| عيد الجزيرة
* تناول جارنا ابو علي واولاده وزوجته جرعة مفرطة من المقلقل او الحميس مدعمة بين اللقمة والاخرى بكأس من اللبن بعد ان اصبح رخيصا بسعر الكوسة في سوق الربوة من بعد صلاة المغرب!!.عموما حان وقت التهضيم ولن تكون هناك وسيلة افضل من الهجولة في الشوارع بحثا عن ركن شاغر في الحدائق العامة التي لا يعرفها امثاله الا في المناسبات!! خليط من البشر يجتمع عند مدخل كل حديقة,, اناس يراهم ابو علي لاول مرة,, ولم يكن يتوقع المسكين بأن مدينة الرياض تحتضن بين جنباتها هذا الكم الهائل من السكان من مقيمين ومواطنين.وبعد ساعة ونصف تمكن المسكين من النفاد ماخرا عباب مئات من الوجوه ذات الالوان والروائح المتعددة!! بقي الآن ان يتجاوز المرحلة الأصعب بايجاد مكان يجلس واولاده فيه دون ان يطأ طفلا او يفرم وجبة اسرة اخرى!! وهل ستكون المساحة المتاحة تحت تلك الشجرة الباهتة كافية لبسط الحصيرة التي اخذها لتوه من البقالة المجاورة لمنزلهم على وعد بسداد ثمنها آخر الشهر,,,!! حاول الرجل جاهدا بمعونة زوجته أم علي ان يدير الحصيرة يمينا او يسارا ولكنها في كل مرة تدخل في حيز المحيطين من العوائل الاخرى دون سابق استئذان,,,!!!ومع شدة ما اثار من غبار الارض,.حتى ان احد الجالسين بدأ يعطس بشكل مزعج للتعبير عن استيائه، قرر الرجل ان يلملم اغراضه تاركا الحديقة بمن فيها، وقد وضع الحصيرة على رأسه وتناول ما امكن من أيادي أبنائه تاركا البقية لأم علي التي تجيد تسحيب الاطفال لتكون كل تلك الوجوه المتعددة الالوان والاشكال والاحجام بانتظاره للخروج هذه المرة!!لينتهي به المقام في فناء بيته وقد افترش ذات الحصيرة متجاهلا غضب أم علي التي ارادت ان تستمتع بأجواء الحديقة حتى وان كانت تعج بضوضاء الاطفال,, ونساء لا تعلم من لغتهم وان شئنا لهجاتهم، شيئا!! وكل أضحى وانتم بخير.
عبدالله صايل
|
|
|
|
|