الذين يتيسر لهم أداء فريضة الحج ضمن المدة التي حددتها الجهات المسؤولة كل خمس سنوات تيسيرا لضيوف الرحمن الذين يشدون الرحال من أقاصي الكرة الأرضية لا بد أن يلاحظوا كم هي الإضافات والإنجازات والخدمات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين كل عام في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
والذين يفدون للأراضي المقدسة في المدة التي تحدثنا عنها الخمس السنوات والتي تعطي الحاج فكرة عما تحقق والذين يفتح عينيه اتساعا، ويردد لسانه وقبله فؤاده الدعاء والشكر والثناء لخادم الحرمين الشريفين واخوته وقادة المملكة وشعبها يرى ويلمس الإنجازات التي كاد يكون كل إنجاز منها معجزة لا يشهدها بلد آخر لضخامة المنجز، ونتائجه الإيجابية على ضيوف الرحمن.
والواقع ان الاضافات والمشاريع التي تشهدها مكة المكرمة والمشاعر المقدسة كل عام تجعل الإنسان المنصف والمتابع يتساءل عن القوة الدافعة الكامنة التي تجعل هذه الإنجازات تتخطى كل المقاييس القياسية مع الإيمان الصادق والمطلق بأن المشاريع والأعمال التي تنفذ في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، أعمال يسعى من فكّر فيها ومن خطط لها وأمر بها ورصد لها كل هذه الأموال الضخمة يسعى من وراء ذلك إلى مرضاة الله، والتقرّب عن طريق التسهيل على ضيوف الرحمن وخدمتهم الى المولى القدير ولأن الأعمال بالنيات فإن قادة المملكة وشعبها يهدفون من أعمالهم الرائعة هذه تأدية تكاليف شرعية بإيمان وعمل لا يهدف سوى إرضاء الخالق ولأن النية والعمل مخلصان لوجه الله فإن كل الصعاب تتيسر والبركة تحيط وتفيض وهكذا تنجز أعمال ومشاريع عملاقة كان مقدرا لها سنين فتختصر نصف المدة ويتم الإنجاز بمقاييس يعتبرها الخبراء,, إنجازات قياسية.
وقد تابعت شخصيا ومنذ أكثر من خمس سنوات بحكم تكليفي بتغطية استعدادات أجهزة الدولة لخدمة ضيوف الرحمن، تابعت الكثير من الإنجازات والاضافات ففي كل عام أسعد واغتبط باضافة لا يمكن ان تشهدها العديد من الدول في حين تعلو وتصبح واقعا فوق بطاح مكة والمشاعر المقدسة واليوم يحق لنا ان نسعد ونفخر بإنجاز مشروعين من أكبر المشاريع في العالم هما:
مشروع إسكان الحجاج بمنى بعد اكتمال المرحلة الثالثة لإنشاء الخيام غير القابلة للاشتعال والتي تمثل نقلة متقدمة جدا في مجالات أمن وسلامة وراحة الحجاج, ويكفي للتدليل على ضخامة وأهمية هذا المشروع انه سيستوعب أكثر من مليون حاج في خيام آمنة مريحة مكيفة مزوّدة بالكهرباء,, مشروع هو الأول والأكبر والأميز في العالم.
المشروع الآخر مشروع مجزرة المعيصم التي سيتم عن طريقها ذبح وتجهيز ستمائة ألف ذبيحة في ثلاثة أيام النحر اليوم الأول والثاني والثالث من أيام عيد الأضحى المبارك.
ومشروع المجزرة يمكّن أغلب فقراء المسلمين في شتى أنحاء العالم من الاستفادة من لحوم الأضاحي التي كانت معظم لحومها تتلف لكثرتها وعدم القدرة على تبريدها وتنظيفها وتوزيعها، والآن وبعد انجاز مشروع مجزرة المعيصم اصبحت الاستفادة تامة من لحوم الأضاحي لفقراء الحرم ولأصحاب الاضاحي وللدول الإسلامية المحتاجة التي ترسل لها عن طريق بنك التنمية الإسلامي عشرات الآلاف من اللحوم التي تخفف كثيرا من معاناة المسلمين.
هذا بالاضافة الى الاسهام الكبير في الحفاظ على البيئة في منطقة منى والذي يعد إسهاما سعوديا بارزا في نظافة البيئة في المنطقة عموما.
مشروعان من جملة مشاريع تنجز كل عام لخدمة ضيوف الرحمن تتم بهدوء وبلا ضجيج خدمة للحجاج وطلباً لمرضاة الله.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com