Wednesday 15th March,2000 G No.10030الطبعة الاولى الاربعاء 9 ,ذو الحجة 1420 العدد 10030



النظام المدرسي بين فردية التعليم وجماعية التلقي

لا تألو حكومتنا الرشيدة جهدا في تقديم كل ما من شأنه أن يدفع عجلة التنمية في بلادنا وذلك في جميع المجالات وخاصة في المجال التعليمي التربوي ممثلة بوزارة المعارف,, وكان آخر تلك الجهود إقرار وزارة المعارف لمشروع تحويل المكتبات المدرسية إلى مراكز لمصادر تعلم في مدارس التعليم العام في المملكة حتى يستفيد منها الطالب والمعلم على حد سواء بشكل أفضل.
وهذا يقودنا إلى إلقاء نظرة عامة على المنهج الدراسي المتبع حيث نجده لا يتجاوز مجرد تلقين لمعلومات مجردة ومحددة ومن ثم حفظها وحشوها في ذهن الطالب دون تقبلها أو حتى الاقتناع بها.
فما هي الفائدة إذن من القدوم إلى المدرسة ولاسيما إذا عرفنا أن تلك المعلومات تجدها موجودة جاهزة فيما يعرف بالكتاب المقرر وهذا يجعلك لا تنتظر طالبا يبذل أدنى جهد من أجل الحصول على معلومة، وأكاد أجزم بالقول إن الغالبية العظمى من الطلاب لا يكادون يعرفون متى تستخدم تلك المعلومات وكيفية الاستفادة منها في حياتهم.
كل ذلك وغيره جعلني أدرك بان عناصر التشويق والمتعة تكاد تكون مفقودة وإن وظيفة المدرسة تنحصرفي إطار ضيق يكاد يضيق بالطالب.
لذا أصبح من الضروري أن نوسع في وظيفة المدرسة وأن نوجد المنهج الواسع الذي لا يقتصر دوره على الكتاب المدرسي فقط، بل يتعداه إلى غير ذلك من إقامة للأنشطة والحفلات وإعداد للزيارات والرحلات وأهم من ذلك كله يجب ألا ننسى الركن المهمل من أركان المدرسة والجزء الأهم من أجزاء المنهج وهو المكتبة المدرسية، فهي النواة الأولى والمكان الذي تتكون فيه عادة المطالعة وحب البحث وينمو فيه الميل إلى القراءة الواعية الجادة الهادفة والرجوع في ذلك إلى مصادر ومراجع للاستفادة والاستزادة منها وعدم الاقتصار في ذلك على الكتاب المقرر كما هو عليه حال طلابنا اليوم إذ نجد أن فئات كبيرة منهم ينصرفون عن قراءة الكتب النافعة المفيدة إلى قراءة الكتاب المدرسي المقرر لغرض النجاح لا غير.
ولهذا كان مشروع قرار وزارة المعارف الأخير صائباً إلا أنه جاء متأخرا فنتمنى ألا يكون ذلك مجرد تغيير في المسمى وأن يكون وراءه مضامين أخرى جديدة تتطلب تغييرا جذرياً في النظام المدرسي المتبع الذي نجده إلى جانب فقره في إثراء الطالب وقوفه معوقا أمام تقدمه وتطوره ويعمل في دفن كثير من مواهبه ومهاراته الابداعية الكامنة.
وأخيرا لكي ننجح في تطبيق هذا القرار التطبيق الأمثل أصبح لابد من إيجاد نوع من الربط بين مركز مصادر التعليم (المكتبة المدرسية سابقا) وبين الكتاب المدرسي المقرر، وذلك حتى يتعود الطالب على القراءة والمطالعة ويتكون لديه إحساس بجدواها وأهميتها في عملية البحث مدى الحياة وسوف يعرف أيضا كيف ومتى سيوظفها ويستخدمها إلى آخر لحظة من حياته,.
بندر عبيد منير العصيمي
ثانوية نجد الدوادمي

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved