Monday 13th March,2000 G No.10028الطبعة الاولى الأثنين 7 ,ذو الحجة 1420 العدد 10028



فيما اتخذت بعض الدول تشريعات خاصة بذلك
من يحمي خصوصيات أطفالنا من قراصنة الانترنت؟!

* استطلاع:خالد الخليفة - الرس
عالم الانترنيت,, عالم واسع حافل بالاثارة والمعلومات والخدمات المتنوعة التي تهم كافة شرائح المجتمع ومع اتساع دائرة التعامل معه بما فيه من فوائد واخطار ومحاذير فان مشكلاته التي لا تنتهي تأخذ في التزايد يوما بعد يوم,, ولان الاطفال يملكون القدرة والمهارة التي تؤهلهم للتعامل مع هذه الخدمة المحفوفة بالمشاكل من الناحية التقنية فان واجب الجميع ان يحموا هذه الفئة الغالية من سلبياته خصوصاً بعد ان اخذ بالانتشار على كافة المستويات لاسيما المنازل,, ولاشك ان قراصنة الانترنيت من المحتالين وذوي المآرب النفعية والشريرة لن يترددوا في انتهاك خصوصيات الاطفال والاستفادة منهم في جوانب شتى دون علم اولياء امورهم الامر الذي يتطلب وقفة جادة لحمايتهم من هؤلاء المحتالين سواء من قبل الوالدين او المسؤولين عن هذه الشبكة في بلادنا والمبادرة في ذلك خير ما يمكن,, كما هو حاصل في بعض الدول المتقدمة.
قوانين وأنظمة
فقد اصدرت لجنة التجارة الفدرالية قوانين جديدة تطبق على اصحاب المواقع في شبكة الانترنيت تحد من قدرتهم على جمع المعلومات من اطفال يتصفحون مواقعهم، وقد صدرت هذه القوانين نتيجة صدور تشريع حماية خصوصية الاطفال على الانترنيت عام 1998م.
وقال روبيرت بيتوفسكي رئيس لجنة التجارة الفدرالية ان القانون الجديد يمكّن الاهل من التحكم في المعلومات التي تجمع من اولادهم عبر خطوط الانترنيت وهو من المرونة بمكان ويخدم العديد من المصالح والتغييرات التكنولوجية التي تجري على الانترنيت.
وقد اقر الكونغرس الامريكي قانون حماية خصوصية الاطفال على الانترنيت عام 1998م بناء على توصية من لجنة التجارة الفدرالية، وكان مسح اجري في نفس العام أظهر ان ما نسبته 89% من اكثر من مائتي موقع شملها المسح تقوم بجمع معلومات خاصة وشخصية من اطفال,, فحينما يوفر زائر الانترنيت معلومات مثل,, العنوان البريدي رقم الهاتف الهوايات المداخيل وغيرها من المعلومات الخاصة، يصبح بإمكان المسوقين على الانترنيت استخدام هذه المعلومات لمحاولة بيع منتجاتهم او حتى بيع هذه المعلومات لمنتج آخر يسوق لتجارته على الانترنيت,, ويفترض بموجب القانون الجديد على اصحاب المواقع ان ينشروا تنويها بسياستهم حيال ما يجمعونه من معلومات خصوصية من الاطفال واستخدامها وتوزيعها، وفي غالب الحالات يفترض قانون لجنة التجارة الفدرالية الجديد على اصحاب المواقع ان يحصلوا على الموافقة من الاهل، يمكن التثبت منها قبل جمع او استخدام اي من هذه المعلومات ومن المقرر ان يبدأ تطبيق هذه القوانين في 21 نيسان/ ابريل من العام 2000 الجاري.
بلادنا,, وهذه الإجراءات
ولما لبلادنا من خصوصة دينية واجتماعية تحظى بعناية واهتمام المسؤولين في شتى المجالات ولاسيما الاطفال الذين بدأوا الدخول في عالم الانترنيت الواسع الامر الذي يستوجب معه القيام باصدار تشريعات تتناسب مع هذه الخصوصية لحماية اطفالنا من باب الوقاية خير من العلاج وتوعية الجميع بأهمية مراقبة الاطفال ومعاقبة من تزين لهم انفسهم القيام ببعض التجاوزات تجاه النشء، فقد قامت الجزيرة باستطلاع حول ذلك شمل عددا من المهتمين بهذه الخدمة لمعرفة آرائهم حول اتخاذ اجراءات مماثلة لما اصدرته لجنة التجارة الفدرالية تتواكب مع التطور المتلاحق الذي تشهده بلادنا في هذا المجال.
تأييد وتوجيهات
ففي هذا الجانب يرى عساف علي العساف,, صاحب احد المكاتب التي تقدم هذه الخدمة للمواطنين والمقيمين: ان هذه القوانين التي اصدرتها لجنة التجارة الفدرالية ضرورية وهي خطوة سيكون لها فوائد كثيرة لان الأطفال عرضة للنصب والاحتيال وليست لديهم لخبرة الكافية لمعرفة مالهم وما عليهم والخطوط الحمراء التي يجب ان يقفوا دونها في عالم الانترنيت وبحكم معرفتي بهذه الخدمة فانني اتطلع الى اجراءات وتشريعات يراها المسؤولون في بلادنا لحماية فلذات الاكباد قبل ان تبدأ مشكلات الاحتيال عليهم في الظهور والى أن يتم ذلك اكتفي بتوجيه هؤلاء الاطفال الى عدم التحدث مع اي شخص لايعرفونه واذا تحدثوا معه فليخبروا والديهم وان لا يدلوا بأي معلومات هامة عن انفسهم او اقاربهم وان لا يحاولوا الشراء من خلال الانترنيت بانفسهم الا بوجود والديهم واذا شكوا بأن جهاز الكمبيوتر لديهم يتصرف تصرفات غير طبيعية فان عليهم قطع الاتصال بالانترنيت فورا مع اخبار اولياء امورهم كما ان عليهم زيادة مواقع الاطفال والبعد عن الاشياء غير اللائقة حفاظا عليهم.
حماية الأطفال,, واجبنا
* ويرى المواطن صالح بن سليمان الرميح,, ان اصدار مثل هذه التشريعات مطلب كل ولي امر في هذه البلاد لاسيما بعد انتشار هذه الخدمة ويطالب المؤسسات العربية المتخصصة في مجال التربية والتعليم وكذلك المؤسسات ذات النفع العام الحرص على توعية الطفل ومساعدة والديه في تطوير معارفه مع ضرورة وضع مواقع عربية متخصصة يعالج الطفل العربي وتطويرها باستمراره الى جانب تطوير برامج الرقابة على المواقع المشبوهة باستمرار واحياء روح التعاون بين هذه المؤسسات والمدراس بما يخدم مصلحة الطفل، كذلك تثقيف الام ووضع دورات تدريبية عن الانترنيت لها، لانها المراقب الاول للطفل مع تكثيف الجهود داخل الجمعيات والمدارس لبيان ايجابيات وسلبيات هذه الخدمة واثرها على الاسرة بالاضافة الى دعوة المبرمجين العرب لوضع برامج توجيه وحماية من اجل الحد من الوقوع في اي مشكلة في هذا المجال.
تفادي المشكلة أولا
* وقال المواطن نزال سليمان الحربي: ان المعلومات التي يمكن اخذها عن طريق الاطفال عبر الانترنيت معلومات لا يمكن حصرها في اهتمام الطفل فقط,, بل تتعداه الى كل ما يحيط به سواء داخل الاسرة او المجتمع الخارجي شخصية كانت او معلومات عامة وتختلف النظرة لاهمية هذه المعلومات من مجتمع لآخر ومن اسرة الى اخرى كما ان الغرض من الحصول على هذه المعلومات قد يكون بحثيا او تسويقيا وينتج الضرر عندما تعطي معلومات تفصيلية شخصية لمصادر اخرى تحاول الاستفادة من هذه المعلومات فيما قد يسيء للاسرة او المجتمع وبالتالي فان سن قوانين او وضع تشريعات وقائية او عقابية تعالج مثل هذه الامور المستقبلية امر مهم في بلادنا تفاديا لاي اشكالات خاصة ان الطفل والاسرة يحظيان بحفظ حقوقهما في شتى المجالات وان كنت ارى ان التحفظ الزائد على كثير من المعلومات لن يصمد طويلا امام بحر الانترنيت المعلوماتي.
