أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 16th March,2000العدد:10031الطبعةالاولـيالخميس 10 ,ذو الحجة 1420

مقـالات

شدووهل للمجد من موئل سواك يا وطني؟
د, فارس الغزي
لا شيء أنسب لمناسبة كعيدنا هذا من الاستهلال بخاطرة تاريخية لنا فيها بتلك الديار نصيب وأيما نصيب؟! حسنا، تقول الخاطرة: إن هناك أُناساً قد عُرف عنهم الذكاء والحذق، فسألهم خليفة من الخلفاء عن سر تفوقهم ونبوغهم، لينبري أحدهم ويجيب:نحن ألف رجل بألف رأي، وفينا حازم واحد هو يسمع لنا فكأنه ألف رأي، ونحن نطيعه فكأننا ألف حازم ,, نعم، إن لنا، في الحقيقة نصيباً في تلك الخاطرة وان كان هناك فارق يميزنا حكاما ومحكومين ألا وهو كون عددنا يقارب التسعة عشر مليون مواطن ممن أمدهم الله بتسعة عشر مليون رأي صائب، وفينا حازمنا الأول: خادم الحرمين الشريفين أيده الله ورعاه الذي يسمع لنا فكأنه تسعة عشر مليون رأي صائب، ونحن نطيعه فكأننا تسعة عشر مليون حازم, فلك الشكر، يا الله، على ما أفسحت لنا فيه من أجل أمره بيدك لنستزيد من شكرك، ونجدد الرجاء بك، ونعلن الخضوع والذلة لك، ونحتفل في يوم عظيم من أيامك العظيمة: عيد الأضحى المبارك.إنه عيد عاد وبلادنا ولله الحمد قد أنجزت ما اؤتمنت على انجازه، وقامت خير قيام بما كُلفت وشُرفت بالقيام به من خدمة أكبر تجمع انساني على كوكب هذه الأرض، ممن قدم الى تلك الأرض متطلعا الى السماء، والسماء فقط، طمعا بنوال رب السماء, انهم آباؤنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا في الايمان: أولئك الذين ودّعوا الدنيا زهدا بزخرفها، وأقبلوا على الآخرة طمعا بخلودها، وتجشموا مصاعب ووعثاء النزول والارتحال بقلوب تهفو وأبصار ترنو الى أطهر بقاع المعمورة، قاصدين وجهه الكريم وطمعا برحمته وتوفيقه, انه عيد عاد وبلادنا، ولله الحمد، تنعم بما تنعم به من رخاء وعدل وأمن: رخاء يستحق أن يشكر، وعدل يعادل جيشاً لا يقهر، وأمن بدونه لا يطيب العيش ولا يسر، وعلى غرار قول من قال: العدل أقوى جيش، والأمن أهنأ عيش ,, إنها نعم لا يعرف قدرها سوى من ابتلي بعدم شكرها فعوقب واصطلى بنيران زوالها.انه عيد عاد ومكرمات بلادنا الكريمة العذبة عذوبة ماء البارق تنهمر على أرجاء المعمورة خدمة للإسلام، وعونا للمسلمين، وطمعا برحمة وعفو رب العالمين, انه عيد عاد ومجتمعنا، والله الحمد، كالبنيان المرصوص تعاضدا، وتكافلا، وطمأنينة، لا تميز لحاكم على محكوم سوى بما ينوء بحمله كاهله مما استودعه الله بيده من أعباء الأمانة الثقيلة، والمسؤولية العظيمة للحفاظ على العرض والوطن والنفس والجهد الجهيد المجهد لتوفير وسائل الحياة الكريمة لانسان هذا التراب الكريم المعفر بالعز والمجد والسؤود.وعليه، يطيب لي، ويشرفني، بعيد مبارك كعيدنا هذا، أن أرفع أسمى آيات التهاني والأماني الى خادم الحرمين الشريفين: أيده الله خدمة للإسلام والمسلمين، والى ولي العهد ورئيس الحرس الوطني: صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله والى النائب الثاني، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام: صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله والى كافة أفراد الاسرة المالكة الكريمة وشعبنا الأبي الكريم، راجيا من الله العلي القدير أن يجعل أيامنا وشهورنا وسنيننا أفراحا وأعيادا مباركة بركة هذه المناسبة المباركة، وأن يسبغ علينا نعمه، ويديم علينا أمننا واستقرارنا، انه على كل شيء قدير.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved