وعوداً على ذي بدء ومسلسل التدهور في الأفكار الإعلانية يواصل انحداره المخيف فبعد مخاطبة الغرائز والضرب على أوتار إعلانية ممجوجة بالنقص والتهكم فهناك مثلا ذلك الإعلان المطبوع والذي يمثل العميل بدجاجة,, فإذا كان القصد الإثارة فبئس الإثارة ان تستخف بعملائك وتصورهم بدجاج التفقيس!! والعملاء المرتقبين على أنهم دجاج هارب!! وتصور نفسك بكل غباء بالديك!! فعلاً سيكون إعلانك مادة للحديث بين الناس ولكن مثار للسخرية.
ومن الأمثلة على عدم احترام عقول المتلقين مخاطبتهم بطريقة مبهمة غير واضحة,, فأنت تقرأ او تسمع او تشاهد الإعلان ويخيل لك ان ما يقال أو يكتب او يشاهد حقيقة بتلك الطريقة التي صورت لك ولكن سرعان ما تذهب الى مصدر المعلن فتشاهد وتعيش الحقيقة المغايرة للإعلان وبوجه أقرب ما يكون للكذب والاستخفاف.
فكاتب الإعلان او بالأصح صاحب فكرة الإعلان لم يدرس خصائص المجتمع ولم يتعرف على تكوينه ولا يفقه في معاني المصطلحات المشهورة ولا يدرك شفافية الفهم من السياق على عكس بعض الإعلانات التي تنم عن فكر واع متغلغل في واقع المجتمع يعتمد على تقديم الحقائق واحترام المتلقي والتعامل برقي وتقدير وصدق!!
وهذا هو الإعلان المستمد من الواقع ويعتمد الحقيقة والحق والجمال في الفكرة والأسلوب والشكل الفني ويدعو لتعزيز قيم ومفاهيم سامية تتوافق مع النفس وتزكيها.