في كل عام يفد الآلاف من المسلمين الى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، لكونها تمثل الركن الخامس من أركان الدين الاسلامي، ويتوق المسلم الى تأدية هذه الشعيرة في كل عام ومن سماحة الدين ان جعل تأدية هذا الركن مشروطا بالاستطاعة للقيام به.
واذا نظرنا الى هذه الوفود نجد من بينها العديد من كبار السن والمرضى المصابون بالأمراض المزمنة والتي تعيقهم عن تأدية بعض مناسك الحج، ولكن متى ما اتبع هؤلاء بعض الاجراءات البسيطة والتعليمات الوقائية أمكنهم التأقلم مع هذه الأمراض واستطاعوا اكمال الحج بكل يسر وسهولة بإذن الله,ومن أكثر الأمراض المزمنة انتشارا بين الحجاج مرض السكر ومرض الربو ومرض الكلى المزمن ومرض القلب، وفيما يلي عرض مبسط لتلك الأمراض والتعليمات الخاصة بها أثناء أداء المناسك.
مرض السكر
من أهم أعراض السكر العطش الشديد والجفاف في الحلف وزيادة عدد مرات التبول وفقدان المياه بسرعة مع القابلية السهلة للاصابة بالجروح والتهابات الجلد والقابلية للعدوى والاغماء نظرا للضعف النسبي في الجهاز المناعي.
مرضى السكري هم أكثر عرضة من غيرهم للاصابة بضربات الشمس أو الاجهاد الحراري نتيجة لنقصان السوائل في الجسم ولتجنب ذلك فلا بد من اتباع التعليمات التالية:
1 مراجعة الطبيب قبل الحج والتأكد من استقرار الحالة والقدرة على أداء المناسك.
2 حمل سوار حول المعصم يحتوي على معلومات عن اسم وعمر الحاج وطبيعة المرض ونوعية العلاج المستخدم.
3 التقليل من جرعات الأنسولين أو الأقراص المستعملة لعلاج مرض السكر تحت اشراف الطبيب المعالج حتى لا يتعرض المريض لهبوط حاد في نسبة السكر بالدم أثناء بذل الجهد في تأدية الفريضة.
4 حمل قطع من الحلوى أو السكر لتناولها اثناء الاحساس بأعراض هبوط مستوى السكر في الدم مثل كثرة العرق والرعشة في الأطراف والاحساس بالجوع والصداع والدوخة وزيادة نبضات القلب.
5 يفضل تناول كمية مناسبة من السوائل والسكريات قبل القيام بأي مجهود بدني مثل الطواف والسعي والذهاب الى رمي الجمرات.
6 اصطحاب بعض المطهرات والمضادات الحيوية لعلاج التهابات الجلد عند حدوثها.
7 العناية بنظافة القدمين ومنطقة الفخذين وعدم المشي حافيا لتجنب حدوث الجروح أو التسلخات.
8 تأدية مناسك الحج ذات الجهود البدني بعد العصر أو في الليل مثل الطواف والسعي ورمي الجمرات واستخدام المظلات للوقاية من أشعة الشمس.
9 يتطلب الأمر احيانا أن يصطحب بعض المرضى أجهزة قياس مستوى السكر في الدم أو في البول لمعايرة معدل السكر وتغيير العلاج تبعا لذلك.
مرض الربو والحج
قد يتعرض مرضى الربو لتدهور الحالة وزيادة الأعراض أثناء الحج ويرجع ذلك لأن مناسك الحج تتطلب التواجد في أماكن مزدحمة ومليئة أحيانا بالغبار مثل أماكن رمي الجمرات وفي بعض الأحيان تكون مليئة بالهواء الملوث بعادم السيارات أثناء النفرة من عرفات أو من منى, كما أنهم عرضة للالتهابات التنفسية وزيادة التعرض للانفعالات النفسية نظرا للازدحام والضيق في السيارة أو في السكن ولذا فعليهم مراعاة ما يلي:
1 مراجعة الطبيب للتأكد من استقرار الحالة قبل السفر.
2 حمل سوار المعصم يوضح اسم المريض وعمره وتشخيص المرض ونوعية العلاج المستعمل.
3 اصطحاب الأدوية الاسعافية اللازمة مثل بخاج الفنتولين وحمله دائما.
4 الانتظام في تناول العلاج الموصوف من قبل الطبيب المعالج للحالة.
5 اصطحاب اقراص الكورتزون لتناولها عند الاحساس بزيادة الأعراض.
6 تناول بخاج الفنتولين قبل القيام بأي مجهود بدني مثل الطواف والسعي ورمي الجمرات.
7 تأدية المناسك في الأوقات التي يتوخى فيها عدم وجود ازدحام مثل رمي الجمرات أثناء الليل والطواف والسعي في الساعات المتأخرة من الليل.
8 تجنب الأماكن المزدحمة وعديمة التهوية قدر الامكان.
9 مراجعة أقرب مركز صحي عند حدوث أول بوادر الأزمة الربوية الحادة أو في حالة عدم تحسنها بعد استعمال بخاج الفنتولين بمقدار بختين أو ثلاث خلال ربع ساعة.
10 يفضل البدء في تناول أقراص الكورتيزون تحت اشراف الطبيب المعالج قبل الذهاب الى الحج وذلك في حالة عدم استقرار الحالة بشكل مقبول أو عندما يكون المريض عرضة للاصابة بالأزمات الربوية الحادة بسهولة.
أمراض القلب
ان التعرض للمجهود البدني والانفعالات المختلفة والمضايقات العرضية أثناء أداء مناسك الحج تؤثر على الحجاج المصابين بأمراض القلب باختلاف أنواعها ولابد من ان يراعي مرضى القلب بشكل عام النصائح التالية:
1 مراجعة الطبيب المعالج قبل البدء في تأدية المناسك لوصف العلاج المناسب الذي يجب الانتظام عليه أثناء الحج.
2 حمل سوار حول المعصم يوضح فيه اسم المريض وعمره وطبيعة مرضه ونوعية العلاج المستعمل.
3 حمل الأدوية الموصوفة وحفظها في مكان مناسب يسهل الوصول اليه.
4 يجب على المرضى الذين يحتمل تعرضهم لآلام الذبحة الصدرية حمل أقراص النيتروجليسيرين التي تؤخذ تحت اللسان وحملها الى أي مكان يذهبون اليه.
5 عدم بذل أي مجهود بدني فوق الاحتمال.
6 تأدية مناسك الحج والتي تحتاج لمجهود بدني أثناء الليل.
7 الطواف محمولا والسعي على عربة وتوكيل من ينوب عنه في رمي الجمرات اذا شعر بعدم قدرته على ذلك.
8 التوقف عن أي نشاط عند الاحساس ببوادر التعب والاجهاد ومراجعة أقرب مركز صحي عند عدم حدوث تحسن بعد أخذ العلاج أو الراحة.
9 تجنب التعرض للانفعالات والمضايقات.
10 تجنب فقدان السوائل في الجسم والتعرض لحرارة الشمس.
الدكتور عبدالله الشميمري
إستشاري الأمراض الباطنة والصدرية