Wednesday 15th March,2000 G No.10030الطبعة الاولى الاربعاء 9 ,ذو الحجة 1420 العدد 10030



عبر الملايين من الدولارات والجميلات من النساء
برامج التلفاز الأمريكية تسترجع بعضاً من أمجادها!!

* أريزونا محمد عبدالعزيز أبانمي
بعد أن ظلت محطات التلفزيون الأمريكية طوال السنوات القليلة الماضية تفقد كثيراً من مشاهديها بسبب الملل الذي أصابهم نتيجة افتقاد هذه المحطات لما هو مُشوّق من برامج، بدأت هذه المحطات في استرجاع شيء من أمجاد الماضي بفضل الخلطة السحرية المكونة من المال والنساء!
من يريد أن يصبح مليونيرا؟! طمع و21 ومن ترغب في الزواج من مليونير؟ جميعها برامج تلفزيونية خرجت من تحت عباءة فكرة واحدة وبسيطة قدم الملايين من الدولارات واعرض الجميلات من النساء تكسب مشاهدين وملايين أكثر .
الجانب الأول من القصة يتمثل في برامج المسابقات الثلاثة المشهورة حالياً من يريد ان يصبح مليونيراً؟ ، طمع Greed وأخيراً 21 ، فهي كلها برامج تلفزيونية تعتمد على تقديم مئات الآلاف من الدولارات أثناء الحلقة الواحدة كجوائز نقدية، ومثل هذه البرامج تمثل حالياً آخر صرعات المحطات التلفزيونية الأمريكية في محاولاتها الحثيثة لزيادة نسبة المشاهدين.
ومن الواضح ان الفكرة قد اثبتت جدواها حتى الآن، فأثناء عرض برنامج من يريد ان يصبح مليونيراً؟ ترتفع نسبة مشاهدي محطة ABC لتصل الى 131% يوم الثلاثاء، 325% يوم الخميس 150% يوم الاحد، وبمنطق الأرقام فإن البرنامج سيعود على المحطة لهذا لعام بأرباح تصل الى ما يقارب 200 مليون دولار! كما أن هذا البرنامج هو أول هذه البرامج في الظهور حيث ساهم بشكل كبير في ان تصبح محطة ABC المحطة الأكثر مُشاهدة بعد ان ظلت ولفترة زمنية طويلة في ذيل القائمة.
وتقوم فكرة البرنامج على أساس اختيار متسابق معين من بين عدة متسابقين وذلك من خلال الإجابة على سؤال معين, بحيث تقتصر المسابقة على ذلك الشخص الذي يجيب على السؤال في اسرع وقت، ومن ثم يبدأ طرح الأسئلة على هذا الشخص، حيث يحصل المتسابق على 1000 دولار عند اجابته على السؤال الثاني وهكذا تتم مضاعفة الجائزة مع كل سؤال الى ان تصل الى مليون دولار, وبالطبع فإن من حق المتسابق ان يتوقف عند مرحلة معينة متى ما رغب في ذلك والاكتفاء بجائزة معينة اذا ما أحس ان فئة الأسئلة التي سيتم اختباره بها ستكون صعبة عليه، غير ان المسرح مليء بتلك الجماهير التي تداوم على الصراخ ومطالبة المتسابق بالاستمرار وهو مايسعى اليه منتجو البرامج فكلما زادت الجائزة ازدادت درجة التشويق والمتعة وبالتالي ازدياد المتابعة الجماهيرية وهو مايعني أن جيوبهم ستمتلىء بالمال.
هناك بالطبع من تمكن من الحصول على المليون وهناك من خسرها، وهناك من كان قنوعاً ورضي بمبلغ مالي معين على طريقة المثل الشعبي الشهير العوض ولا القطيعة ، كما ان البرنامج لم يخل من الانتقادات ففي إحدى الحلقات تم اقصاء المتسابق رغم أنه قدم الاجابة الصحيحة وهناك من ينتقد البرنامج بسبب تفرقته العنصرية والقائمة تطول.
نجاح برنامج من يريد ان يصبح مليونيرا؟ اجبر القائمين على محطة فوكس على ان ينتجوا برنامجاً مماثلاً اسمه طمع GREED غير ان فكرته تختلف قليلاً من حيث انه يقوم على أساس اختيار خمسة متسابقين من أصل ستة من خلال الاجابة على سؤال معين، ويتم اختيار هؤلاء الخمسة على أساس درجة دقة الإجابة، وأكثر المتسابقين دقة في اجابته يصبح قائد الفريق بحيث انه يُقرر ما اذا كانت الاجابة التي يقدمها أحد افراد فريقه الأربعة تحتاج الى تغيير او الابقاء عليها، كما أنه مسؤول عن اتخاذ القرار بشأن الاستمرار في المسابقة حتى مستوى المليوني دولار او الاكتفاء بجائزة معينة، وفي العادة فإن الجوائز تبدأ من 25 ألف دولار وتتضاعف حتى تصل الى مليوني دورلار.
قمة الإثارة في هذا البرنامج تبدأ عندما يتمكن الفريق من جمع 100 ألف دولار بعد الإجابة على أربعة اسئلة، إذ يأتي الدور على قائد الفريق ولكن قبل طرح السؤال يصدر صوت معين يدل على ظهور TERMINATOR إذ يتم اختيار أحد المتسابقين ويُطلب منه ان يختار احداً من زملائه للدخول في مسابقة فردية بينه وبين من يقوم باختياره، حيث يبقى في الميدان من يتمكن من الاجابة على السؤال أولاً مع حصوله على 10 آلاف دولار, هذه المرحلة بالذات تتبدى فيها طبيعة الطمع الانساني وجشعه خصوصاً في ظل مجتمع رأسمالي، اذ لم يسبق ان تنازل احد عن هذا الحق في التخلص من أي من زملائه إلا في حلقة واحدة!! البرنامج عموماً يحظى بنسبة عالية من المشاهدة تصل الى أكثر من عشرة ملايين مشاهد للحلقة الواحدة.
البرنامج الثالث اسمه 21 ويتم عرضه على محطة NBC ويعتمد على أساس اختيار اثنين من بين عدة متسابقين, حيث يتنافس الاثنان على جمع 21 نقطة والفائز هو الذي يجمع هذا العدد من النقاط قبل الآخر حيث يصبح في امكانه الفوز بمبلغ مالي يصل إلى 120 الف دولار، كما انه له الحق في ان يتنافس مع متسابق آخر لزيادة غلته, البرنامج يحظى بنسبة مشاهدة كبيرة تصل الى 14 مليون مشاهد,الجانب الآخر من هذه الصرعة البرامجية يتمثل في عرض قناة فوكس لبرنامج مثير دارات حوله الكثير من النقاشات وأثار انتقادات الحركات النسوية الأمريكية هو برنامج من ترغب في الزواج من مليونير؟! إذ ان فكرة البرنامج وماحدث في حلقته الأولى ساهما في ظهور الجدل الكبير حوله, فكرة البرنامج تعتمد على اعطاء الفرصة لمن يرغب من اصحاب الملايين في اختيار زوجته من بين خمسين فتاة يستعرضن أمامه على المسرح ويرتدين مختلف الملابس كما يحدث في مسابقات الجمال، ومن ثم يتم الطلب من هذا المليونير فلترة الاختيار الى عشرة فتيات بحيث يقرر لاحقاً الارتباط بواحدة منهن بحيث يتم عقد القران على خشبة المسرح نفسها, اختيار خمسين فتاة للتسابق على الفوز بقلب وبالطبع مال المليونير الأعزب يجيء بعد عملية طويلة زمنياً، ففي الحلقة الأولى من هذا البرنامج كان هناك أكثر من ثلاثة آلاف فتاة تقدمن بطلب الظهور على المسرح، غير انه تم اختيار 100 فتاة اعتماداً على استبيانات معينة تتضمن مختلف الاسئلة ومن بينها ما الذي ستفعله الفتاة بالمال حال ظفرها بالكنز، عفواً بالزواج, ومن ثم يتعين على المليونير ان يختار 50 فتاة اعتماداً على الاجابات التي تقدمها الفتيات.
أما المليونير نفسه فيتم اختياره من قبل منتجي البرنامج نفسه وحسبما يشير مايك دارنيل صاحب فكرة البرنامج فقد تم اختيار المليونير الأعزب لأول حلقة وهو دوك دوكويل لانه كان وسيماً وجذاباً, غير ان هذا المليونير الاعزب والوسيم والذي لا تتعدى ثروته مليوني دولار قد تسبب في فشل البرنامج من اول حلقة، فقد تبين ان مستثمر العقارات هذا والبالغ من العمر 42 يعاني من مشاكل مع خطيبته السابقة جينفير مان إذ انه كان عصبياً حاد الطباع لدرجة انه كان يسيء اليها بعض المرات, هذه القصة لم تظهر إلا في اعتاب عرض البرنامج وبعد ان عقد دوكويل قرانه على الممرضة دارفاكونغز البالغة من العمر 34 عاماً, وتسبب ذلك في ان يتحول أسبوع العسل الذي قضاه العريسان على اليخت المتوجه الى جزر الكاريبي الى اسبوع بصل على الأقل للمليونير الذي اصبح مثار سخرية على لسان المشاهير من مقدمي برامج NIGHT SHOWS امثال جي ليو بسبب قلة ثروته, أما العروس فبالاضافة الى احتفاظها بخاتم تصل قميته الى 35 الف دولار وسيارة دفع رباعي، فقد استغلت الفرصة لتظهر على مختلف شاشات، التلفزيون لتعلن انفصالها عن دوك دوكويل وعزمها على الظهور على مختلف أغلفة المجلات الجيد منها والسيىء, أي ان هذا الزواج الفاشل تحول الى فرصة لا تعوض لكسب المال!,البرنامج أثار ايضاً انتقادات الحركات النسوية التي ترى ان البرنامج ماهو إلا عملية بيع اجساد مُغلفة بطابع المسابقة، بل وذهب البعض الى القول ان الفتيات بدين وكأنهن عاهرات يعرضن اجسادهن مقابل ثمن معين, مسألة كرامة؟! ربما! المهم ان معظم المشاهدين كما تشير الارقام يتكونون من فتيات تتراوح أعمارهن بين 18 الى 34 سنة وهنا تكمن المفارقة.
البرنامج رغم فشله في أول حلقة وصل عدد مشاهديه الى 22,8 مليوناً وهو ماحدا بالقائمين على محطة فوكس لوضع الخطط لانتاج برنامج آخر هو تزوج من أول نظرة ، بحيث يشارك فيه ثلاثة رجال بدلاً من واحد.
عموماً هذه النوعية من البرامج تعكس التغيرات التي يشهدها المجتمع الأمريكي المتميز بأنه لا يضع حدوداً لأي شيء.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved