Wednesday 15th March,2000 G No.10030الطبعة الاولى الاربعاء 9 ,ذو الحجة 1420 العدد 10030



يعشقها الغالبية من العامة
الأغنية الشعبية,, فرحها سطران فقط في عمر بعض المطربين!!

طعون وجروح ونزف وخفوق مصاب بالزكام وآهات تكفي كافة المراجعين لمستشفى الرياض المركزي!!!
تلك ببساطة هي مفردات الأغنية الشعبية السائدة والتي تستند على شريحة عريضة من المستمعين وإن كنا نرى أن تصنيفهم كمستمعين يحتاج الى القليل من الايضاح!.
في تصوري ان القضية لدى صنّاع مثل هذه الأغنيات تعتمد على استغلال العبارات الرنانة والتي يعشق من هم في أول العمر التغني والتشدق بها مثل: واعذابي,, مع انه لم ير من أمر العذاب شيئاً!! ولو اردنا الانصاف، فالأغنية الشعبية تعاني من فقدان الهوية في عالمنا العربي والدليل ان حسن الأسمر غنى كتاب حياتي واصر اصرارا منقطع النظير على ان الفرح في كتاب حياته يقدر بسطرين فقط لا غير!!اذ ربما كانت النسبة مرضية وعادلة! وعلاوة على ذلك فإن المسمى لهؤلاء هو مطرب شعبي ولكن عندما نشاهد غلاف الشريط نجد السيد حسن وقد اتشح بآخر صيحات الموضة في محاولة صريحة لمنافسة مايكل جاكسون!! أما بالنسبة لحكيم الزمان الفنان الحكيم الذي ما ان اطلق العنان لشدقيه,, إلا وتصدعت الجدران بدعوى الغناء,, ناهيك عن أساليب تصوير الفيديو كليب المبتكرة والتي تدعو للعجب من فرط توظيف الأزياء والايقاعات الراقصة ليبقى المشاهد في دوامة الحصار البصري المفروض عليه مع سبق الاصرار والترصد! والقائمة طويلة ان شئنا الاستقعاد !! ولكن ماذا عن المتلقي؟؟ لماذا ترتبط دائماً الأغنية الشعبية بقهوة المعلمة توحيدة,, ومواقف التاكسيات,, والأماكن الخربة والتي لا تصلح للاستخدام الآدمي؟؟ اذا هم والحديث عن صناع هذه الأغاني يرسلونها لفئة خاصة من المستمعين لا تميز، في تصورهم، بين الغث والسمين,, ولا تفرق بين الموسيقى وصوت مطرقة تهوي على رفرف!
وللمصداقية,, فقد برز في السبعينيات الميلادية من القرن الماضي شاب من عمق مصر، وقد دلل على ذلك بملامحه وهيئته وشجي صوته الباكي في آذان العوام!! هل تذكرون أحمد عدوية؟؟ وان كنا نختلف حول جدوى ما قال وردد في اغنياته، فإننا نؤكد بأنه لم يفرض نفسه على أحد كمايفعل مستطربو هذه الأيام بإطلالهم من خلال الفضائيات بالفيديو كليب في كل وقت وبدون سابق إنذار ,, حتى وان كان التلفزيون مغلقاً,,! نعم,, لقد كان عدوية صاحب صبغة خاصة اختلفت عمن سبقوه من أمثال محمد رشدي ومحمد قنديل وشفيق جلال وغيرهم ممن زامنوا عبد الحليم حافظ, الكل قام ضده لأنه استخدم مفردات رجل الشارع قائلاً: السح الدح امبووو,, تاركا التغزل في عيون نعيمة بنت الجيران وراءه لغيره ودون الاعتماد على التأنق في المظهر وزيارة الكوافير ثلاث مرات في اليوم!! ونزولا عند رغبتهم بعد ان تحدوا قدرته على اداء اللون العاطفي كما يسمونه,, فكان ان فاجأهم بأغنيته التي تقول:

يابنت السلطان,, حني على الغلبان
الميه في ايديكي ياحلوة ومحسوبك عطشان!!
اذاً هو غلبان عطش لماء من يدي بنت السطان المزعوم التي قد تتخذ قرارا باطاحة رقبته جزاء جرأته بطلب ارتشاف الماء من يديها! وسواء كانت تلكم هي مياه العشق او مياه مصلحة الري بمصر! فإن طريقة الطرح جديدة وتعبّر عن تطلع الكثيرين من البسطاء لما يحلمون به!! اذاً هي اغنية شعبية ذات صلة بهموم المستمع وتطلعاته البسيطة والتي لا تنصب فقط في دائرة العشق والهيام، ايقاع يحفل بروح مصر، أداء صارخ باك، بساطة معبرة عن اكثر من قضية دفعت عبدالحليم وعبدالوهاب للاعتراف بعدوية كظاهرة في الغناء للحصول على النشوة السمعية الراقصة للهروب من عبء الطرح الهادف!! يعني وكمثال، يقول أحدهم:

بيني وبينك خطوة ونُص
لا بتسلم ,,, ولا بتبص
هذا التداعي اللفظي الذي يكاد ان يشكل سجعاً، لا علاقة له البتة بالشعر الغنائي!!,, بل هو حشو لفظي يتناغم مع ما سبق ان اعد له من إيقاعات راقصة تختلف عن غيرها من أشباه الاغنيات بما يتم اضافته من وصلات بالاورغ او باستخدام الهوائيات كالناي او المزمار!!,, ومع ذلك فهم يجدون من يشتري تلك البضاعة ، وربما كان لهم العذر اذ ارادوا صم آذانهم عن أصوات ابواق السيارات التي تعادل في عددها عدد سكان القاهرة تقريباً، فتلك الأغاني تجسد افضل طريقة!!,, وسيكون للحديث بقية ولكن في المرة القادمة حول الأغنية الشعبية لدينا، ومن هم نجومها السابقون والمعاصرون وكيف وصلت الى ماوصلت اليه الآن!!
عبد الله صايل

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved