*أبها محمد أحمد السيد
استضاف نادي أبها الادبي الاستاذ عبدالله بن محمد الشهيل مدير عام ادارة الاندية الادبية بالمملكة,, ليتحدث عن شخصية الراحل الامير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وذلك في ضوء مسابقة النادي رقم 31 حول البحوث المقدمة عن حياة الامير فيصل بن فهد وضمن تفعيل دور النادي باختيار الرياض عاصمة للثقافة لعام 2000م.
وقد ألقى كلمة النادي مشرف لجنة النشاط الخيري الاستاذ علي الحفظي الذي رحب بالضيوف والحضور وقال: ان هذه المحاضرة من الأهمية بمكان، حيث تحدث عن شخصية عرفنا جميعا جهودها,, وهي شخصية الراحل الامير فيصل بن فهد، ثم تحدث مدير الحوار الدكتور علي سعد آل موسى عضو مجلس الادارة فقال: ان اختيار الرياض عاصمة للثقافة لعام 2000م يأتي لعدة اسباب منها.
1 ان اي حدث يتم خلال ثنايا عام 2000م يظل عالقاً بالذهن وجديراً بالتدوين في خصوصية تبز اي رقم او عام اخر.
2 ان عام 2000م يمثل مسافة في تدوين التاريخ الثقافي العربي على امتداد سلسلته التراكمية في المخزون والرصيد الكتابي والمدون للأمة العربية وخصوصا في الابجديات الاولى لتاريخ الشعر العربي.
3 ان العام 2000م يمثل منعطفا خطيرا في الثورة الثقافية ليس لنا فحسب ولكن على مسرح الثقافة الدولية اذ به انتهى عصر ما بعد الحداثة وتبلورت فيه العولمة بمفاهيمها وكنا قضاتها وافرازاتها.
وختم مقدمته قائلا: ان الرياض وهي رمز هذا البلد وقلبه النابض تتميز على المشهد الثقافي العالمي بخصوصيات متعددة, وتحدث عن فقيد الرياضة والشباب ثم قدم الدكتور علي آل موسى المحاضر الاستاذ عبدالله الشهيل من الناحية العملية والانتاج الادبي.
ثم بدأ المحاضر الاستاذ عبدالله الشهيل فشكر للنادي دعوته ثم تحدث عن المرحوم الامير فيصل بن فهد من جهة نسبه لأبيه فقال: هو ابن الفهد وحفيد الملك عبدالعزيز وجده لأمه الامير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي احد قطبي التأسيس للدولة السعودية.
والمرحوم عرف بنباهته وفصاحته وقوة حضوره, وعندما كان طالبا كان كشافا متميزا ورئيس لجنة الخطابة في معهد الانجال وعرف عنه حبه واجادته للغة العربية وسعة الاطلاع وفضول المعرفة لديه.
ولقد نال درجة البكالوريوس في العلوم السياسية وعين مديرا عاما لرعاية الشباب، حيث واصل المسيرة بعد الامير خالد الفيصل الذي اصبح اميرا لمنطقة عسير,, ولقد تطورت رعاية الشباب في عهده واصبحت عبارة عن عدة وزارات في وزارة واحدة فنهضت الرياضة والثقافة الحرة غير المقيدة بالتعليم، وقد غير مفهوم الرياضة لدى المجتمع الذي كان يرى ان ارتياد الاندية يعاب لدى الاهل ويعيبونه على ابنائهم ولكنه ارتقى بالرئاسة العامة لرعاية الشباب بفعل التطور الحضاري للمملكة, ثم قامت المنشآت الرياضية العملاقة,, وتحققت البطولات القارية والعالمية,وقال المحاضر: ان الامير فيصل همه ثقافي وهاجسه فكري، وله حضور فكري، وثقافي وسريع النجابة ولماح وهو ليس قارئاً فقط من الدرجة الاولى ولكنه ناقد من الدرجة الاولى ولقد شاهدته يفكك اشد القصائد غموضاً ويفسرها تفسير الدارس المتمرس المتبحر في التخصص.
وقال المحاضر: لقد تحول سوق عكاظ الى الاندية الادبية التي كانت تجربة فريدة وكذلك جمعيات الثقافة والفنون والمشاركات في معارض الكتب والمشاركة في جميع الفعاليات الثقافية وتأسيس الجوائز القيمة.
وكان المحاضر قد تحدث عن مراحل التعليم في البدايات الاولى,, وحتى عصرنا الحاضر والذي ساعد على النمو الثقافي للمملكة.
وقال الشهيل: ان اختيار الرياض عاصمة للثقافة لعام 2000م كان نتيجة اهتمام تاريخي قديم بالتعليم والثقافة والرياضة فكان عملاً تكاملياً بدأ منذ عهد الملك عبدالعزيز, فالرياضة ثقافة ضمن منظور اجتماعي لأنها تستكشف اشياء وهوايات لدى الشباب.
