| متابعة
* القاهرة مكتب الجزيرة محيى الدين سعيد
أكد عدد من المثقفين المصريين والعرب ان نذر الحرب لم تنقشع عن سماء منطقة الشرق الاوسط وانها اصبحت تأخذ بعدا نوويا ايضا وذلك رغم المحاولات المكثفة من الولايات المتحدة الامريكية لفرض منظومة شرق أوسطية بدلا من النظام الاقليمي العربي.وشددوا على ان معاناة الشعب الفلسطيني لم تنته بل تتزايد وان ذلك كله يرجع الى محاولات ارساء سلام لا يرعى الحقوق التاريخية ولا يردع المشروع الصهيوني عن مخططات العدوانية والتوسعية المنطلقة من افكاره العنصرية التلمودية والتوراتية الفجة وذلك في ظل عصر العولمة الذي يتشدق المروجون له بقيم الديمقراطية والسلام.جاء ذلك في ندوة نظمها ليلة امس مركز البحوث العربية ومركز تحليل السياسات بفندق القدس بواشنطن وحضرها عدد كبير من المفكرين والسياسيين المصريين وعدد من المفكرين العرب الامريكيين ومن بينهم هشام شرابي وسميح فرسون وحليم بركات ونصير عاروي.وفي البداية اكد حلمي شعراوي مدير مركز البحوث العربية ان القضية الفلسطينية هي القضية المحورية والمركزية في حياة الغرب جميعا.ودعا المثقفين العرب الى الاتفاق على نداء وميثاق عمل مشترك يتحملون فيه مسؤوليتهم الحقيقية تجاه ما وصفه بالمستقبل الصعب للقضية,واشار الدكتور هشام شرابي مسؤول صندوق القدس بواشنطن الى ان هذا الصندوق هو جمعية تم تأسيسها منذ 25 عاما في واشنطن وكان هدفها ثقافيا واقتصاديا وتعليميا لمساعدة الشعب الفلسطيني وقال انه عندما اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية باسرائيل تحول معظم عمل الصندوق في اتجاه مجابهة الوضع السياسي الناتج عن هذا الاعتراف,ودعا الدكتور شرابي الى ان يكون هذا اللقاء بداية على صعيد التعامل العملي بين المثقفين والمفكرين والاكاديميين في داخل الوطن العربي وخارجه خصوصا في اوروبا الغربية وامريكا الشمالية حيث يعيش الملايين من العرب المهاجرين والمهجرين في هذه البلاد.ووصف الدكتور شرابي عمليات التسوية الجارية بانها استسلام لمفهوم الهيمنة الاسرائيلية الامريكية.وقال ان المجتمع العربي مسؤول خلال السنوات المقبلة عن اتخاذ قرارات مهمة مصيرية وتغيير حالة افراده وتجمعاته والا فانه سيواجه مصير البلقنة.وأكد ان على المثقفين دور كبير في خلق اطار يغير نظرتهم الى أنفسهم والى العالم ويتجاوز الاحباطات والشعور بالعجز واليأس وذلك بعيدا عن الشعارات والكلمات المنمقة.وتحدث الدكتور حليم بركات استاذ الاجتماع بجامعة جورج تاون تحت عنوان المجتمع والثقافة السياسية وتحديات القضية الفلسطينية فاشار الى ان هناك طريقين لا ثالث لهما لتسوية قضية فلسطين بشكل عادل، الاول يقوم على اساس دولة فلسطينية كاملة السيادة على الاراضي التي احتلت عام 1967م تكون عاصمتها القدس مقرونة بحق اللاجئين في العودة الى ديارهم وبالاعتراف بالظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني وتقوم على الاسس الديمقراطية والقيم الانسانية التي تبناها اعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1998م.اما الطريق الثاني فيرتبط بمبدأ قيام دولة واحدة ديمقراطية وثنائية القومية للشعبين على ارض فلسطين التاريخيةووصف الدكتور شرابي عمليات التسوية الجارية بانها استسلام لمفهوم الهيمنة الاسرائيلية الامريكية.وقال ان المجتمع العربي مسؤول خلال السنوات المقبلة عن اتخاذ قرارات مهمة مصيرية وتغيير حالة افراده وتجمعاته والا فانه سيواجه مصير البلقنة.