أطفالنا أولى بالحماية
* وتقول السيدة أم عبدالعزيز (تربوية) ان أطفالنا اولى بالحماية وهم بحاجة الى كل خطوة خيرة من شأنها حفظ حقوقهم والحفاظ عليهم من العابثين والمغرضين,, وبحكم تعاملي مع هذه الشبكة فان الامر لا يخلو من نوعيات ذات اغراض سيئة ولكنني حريصة على حماية اطفالي منها رغم انني حريصة ايضا على تعويدهم التعامل مع هذه الخدمة لاننا في عصر يتطلب ذلك واناشد المسؤولين اتخاذ اجراءات حازمة حتى لايقع اطفالنا في مصيدة قراصنة الانترنيت، فعين الرقيب (ولي الامر) قد تغفل أحيانا.
الأطفال,, والمقاهي
ويقول فهد العوفي صاحب مقهى للانترنيت اعتقد ان هذه القوانين التي اصدرتها لجنة التجارة الفدرالية في محلها وبلادنا ولله الحمد تمنع الاطفال من ارتياد مقاهي الانترنيت,, ومسؤولية حماية الاطفال مشتركة بين الوالدين وأصحاب المقاهي والجهات المختصة لذلك، ويتطلب الامر من الجميع التعاون لتحقيق هذا الهدف,, ومن جانبنا نقوم بتوجيه من يرتادون المقهى الى الاستخدام الامثل لهذه الخدمة كما نطلعهم على الجديد مع بيان ضرورة الحذر وتجنب مواطن الشبهات والمواقع السيئة التي لا تتناسب مع تعاليم ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا ولاشك ان المسؤولين سيتخذون المناسب لحماية اطفالنا.
الدراسات غائبة
* كما تحدث الينا احمد صالح المزيني قائلا: انتشار خدمة الانترنيت في بلادنا تتطلب القيام بالعديد من الدراسات وخاصة من الجامعات والمؤسسات ذات العلاقة وعندها يمكن لنا ان نتعامل مع مشكلاتها بالطرق العلمية كما ان المختصين تقع عليهم مسؤولية توعية المجتمع على اختلاف شرائحه بسلبياتها وايجابياتها,, وحماية خصوصيات الاطفال تأتي في مقدمة ذلك ووسائل الاعلام من افضل القنوات التي يمكن استثمار التوعية من خلالها.
كما ان توعية الشباب في اهمية البعد عن المواقع المشبوهة او اتخاذ اي خطوة تجاه العبث بخصوصية الطفل من شأنه ان يجعل دائرة ذلك ضيقة، واضم صوتي للمطالبين باتخاذ واجراءات نظامية وان لم تكن المشكلة حاليا تستدعي ذلك فالمبادرة واجبة وعالم الانترنيت بحتاج الى خطوات سريعة متزامنة مع تطوره المستمر وبطبيعة الحال فان اي خدمة لها مشكلاتها والواعي من يتعامل معها بروح العصر دون تباطؤ او تسويف.
العصر يتطلب المبادرة
* بينما يقول ناهض الحربي: نحن الآن نعيش عصر انفجار المعلومات والتطورات المتلاحقة وللشبكة العنكبوتية (الانترنيت)السهم الاكبر في هذا التطور، فالكثيرون في مجتمعنا يستخدمون هذه التقنية الحديثة، والاطفال جزء من هذا المجتمع، منهم البذرة التي ان لم نحرص عليها فانها ستنمو بشكل مشوه، لذلك يجب على المسؤولين اتخاذ اي اجراءات يمكن من خلالها حماية خصوصيتهم، لاسيما مع تنامي استخدامهم لهذه الخدمة والى ان تصدر هذه التشريعات فان على الوالدين استخدام البرامج التي تمنع وصول الاطفال الى المواقع المشبوهة مع ضبط اوقات دخول الأطفال للانترنيت بحيث تكون بصورة منظمة حتى لايتأثر تحصيلهم الدراسي ومحاولة تطوير مواهب الاطفال في الرسم والشعر وغيرهما من خلال المواقع التي تهتم بذلك، فان سن قوانين او تشريعات وقائية او عقابية تعالج مثل هذه الامور المستقبلية امر مهم تفاديا لاي اشكالات وخاصة في بلادنا التي تحفظ حق الطفل والاسرة ناهيك عن متابعة الطفل بعد دخول الانترنيت ودراسة التأثر الحاصل له بعد ذلك ومعرفة مدى فائدته منه فلا ثقة مفرطة ولاعدم ثقة قاتلة وخير الامور الوسط، وقبل ذلك على الوالدين ان يغرسا في نفس الطفل الرقابة الذاتية وطاعة الله عز وجل.
