* حوار: خالد محمد الخليفة
عندما يصل الانسان الى سن الزواج,, فان شريكة الحياة (الزوجة) عند الفتى ,, وفارس الاحلام (الزوج) عند الفتاة يأخذان النصيب الاكبر من تفكيرهما,, وما بين الخطبة ولحظة الزفاف مواقف كثيرة حافلة بالاشخاص والاحداث والذكريات التي لا تنسى,, غير ان ساعة (عقد النكاح) ذات ذكرى خاصة لدى الزوجين بما تعنيه من ارتباط شرعي يجمع بين قلبيهما بالحلال على سنة الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ليبدأ بعد ذلك حياة جديدة قاعدتها امساك بمعروف او تسريح باحسان ولاشك ان المأذون الشرعي له مكانته الخاصة لدى الطرفين فضلا عن المامه البالغ بشؤون وشجون الزيجات الى جانب كونه الطرف الذي لا يمكن ان يغيب لحظة عقد النكاح,, وفي هذا اللقاء تستضيف الجزيرة مأذون الانكحة بمحافظة الرس,, محمد بن سكيت النويصر,, ليحدثنا عن بعض الجوانب المتعلقة بالزواج الى غير ذلك من الامور التي تهم كافة اطرافه ,, وكانت بداية حوارنا معه بالسؤال التالي:
7 سنوات
* بداية,, متى اعتمدت مأذونا شرعيا بمحافظة الرس؟ وهل لنا ان نتعرف على طبيعة هذا العمل؟
اعتمدت مأذونا للانكحة في المحافظة قبل حوالي سبع سنوات وبالتحديد في 26/3/1413ه وفي المحافظة عدد من الاخوة الذين يقومون بنفس المهمة.
تتمثل طبيعة هذا العمل في اجراء عقد النكاح بين الزوج والزوجة اذا تحققت الشروط وانتفت الموانع الشرعية من امامه,,وهو عمل تطوعي واود هنا ان انبه الى انه يسمى عند البعض عقد قران والصحيح تسميته ب عقد النكاح لموافقة ذلك للشرع المطهر.
250 زيجة
* بعد هذه السنوات كم بلغت الزيجات التي توليت عقد انكحتها حتى الان؟
قمت خلال تلك الفترة التي مرت بي كمأذون انكحة وحتى هذه اللحظة باجراء (250) عقد نكاح.
أبرز الشروط
* وهل هناك شروط معينة يتكرر التأكيد عليها بين الطرفين في معظم الزيجات؟.
الشروط التي يتكرر ذكرها في الغالب من واقع تجربتي اشتراط منزل مستقل للزوجة ومواصلة دراستها واتاحة الفرصة لمزاولة العمل بعد تخرجها ان كنت طالبة او استمرارها في العمل ان كانت موظفة.
شروط مشروعة
* وما هو اغرب شرط سواء من قبل الزوج أو الزوجة؟
الواقع انه ليس هناك شرط غريب بهذا المعنى,, ولكن قد تشترط المرأة شروطا تزيد على الحد المألوف او المتعارف عليه في مثل هذا وحقيقة لا اذكر ان هناك شرطا غريبا مر عليّ وعلى كل حال من حق المرأة ان تشترط ما تراه كافلا لها الحياة السعيدة مع هذا الزوج وفي حدود ما شرعه الله وما سنّه رسوله صلى الله عليه وسلم والزوج مستعد لقبول ذلك لانه اقدم بعد تفاهم بين الطرفين وبالجملة فان الشروط التي تكون بينهما ميسرة واذا حصل ان اشترط احدهما شرطا غير مقبول في الشرع المطهر فانه يتم التنبيه عليه وينهى الامر بالتفاهم والموعظة الحسنة.
زواج متأخر
* وماذا عن اعمار المتزوجين والمتزوجات الذين عقدت انكحتهم؟
في الغالب الدراسة والتعليم ورغبة الفتاة بالذات في اتمام دراستها تجعلها تتجاوز العشرين عاما بل تزيد اربع سنوات وكذلك الزوج قد لا يتزوج الا بعد تخرجه من الجامعة ثم عمله بعد ذلك بعدة سنوات، ويقل ان تجد فتاة تتزوج تحت العشرين وكذلك الشاب وذلك كما ذكرت آنفا بسبب الانشغال بالدراسة مع انه يمكن الجمع بين الامرين الدراسة والزواج وكثيرا ما يمر اثناء عقود النكاح اشتراط الفتاة اتمام دراستها وهذا معناه انها تزوجت وهي لازالت طالبة فيكون النجاح حليف هذا الزواج لان الاتكال على الله ثم اخلاص النية واعفاف النفس من وسائل الراحة التي يجدها ذو الزواج المبكر.
عقد نادر
* ابا فهد,, وهل قمت باجراء عقد تعتقد انه يختلف عن بقية العقود خلال السنوات الماضية؟
في الحقيقة حدث ذلك مؤخرا وهي حالة واحدة حيث حصل ان جهلت الفتاة باحكام الدين وحال الحياء بينها وبين السؤال,, فقد اعتمرت مع اهلها ذات عام ولما تجاوزت الميقات وهي محرمة اتاها ما يأتي النساء (الدورة الشهرية) ولكنها اخفت ذلك فمرت سنوات بعد هذه العمرة وتزوجت وبعد مرور سنة من الزواج سمعت في احدى حلقات سؤال على الهاتف الذي يذاع من اذاعة القرآن الكريم هذه الاذاعة التي حازت على استقطاب غالبية المستمعين لما يقدم فيها من تلاوة لكتاب الله وذكر حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم واحاديث اسلامية ومواقف خالدة وما يتخلل ذلك من اسئلة المستمعين المتنوعة دينية واجتماعية حيث كانت هذه الاذاعة خيرا يضاف الى الخيرات التي تعم هذا الوطن العزيز,, اقول اثناء استماع هذه الفتاة لاحدى حلقات البرنامج الذي يجيب فيه اصحاب الفضيلة العلماء الاجلاء على اسئلة المستمعين مرت بها حالة تشبه حالتها فكان الجواب انها لازالت محرمة وان العقد باطل ويجب ان يعقد نكاحها من جديد ولا يقربها زوجها وهنا فاتحت الزوج فذهب بدوره الى احد العلماء وافتاه بذلك فكان عقد نكاحها اسرع عقد نكاح قمت باجرائه حيث لم يستغرق سوى دقائق اضافة الى توجيه نصيحة الى هذين الزوجين وامثالهما بل الى كل النساء بان لايمنعهن الحياء من السؤال خاصة فيما يتعلق بامور دينهن والحمد لله علماؤنا الاجلاء المعتبرون يسهل الوصول اليهم وهم على اتم الاستعداد للافتاء وفق ما جاء في الكتاب والسنة وما رآه السلف الصالح حيث لم يتركوا شاردة ولا واردة الا وضحوها وبينوها اتم بيان وانا في هذه المناسبة انصح كل امرأة خفى عليها امر من امور دينها الا تتردد في سؤال اهل الذكر وجاء في كتاب الله امر بسؤالهم عما خفي: فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون,, الأية.
للآباء والتربويين
* وماذا تقول للآباء والامهات التربويين والتربويات لتفادي مثل هذه الحالة؟
يجب على الآباء والامهات ألايهملوا هذا الجانب خاصة فيما يتعلق بالعبادات والفرائض وعليهم ان يثقفوا ابناءهم وبناتهم في هذا الامر رغبة في الاحتياط لئلا يقعوا في مثل هذا المحذور فالدين الاسلامي دين شامل وواضح وكامل ومن كماله انه بين كل ما يتعلق بخفايا هذه النفس البشرية ووضح كل ما يتعلق بالامور الخفية التي قد يحول الحياء بين ذكرها صراحة ولكن العلاقة بين الام وابنتها والاب وابنه توجب عليهما ان يبذلا جهدا مضاعفا للتوجيه والارشاد.
كما ان على التربويين والتربويات من معلمين ومعلمات الا يهملوا هذا الجانب المهم في قيامهم برسالة التربية والتعليم وذلك من خلال مناهج الدراسة وهي بحمد الله تتناول كل ماله علاقة بحياة المسلم والمسلمة وخاصة في الامور الدينية التي تتعلق بالعبادات والمعاملات.
وماذا عن الطلاق؟!
* وكيف تتعامل مع حالات الطلاق قبل تحريرها؟
الطلاق ابغض الحلال الى الله ولكن يلجأ اليه عند اضيق نطاق وعندما تكون الحياة واستمرارها بين هذين الزوجين مستحيلة.
وكان من الاولى ان تتم دراسته والاطلاع ومعرفة حال الزوجين كل منهما عن صاحبه ولا يقبل في هذا قول فلان او علان من الناس لان العاطفة قد يكون لها دور في بداية الارتباط الاسري بين الزوجين وبعد فترة بسيطة يكتشف احدهما عند الاخر امورا لا تسمح باستمرار الحياة معه.
لذا كان لزاما على الزوجين ان يعرف كل واحد منهما صفات واخلاق واسلوب الاخر حتى يكون على بينة من الامر.
* وما رأيك باقدام البعض على الزواج من الخارج؟
الزواج من الخارج لايلجأ اليه الا من سدت كل الطرق في وجهه او ان يكون معذورا لسبب من الاسباب وهنا يكون مضطرا اليه وفي الحقيقة فان قلة من الزيجات التي تتم من الخارج ناجحة ومستمرة ولكن الغالب فيها يكون الدافع اليه حاجة الزوج الى المرأة وحاجة المرأة الى اشباع رغباتها المادية نظرا لظروفها الخاصة التي تعيشها في بلدها وهذا ليس بحكم عام كما ذكرت في بداية حديثي عن هذه النقطة.