وأكد ان على المثقفين دور كبير في خلق اطار يغير نظرتهم الى أنفسهم والى العالم ويتجاوز الاحباطات والشعور بالعجز واليأس وذلك بعيدا عن الشعارات والكلمات المنمقة.وتحدث الدكتور حليم بركات استاذ الاجتماع بجامعة جورج تاون تحت عنوان المجتمع والثقافة السياسية وتحديات القضية الفلسطينية فاشار الى ان هناك طريقين لا ثالث لهما لتسوية قضية فلسطين بشكل عادل، الاول يقوم على اساس دولة فلسطينية كاملة السيادة على الاراضي التي احتلت عام 1967م تكون عاصمتها القدس مقرونة بحق اللاجئين في العودة الى ديارهم وبالاعتراف بالظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني وتقوم على الاسس الديمقراطية والقيم الانسانية التي تبناها اعلان الاستقلال الفلسطيني عام 1998م.اما الطريق الثاني فيرتبط بمبدأ قيام دولة واحدة ديمقراطية وثنائية القومية للشعبين على ارض فلسطين التاريخية.واكد بركات ان اسرائيل على الصعيد الشعبي او الحكومي ليست مستعدة للبحث في اي من هذين الحلين وهي تسلك طريق فرض حلولها الجزئية التي قد تنصاع اليها السلطة الفلسطينية وحين تفعل السلطة ذلك فلن تكون الحكومات العربية اكثر ملكية من الملك.واضاف بركات ان ما يجب ان يفهمه الجميع هو ان الشعب الفلسطيني والشعوب العربية بأسرها تريد حلولا حقيقية لا حلولا وهمية، وحلولا تنبع من قناعاتها لا حلولا تفرض عليها انطلاقا من مقولات العجز العربي.واوضح ان للمثقفين دوراً في تدارس كيفية التغلب على حالات الاغتراب التي يعاني منها الشعب وكيفية تنشيط المجتمع المدني وتحقيق القدر الكافي من الديمقراطية على المستوى السياسي في علاقة الشعوب بالدول كما على المستوى الاجتماعي في العلاقة مع المؤسسات التقليدية والحديثة والعمل الثقافي بدءا من التعليم الابتدائي حتى التعليم الجامعي وانشاء مراكز الابحاث في مختلف المجالات العلمية.وخلص بركات الى ان المشكلة الاساسية من ذلك ان النخبة السياسية ونخبة رجال الاعمال تقبل حلولا جزئية في خدمة مصالحها الخاصة وعلى حساب مصالح المجتمع والامة كما ان النخبة الفكرية منقسمة على نفسها بحكم ان جزءا كبيرا منها مرتبط بالانظمة وملحق بها واصبحت هذه النخب تصور انه لا خيار سوى التحرك ضمن دوائر ضيقة ومغلقة.وقال انه ليس من الغريب في هذه الحالة ان يستمر المجتمع العربي في موقعه الهامشي ساعيا باحساس مأساوي لتجاوز حاضره عبر فجوة عميقة وواسعة بين الحلم والواقع.وتناول الدكتور احمد يوسف احمد رئيس معهد الدراسات العربية بجامعة الدول العربية التحولات التي طرأت على الثقافة العربية في العقود الاخيرة بشأن قومية الصراع العربي الاسرائيلي فأشار الى ان اصحاب الفكر القطري وبعض الاسلاميين اصبحوا يرون ان الاولوية لم تعد لهذا الصراع اضافة الى شيوع ثقافة الخنوع او السلام بين بعض المثقفين والتي تقوم على تهويل الويلات التي تنتظر المناضلين من اجل حقوقهم.واوضح ان الخطأ الجوهري في تفكير العرب في السلام انهم يفكرون فيه مفصلا عن القوة رغم انه لا يأتي الا بممارسة القوة بمفهومها الشامل وليس الحروب النموذجية مشيرا الى ان التنازلات الاسرائيلية القليلة حدثت بعد استخدام العرب للقوة ضدها وذلك في حروب الاستنزاف وحرب 1973 ثم الانتفاضة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية المستمرة.