نعم,, هناك مضايقات
ومن جانب يقول احد مستخدمي خدمة الانترنيت من صغار السن وهو عبدالله بن سليمان الشبعان طالب في الصف الاول الثانوي: اشعر بالسعادة وانا استخدم الانترنيت فهي تشتمل على العديد من المواقع والخدمات التي نستفيد منها الى جانب التسلية والالعاب وانواع الترفيه وهذا ما شدني اليه,, واقدر منعنا من دخول مقاهي الانترنيت لانه لصالحنا لكننا في المنزل نطالعه واحيانا نتعرض لاطراف عابثة وغير حضارية هدفها المحادثة غير الرئيسية والحصول على معلومات عنا، انني ادرك ذلك ولهذا اقاطع كل من يسيء التعامل مع هذه الخدمة واؤيد صدور تشريعات تحفظ حقوق الاطفال وتحمي خصوصياتهم وكذلك الشباب من صغار السن امثالي.
رأي المسؤول
وبعد ان تعرفنا على آراء بعض مستخدمي الانترنيت واصحاب المقاهي التي تقدم هذه الخدمة توجهنا للمشرف العام على وحدة خدمات الانترنيت بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور فهد بن عبدالله الحويماني حيث اجاب على تساؤلاتنا بقوله:
بخصوص موضوع حماية الأطفال من سوء استخدام معلوماتهم الشخصية على الشبكة فان ما تقوم به الجهات المختصة في الولايات المتحدة من حماية لخصوصيات الأطفال يعتبر شيئا جيدا وضروريا في بلد مثل الولايات المتحدة والهدف من ذلك هو الحد من النشاطات التسويقية التي تستغل الاطفال من خلال الادلاء بمعلومات عن انفسهم واهاليهم في سبيل الحصول على خدمات عن طريق الانترنيت.
وبالنسبة لنا في المملكة فاننا قد نحتاج الى مثل هذه الاجراءات وذلك عند تفاقم المشكلة او عند ظهور علامات سوء الاستخدام، ولا أرى مانعا من ايجاد انظمة بهذا الخصوص في الوقت الحالي من منطلق ان الوقاية خير من العلاج.
ولكن يجب ان نعرف ان لكل بلد طبيعة مختلفة وممارسات مختلفة ايضا، فدولة كالولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على المعلومات في شتى المجالات وبالذات في التسويق الذي يتم عادة عن طريق البريد الالكتروني والعادي والهاتف، وهنا في المملكة هذه الطرق الثلاث لا تعتبر طرقا تسويقية شائعة ولهذا فان الحصول على معلومات شخصية من الاطفال او الكبار في الوقت الحاضر في بلادنا ليس لها جدوى كبيرة.
واخر استفتاء قامت به وحدة خدمات الانترنيت يشير الى ان نسبة المستخدمين الذين اعمارهم اقل من 20 عاما هي 5% خمسة فقط من المستخدمين وهي نسبة ضعيفة الى حد ما.
حماية شاملة
* ويضيف الدكتور الحويماني قائلا:
وبالنسبة لحماية الاطفال من مخاطر المواقع في الانترنيت الذي ذكرتموه في سؤالكم فانه موضوع مختلف عن حماية الخصوصية ولكنه موضوع مهم جدا وتقوم مدينة الملك عبدالعزيز بحماية المجتمع بشكل عام من سلبيات الانترنيت المختلفة وبنسب نجاح متفاوتة كما ان هناك برامج تسوق محليا لحماية المنزل بشكل خاص من مخاطر الانترنيت وتحياتي للجميع.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved