التلفزيون والسينما في الدول العربية يساهمان في نقل مخاطر العولمة الثقافية |
* القاهرة أ,ف,ب
فرضت مخاطر العولمة الثقافية نفسها على الهموم التربوية المصاحبة للدورة العاشرة لمهرجان القاهرة الدولي لسينما الاطفال وخصوصا بعد ازدياد مخاطرها مع هذا السيل من القنوات الفضائية العربية.
وقد حملت الندوة الرئيسية في البرنامج الثقافي للدورة بعنوان سينما الطفل بين الهوية القومية والعولمة الثقافية رؤية مستقبلية هذه الهموم وخطورة التحديات المفروضة على المجتمع العربي لاسيما وان السينما والبرامج التلفزيونية بما تحمله من متعة وجمالية تحمل في طياتها ايضا قدرة على الهيمنة ضمن اطار حضاري مغاير.
ولم يتم ادراك مخاطر هذه الصناعة الثقافية الجديدة إلا بعد استساغة اجيال كاملة للسينما والبرامج التلفزيونية الامريكية ضمن اطار من العولمة لم يتم استدراكه سوى بعد اعوام من مباشرة العولمة في إطارها الثقافي.
ودفعت هذه المخاطر الفرنسيين واليابانيين للتصدي للهيمنة الثقافية من خلال رفض التوقيع على اتفاقيات الصناعات الثقافية ضمن إطار اتفاقية الغات.
ويصبح الامر اكثر خطورة بالنسبة لواقع المجتمع العربي المغاير حضاريا لاسيما من حيث التقاليد والعادات المختلفة عن المجتمعات الغربية، فيتم تغريب الاطفال عن واقعهم الاجتماعي وتغيير مثالهم في الحياة باتجاه مثال جديد يتم غرسه عبر هذه الافلام والبرامج, ويتضح حجم المخاطر التي قد تترك اثارا مدمرة في المستقبل إذا لم يتم الانتباه لهذا الامر في وقت مبكر وخصوصا مع تعاظم حجم البرامج الاجنبية على القنوات الفضائية والمحلية العربية.
وأكدت منى الحديدي استاذة السينما في كلية اعلام جامعة القاهرة ان معظم القنوات التلفزيونية العربية، فضلا عن السينما تستورد غالبية برامجها من دول الغرب وبشكل اساس من الولايات المتحدة.
وأضافت ان الدول العربية وبينها مصر تستورد حوالي 30% من برامج البث التلفزيوني من الخارج في حين تشتري غالبية الشبكات التلفزيونية العربية نحو 70% من برامجها من الخارج بسبب عجز المنتج العربي.
وحذرت الحديدي من ان ضعف الصناعات الثقافية العربية وعدم قدرتها على تولي مهامها التربوية للجيل الجديد وهو مستقبل العالم العربي تتيح للآخر امكانية السيطرة على عقول اجيالنا القادمة مما يتطلب منا دق ناقوس الخطر.
ووافقت اراء الحديدي استاذة السينما في جامعة حلوان أسماء أبو طالب التي اكدت وجوب ان تأخذ صناعة السينما العربية دورها في إطار من استلهام شخصيات البطولة لأطفالنا من التراث وعدم الاكتفاء بأفلام الكرتون، فالطفل يحتاج إلى الافلام الروائية وأفلام الأسرة.
ونبهت الى ان وجود سينما اخرى غير الامريكية تتميز بجوانبها الايجابية مثل السينما الكندية، اضافة إلى السينما التسجيلية المتعلقة بالعلوم موضحة ان مثل هذه الافلام العلمية قد تكون صدى جيدا للعولمة الثقافية.
ولم تمنع هذه المخاطر الامينة العامة للمجلس القومي للطفولة والامومة مشية خطاب من ان تؤكد ضرورة التعاطي مع العولمة الثقافية شرط مرورها في مصفاة الرقابة لضمان عدم تشويه الاجيال الجديدة مع ضرورة الارتقاء بالسينما والبرامج التلفزيونية العربية لتغرس المثال المستجيب لواقعنا العربي.
|
|
|