واشار حسين عبدالرازق امين عام مساعد حزب التجمع المصري الى المؤثرات الاساسية التي اوصلت حالة التسوية السلمية الى ما هي عليه الآن وقال ان هذه المؤثرات تتلخص في قرار الرئيس المصري الراحل انور السادات بالذهاب الى الكنيست وابرام معاهدة صلح مع اسرائيل ثم الغزو الاسرائيلي للبنان واخراج المقاومة الفلسطينية من هناك ثم حرب الخليج الثانية ثم اختفاء الاتحاد السوفيتي واخيرا فشل كافة تجارب التنمية العربية.وطالب عبدالرازق باستخدام كافة اوراق القوى العربية وتصعيد الحملة السياسية والجماهيرية ضد التطبيع واسقاط الاتفاقيات الفردية مع اسرائيل.وانتقل المفكر سميح فرسون الى الحديث عن السياق الدولي لقضية فلسطين فأكد ان فلسطين تعتبر من البؤر المركزية للسياق الدولي في العصر الحديث وان الهجوم الاوروبي الامريكي على فلسطين لم يستهدف فقط البلد في حد ذاتها وانما استهدف المنطقة كلها من خلال فلسطين.واكد فرسون ان الصراع حول القضية انتهى تقريبا حينما اقدم قادة النضال الفلسطيني على التنازل عن حقوق شعبهم في اتفاقية غير عادلة مع ذات الدولة التي انتهكت هذه الحقوق,واضاف ان عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية اعادت تعبئة الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة وان هذه التعبئة وتعاون السلطة الفلسطينية معها تجري ايضا اعادة استعمار الوطن العربي بواسطة الولايات المتحدة.واضاف فرسون ان الولايات المتحدة تركز في تأييدها لحملة التطبيع الاسرائيلية على طرح خطط اقتصادية تستهدف شرق أوسط العالم العربي من أجل ادماج اسرائيل في سوق شرق أوسطية مشتركة ومشروعات تعاونية أو مشتركة وشبكة خدمات اقتصادية منسقة في مواجهة مشروعات التكامل العربي سواء على المستوى الاقليمي او الاقليمي الفرعي وفي كل هذا تعتبر المساعدة المالية والخطط الاقتصادية والدعم الدولي للسلطة الفلسطينية امرا ضروريا لنجاح مشروع امريكا الشرق أوسطي وسعي اسرائيل وراء التطبيع.واكد الدكتور عبدالعليم محمد الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام ان قضية فلسطين ولدت منذ البدء كقضية دولية ودخلت فيها اطراف وقوى دولية عديدة لاسباب مختلفة من بينها ان المسألة اليهودية كانت بطبيعتها وتاريخها وجغرافيتها دولية غربية وان القوى الغربية في النظام الدولي تبنت مطالب الحركة الصهيونية لاسباب استراتيجية وسياسية وحضارية عديدة.واضاف ان النظام الدولي لعب دورا اساسيا وهاما في تحديد مجريات الامور والصراع في المنطقة عبر ادوار الدبلوماسية المختلفة ومن خلال الهيئات التي تمثل عصب النظام الدولي وهيكله ومنها عصبة الامم وهيئة الامم المتحدة.واشار الى ان اسرائيل تستمد قوتها من مصدرين الاول اوروبي امريكي يضمن تفوق اسرائيل الاستراتيجي والتقني والعلمي اما الثاني فيتعلق بالمسألة اليهودية والتي تمثل لاسرائيل مصدر الشرعية والحماية والرعاية والجباية الماية والتنظيم اليهود العالمي الذي يتكفل بتحقيق هذه الاهداف مجتمعة.واضاف ان قيام اسرائيل افضى الى وضع العالم العربي في محور الاهتمام الدولي واصبح العرب جزءا من الاستراتيجية الغربية منذ ان اصبحت اسرائيل احدى دول المنطقة مشيرا الى ان هذا الاهتمام الدولي تمخض عن ضغوط خارجية تمارس على ارادة الدول العربية وتدخلات غربية تسهم في تحديد مضمون السياسات العربية ازاء اسرائيل.واكد انه بقدر ما يتمكن العرب من احداث تغيير في علاقتهم بالغرب بقدر ما يغيرون من طبيعة علاقة اسرائيل ذاتها بالغرب وبقدرما ينجح العرب في بلورة استقلالية وارادة واضحة بقدر ما يستطيعون التأثير في هذا التحالف الثنائي بين اسرائيل والغرب.
|
|
|
|
|