عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد,.
من خلال واقع تجربتي المتواضعة في التعليم خصوصا المرحلة الابتدائية اكتشفت ان على المرشد الطلابي في اي مدرسة مسؤولية كبيرة وعظيمة تتجلى من خلال معاينته ومتابعته للطلاب وخصوصا من ذوي الحالات الخاصة واقصد بهم اولئك الذين حرموا من عطف وحنان الوالدين، فالام او الاب لهما دور قيادي وكبير في البيت فمجرد وجود الاب يلعب دورا كبيرا في حياة الابن وكذلك الحال بالنسبة للام، فالطالب المحروم من رعاية الاب سواء كان هذا الاب متوفى او مقعدا بسبب مرض او حادث، والعكس صحيح بالنسبة للام هؤلاء تجدهم بحاجة الى مواساتهم بالحديث معهم والبحث عن حالتهم الاجتماعية، وهذه تقع مسؤوليتها بطبيعة الحال في المدرسة على المرشد الطلابي الذي يجب ان يلعب دورا رئيسيا ورياديا في هذا المجال اكبر من المعمول به الآن والحاصل، فالذي نعرفه ويعرفه غيرنا ان الارشاد اصبح اليوم مرتكزا ومنصبا فقط على ملاحظة سلوك الطالب والبحث عن حالة الغياب عن المدرسة فقط في الوقت الذي هناك مسؤوليات اكبر واعظم من ذلك تنتظر دور المرشد الطلابي، وهي معاينة حالة الطالب المحروم من الوالدين، والذي قدر الله ان يعيش محروما من عطف وحنان الابوة بكل ما تحمله من معانٍ ودلالات لاتخفى على الجميع، من هنا يجب ان يلعب المرشد الطلابي الدور الاسمى في البحث عن حالة الطالب وهم -واعني بهم المرشدين الطلابيين- اعلم ببحث مثل هذه الحالات منا بحكم تخصصهم، واعتقد بانهم قد طبقوا ما درسوه عمليا ونظريا من خلال البحوث التي قاموا بها قبل وبعد التخرج, ان لدينا كم كبير من الطلاب الذين هم بأمس الحاجة لدور المرشد الطلابي في هذا المجال, فهم كما قلت حرموا من حنان الام وعاطفة الاب، والمشكلة تكبر اذا كان الطالب فاقدا للابوين معا, هذا ناهيك عن حالات الطلاق المصاحبة في بعض الامور مع وجوب اهمية ذكر ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين لهؤلاء من تقديم كافة المساعدات والرعاية المادية والمعنوية.
ان على المرشد الطلابي عمل كل ما بوسعه من اجل البحث والتقصي عن حاله كل طالب من هؤلاء من حيث معيشته وسكنه ومعرفة من يعولونه والسؤال عن عدد افراد اسرته من الاخوة والاخوات ومعرفة مدى علاقته بهم وعلاقتهم به وغيرها من الجوانب التي يجب على المرشد الطلابي التحري عنها بكل دقة وامانة ومسئولية لان هذا يعمل بالتالي على التنفيس من كرب الطالب وتحسين مستواه التعليمي وحتى لا يشعر بانه اقل من زملائه الطلاب.
ان على عاتقنا كمجتمع مسلم ولله الحمد ان نتنبه وننبه انفسنا والآخرين الى مراعاة مثل هذه الفئة من المجتمع بلفتة عطف ورحمة لان ديننا الاسلامي الحنيف حثنا على ذلك قال تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الاثم والعدوان صدق الله العظيم, اخي المرشد الطلابي يجب ان يكون هدفك الاسمى من خلال هذا العمل وهذه المهنة التي امتهنتها العمل من اجل مرضاة الله سبحانه وتعالى وان يتعدى عملك من خلال الارشاد من العمل الروتيني المعتاد الى اعمال هي من الاهمية بمكان كونها تمسح عيونا محرومة من العاطفة الابوية وحنان الامومة, اقول ان على معلمي علم النفس وعلم الاجتماع التركيز على هذه الجوانب من حياة الطالب, والله الهادي الى سواء السبيل, والسلام.