وتحدث الشهيل عن انسانية الامير فيصل بن فهد فقال: هو فارس ينجد الملهوف ويساعد الضعيف ويندم اذا احس انه ظلم وكان ودودا يحب الناس وكان منزله ملتقى للكثير من الناس وتدور فيه الاحاديث العلمية والثقافية والقيم الاسلامية.
وكانت ابوابه مفتوحة للكبير والصغير وكل طارق يمكن أن يلجأ اليه وخاصة في الامور التي تتعلق بالصحة والعلاج او الدين ولابد من الاعتراف بجميله وان انتقل الى الدار الآخرة فهو سيبقى في الذاكرة.
وقال الشهيل: يدقق في كل معاملة ولا يهمل اي معاملة وكانت شروحاته مثالاً للمسؤول الخبير وكان اذا لمس خطأ من موظف يوجه بأدب ويتصل بمديره لانه لا يريد ان يصغر المسؤول امام مرؤوسه, وقال: اذا فقدنا امير الشباب فقد خلفه شقيقه الامير سلطان فهو خير خلف لخير سلف واذا مات سيد قام سيد,ولقد عايشه فترة كافية وتعرف على العمل وتمرس فيه وهو يتمتع بفكر نيِّر وثقافة عامة وحريص على المصلحة العامة وعلى البرامج التي تنهض بالشباب, وقال الشهيل: ان اختيار الرياض ينعكس على الوضع الجمعي في المملكة وعلى الثقافة العربية والاسلامية,بعد ذلك علق الاستاذ يحيى آل عائض على المحاضرة مستعرضا بعض المواقف الانسانية للأمير فيصل بن فهد والتي شهدها بنفسه,بعد ذلك قدم الدكتور عبدالله بن محمد الحميّد عضو النادي والاستاذ المساعد بجامعة الملك خالد دراسة تقريرية عن المسابقة رقم 31 عن حياة الامير فيصل بن فهد,.
فقال: ان في حياة كل امة اعلاما كباراً سخروا انفسهم لخدمة دينهم وامتهم وبقيت آثارهم الحميدة، واعمالهم الطيبة تشهد لهم بالذكر الحسن في حياتهم وبعد مماتهم، وما عندالله خير وابقى.
وان الامير فيصل بن فهد رحمه الله من اولئك الاعلام الكبار في بلادنا الحبيبة فهو نجل خادم الحرمين الشريفين وعدد مناقب الامير فيصل قائلاً:
وأفضل الناس ما بين الورى رجلٌ تُقضى على يده للناس حاجات |
وقال الدكتور الحميد: لقد بلغ مجموع الاعمال البحثية المقدمة في هذه المسابقة سبعة اعمال فاز منها ثلاثة اعمال حيث فازت بالمركز الاول الباحثة نورة ظافر خضران وكان مبحثها جيداً ينقصه فقط توثيق النصوص وعدم ضبطها,وفاز بالمركز الثاني الباحث محمد علي عريشي, الذي قام بجمع ما في الصحف والمجلات دون ترتيب ولا تبويب، وكان بحثه كذلك جيداً ولكن ينقصه الناحية الأسلوبية,.
وفاز بالمركز الثالث الباحث/ وهيب بن اسماعيل ديوان الذي كان ينقص بحثه ضبط النصوص,,وقال ان هذه الاعمال المقدمة تعد جهدا طيبا يشكر عليه الباحثون ولكنها لا ترتقي الى مستوى نشرها في أيٍّ من المؤسسات الثقافية او الاندية الادبية لأنها اعتمدت على مجرد الجمع دون ان يصحب هذا الجمع دراسة استقرائية متأنية ولا دراسة تحليلية,بعد ذلك ألقى رئيس مجلس ادارة النادي الاستاذ محمد بن عبدالله الحميد كلمة شكر فيها رئيس الاندية الادبية على محاضرته القيمة التي ابان فيها جوانب من حياة الفقيد الامير فيصل بن فهد وقال: لايحدثك مثل خبير ,وقال: هذه هي المحاضرة الثانية بعد محاضرة الاستاذ ابراهيم الشامي ومنصور الخضيري وحمد القاضي وتحدث الحميد عن جهود المرحوم الامير فيصل بن فهد وتكريمه للادباء فقال: ان جائزة الدولة التقديرية في الادب كانت من ابتكاره والتي قدمت لعدة سنوات وكذلك دعمه للادب والادباء وتحدث عمّا كان يجده رؤساء الاندية الادبية من تشجيع ومتابعة واهتمام وتوجيهات كريمة من سموه خلال لقائهم به رحمه الله واجتماعهم به في مكتبه ومنزله,وقال: إنه فقد كبير ولكن الخليفة بمثابة الفقيد فهو الشقيق والمتمرس على يد المرحوم ونحن نلمس جهوده وعطاءه وكذلك سمو نائبه ونتمنى لهما التوفيق ولقائد مسيرتنا جميعا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين ولحكومتنا الرشيدة.