Wednesday 15th March,2000 G No.10030الطبعة الاولى الاربعاء 9 ,ذو الحجة 1420 العدد 10030



رؤى وآفاق
يوم اجتماع المسلمين

في هذا اليوم المبارك يجتمع المسلمون في هذه البقعة الطاهرة أرض عرفات، التي شرفها الله باحتضان الأعداد الكبيرة، ممن قدموا لأداء مناسك الحج، من جميع أصقاع الدنيا، من شمالها، وجنوبها، وغربها، وشرقها، متجردين من دنياهم، متآخين في الله، قد سوى بينهم الإسلام، فمأكلهم حلال، ولباسهم واحد، فكلهم في زي متجانس، وهو لباس الإحرام.
هنا تتجلى الوحدة الإسلامية، وتزول الفوارق، وتتقارب القلوب، ويسمو التآخي في الله فوق كل رغبة تنأى بالمسلم عن الهدف الأسمى لهذا الدين، وهو أن العبادة لله وحده والمسلمون عبيد الله، يتوجهون إليه بالعبادة والتضرع.
إن هذا اليوم هو يوم الخشوع، والخضوع، وطلب المغفرة، والفوز بالآخرة، والنجاة من النار, صباحه أمل في الوصول إلى عرفات، ودعاء وابتهال, ووسطه صلاة وعبادة، وآخره تضرع ووقوف وتذلل لخالق الكون, اللهم اجعل عبادك الذين وقفوا في هذا الموقف العظيم من المقبولين، اللهم تمم لهم حجهم في يسر وسهولة، اللهم سهل لهم انصرافهم من عرفات، ووسع لهم طريقهم إلى مزدلفة، اللهم اجعل التآخي بينهم سمة تنافس في مواقف الزحام.
أخي الحاج: إن وقوفك في هذا اليوم العظيم مع إخوانك من المسلمين حقق أمنيتك في الحج، تلك الأمنية التي كنت تتطلع إليها فيما مضى من عمرك، واليوم تحقق لك ذلك، فاحمد الله، واشكره على هذا الإنجاز العظيم، ثم اشكر كل من أسهم في تأمين الحج لك، ولكل مسلم, لقد بذلت الدولة الغالي والرخيص ليتسنى لمليوني مسلم الوقوف بعرفة في أمن ورخاء واطمئنان، لقد سُخرت مؤسسات الدولة لهذا الغرض فلجنة الحج العليا برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز أوصت جميع أجهزة الدولة بخدمة الحجيج، وقد لبت تلك الأجهزة توجيهات رئيس اللجنة، فوزارة المواصلات هيأت الطرق، وصانتها، فهذه القوافل العديدة التي وصلت إلى عرفات بيسر وسهولة خلفها عمل متواصل، من قبل رجال يحافظون على الطريق، وجهاز المرور التابع لوزارة الداخلية وضع خطة السير وراقبها، وهو معكم في هذا الموقف يتابع، وينظم، ويهيىء للانصراف، الذي ليس له مثيل في العالم، فبعد مغرب هذا اليوم سيتحرك أكبر موكب تشهده الأرض، سيتحرك الموكب بما فيه من حافلات ومشاة، من حجاج، وممن يخدمون الحج، إن هذا الموكب يذكر المسلمين بيوم البعث، عندما يتجه البشر إلى ربهم ليحاسبهم على أعمالهم، إن الطرق المؤدية إلى مزدلفة ومنى ومكة واسعة ومتعددة، ومع ذلك تضيق بالراكب والراجل, ومن أجهزة الدولة التي تخدم الحجاج وزارة التجارة التي تحرص على تأمين المؤن للحجاج، في مكة، ومنى، ومزدلفة، وعرفات، فأنت أيها الحاج تجد الماء في كل مكان، وكذلك المأكل بأنواعه، فاحمد الله على هذه النعمة, ووزارة الصحة تسعى إلى إبعاد المرض عنك أيها الحاج، فهي معك في المشاعر، هيأت لك سبل العلاج، ويسرت لك الوصول إلى مراكز الإسعاف، وأمنت لك الدواء في كل موقع، والدولة بكامل أجهزتها تخدم الحج والحجاج، فالاتصال بكل بقعة في الأرض ممكن ومهيأ عن طريق الهاتف، والإنارة معدة في أماكن لاتستخدم في العام بكامله إلا في يوم واحد أو يومين أو ثلاثة, إن ولاة الأمر في هذه البلاد لم يبخلوا بشيء، وإنما بذلوا كل ما تملكه الدولة، بل إنهم ينتقلون إلى المشاعر للقرب من الحجاج، والوقوف على كل صغيرة وكبيرة بأنفسهم, فأنت أيها الحاج المسلم تدرك ما للأخوة الإسلامية من معنى، فتعاون مع إخوانك المسلمين في كل موقف، تعاون معهم في السير، واجعل الإيثار مبدأ لك، وتعاون معهم في رمي الجمار، وقد عزمت الدولة في هذا العام على مبدأ تفويج الحجاج فكن عونا لها على تيسير الرمي، وتعاون مع إخوانك المسلمين في الطواف، فتذكر أنك بجوار الكعبة المشرفة، فأذى أخيك المسلم في هذا الموقع أعظم أذى فتجنبه، وتذكر أيها الحاج أن الصحة العامة أساسها الفرد، فإذا حافظت على نظافة موقعك جلبت لك ولإخوانك المسلمين الصحة والسلامة، وتذكر دائماً أن النار عدو وأن الحريق في المشاعر سيهلك المسلمين وأموالهم فتجنب إشعال النار ما أمكنك ذلك.
اللهم إنك يسرت وصول هذا الجمع العظيم إلى عرفات فأكمل له حجه، وأعد كل حاج إلى بلاده سالماً غانماً معافى، إنك على كل شيء قدير.
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved