وجايبور التاريخية وحيدر أباد، معقل صناعات التكنولوجيا المتقدمة الهندية، وبومباي أكبر مركز مالي في البلاد.ومن المتوقع أن يزور كلينتون أيضاً محمية للنمور في راتاميبور قبل أن يلقي كلمة أمام البرلمان الهندي في 22 مارس.وكان أتال بيهاري فاجبايي رئيس وزراء الهند قد أعرب مؤخراً عن أمله في أن تضيف الزيارة صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين الهند والولايات المتحدة نظراً للكم الكبير من الشكوك ومصادر التوتر الذي شاب تلك العلاقات.كما أكد كلينتون أهمية بذل مسعى للاتصال مع أضخم دولة ديمقراطية في العالم بهدف سد فجوة العلاقات المتباعدة بين واشنطن ونيودلهي.وقال ريتشارد سيلست سفير الولايات المتحدة في نيودلهي ان زيارة كلينتون تهدف إلى توسيع نطاق العلاقات بين الدولتين وتخطي الخلافات بشأن منع الانتشار النووي والتوترات الهندية الباكستانية المتعلقة بصفة رئيسية بإقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين.وتمثل معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية احدى القضايا الشائكة في علاقات واشنطن ونيودلهي وكانت واشنطن قد اشترطت في إحدى المراحل انضمام الهند للمعاهدة لاتمام زيارة الرئيس الأمريكي ولكن هذه المسألة قد يتم التطرق لها خلال المحادثات في اطار العموميات وقد يشار إلى آراء الجانبين في هذا الصدد فقط خلال بيان تصورات مشترك يصدر في ختام الزيارة.ويوصف ذلك بانتصار لفاجبايي الذي يؤكد تأييد الهند لوضع اطار زمني يتم خلاله تحقيق نزع شامل لهذه الأسلحة من العالم, ويصر على ضرورة استمرار الهند في امتلاك الحد الأدنى من الردع النووي إلى أن يتم القضاء على جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل في العالم.وكان كلينتون قد وصف منطقة جنوب آسيا وخط الهدنة الفاصل بين الشطرين الهندي والباكستاني من كشمير بأنه أخطر مكان في العالم .وأعرب عن استعداده للوساطة بين نيودلهي وإسلام أباد الخصمين الجارين بالاقليم لتسوية مشكلة كشمير, ولكن الطرفين لم يطلبا تلك الوساطة.ودأبت واشنطن أيضاً على المطالبة باستئناف المحادثات الثنائية المتوقفة بين الدولتين.ومن جانبه استبعد جاسوانت سنج وزير خارجية الهند قبول وساطة أي طرف ثالث بشأن مشكلة كشمير أو على صعيد استئناف المحادثات الثنائية مع إسلام أباد ما لم تتوقف باكستان عن دعم الارهاب العابر للحدود .وكانت الهند وباكستان قد خاضتا حربين من ثلاث بسبب نزاع كشمير القائم منذ 52 عاماً.وتشددت واشنطن في مواقفها تجاه نيودلهي بعد سلسلة التفجيرات النووية التجريبية التي أجرتها الهند في مايو 1998 تحت الأرض وردت باكستان بإجراء مماثل في أعقاب ذلك مباشرة.ولكن واشنطن غيرت مواقفها العام الماضي اثر علاج الهند الحصيف للأزمة التي نشبت مع باكستان عقب تسلل مسلحين إسلاميين تدعمهم باكستان إلى القطاع الخاضع لنيودلهي من كشمير واحتلالهم مرتفعات استراتيجية هناك.ويرى محللون استراتيجيون أمريكيون وهنود بارزون أن إدارة كلينتون ينبغي أن تتحاشى المواقف السابقة وأن تبحث قضايا مختلفة مثل التجارة والاستثمارات والتبادلات الثقافية حتى تنجح الزيارة.ويشير هؤلاء إلى أن بروز الهند الأكثر ثقة من نفسها على الساحة الدولية وفي ظل الامكانات التجارية الهائلة التي تملكها هو المفتاح للحفاظ على الاستقرار في جنوبي آسيا,.
|
|
|
|
|