تسائل ما هذا البناء المطنف
على قمة يستلفت الطرف مشغف
تألق في وجه الصباح بياضه
وشع ضياء منه والليل مسدف
ترى حوله شم الروابي صغيرة
وتعرف من علياه ما لست تعرف
إذا جزت في وادي ابن عمار مصعدا
يناديك مرفوع البناء مفوف
وإن قلت أين الطيب الذكر مشرف
يناديك مد الطرف هأنا مشرف
على ربوة بالمنحنى مشرئبة
تصافح أفواج النسيم وتغرف
يداعبها من كل فج هبوبه
أرق واصفى ما يروق وألطف
تداعى لمن يعلو ذراه خواطر
ويسبح في بحر الخيال ويلحف
وينثال منه الشعر رق وأخصبت
مآتيه بالغصن المنمق يرعف
يشاهد عمورية ويبثها
مناجاة حب بالعواطف تهتف
بها مسترادي كل حين وخلوتي
وفيها تعلاتي وفيها التظرف
وفيها يواتي الشعر رهواً ويزدهي
ويزداد تمليحا بها وتلطف
بها يتناجى العندليب مغرداً
وفيها حمامات القماري هتف
إذا انشق نور الصبح وانكشف الدجى
وقام على أغصانه الطير يعزف
فمن مشرف قم بي على سبحاتها
لأجني بها سر الجمال وأقطف
ومنه اوالي نظرة بعد نظرة
إلى العُم من تلك الروابي وأكشف
أشاهد أثباج الجبال كأنها
بغاث على مرعى من الناس عكف
ومنهن ترى ما يكحل العين باديا
تلال وأرياض وسهب ورفرف
تشاهد مد الطرف من كل وجهة
كما مد من أرض اليمامة مطرف
تناجي طويقا قام في كبريائه
على الرغم من أركانه الشم تشرف
يذكرك الماضي توالت قرونه
جديس وطسم عصرها متعجرف
وعاد ثمود ذو الضلال وكندة
ومن جاء من أشياعهم قد تخلفوا
ومن ملأوا الدنيا جلالا وهيبة
وساروا على النهج القويم وانصفوا
وشائج من آل السعود تتابعوا
إذا راح منهم منصف قام منصف
يحُييك يا سلمان مستصعب الذرا
ويلقاك بالترحاب والبشر مشرف (2)