Monday 13th March,2000 G No.10028الطبعة الاولى الأثنين 7 ,ذو الحجة 1420 العدد 10028



وسميات
ماذا في الكلام
راشد الحمدان

الكلام ارخص شيء,, ومع هذا فإن كثيرا من مخلوقات الله يبخلون به وقد دلنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فقال: الكلمة الطيبة صدقة ونهانا عن الغيبة والنميمة,, ووصف القرآن الكريم الحديث في الآخرين من باب الاساءة بانه مثل من يأكل لحم الميت,, لكن تبقى سياسة الكلام هي الاهم,, فالكلمة الرقيقة تدخل السرور على القلب والاطراء الصادق يفرح النفس ويبهجها لان الكلمة اذا تحدثت عن الواقع فانما هي تثبت حقا مشروعا,, لكن كوننا ننكر الصفات الحميدة في الناس ونتجاهل ذلك كراهية وحقدا فهذا من باب الحسد والظلم ايضا,, والشعراء الاقدمون حرصوا في اشعارهم على الحديث عن فضائل القادة,, والبارزين في مجتمعاتهم وهم وان كانوا يتكسبون بذلك الا انه ما دام يثبت فضلا وصفات حميدة وقدرات قيادية واقعية انتفع منها الاسلام والعنصر العربي فأعتقد ان هذا لا غبار عليه,, وهو يدخل في باب التسجيل التاريخي للوقائع والاحداث.
وحتى في باب الغزل يتكلم الشاعر ليبدي صادق مشاعره تجاه من يحب وقد يغلبه الكلام فيبالغ في الاوصاف وكل ذلك يأتي من صدق المشاعر وعمق التأثير,, وهناك من يداهن ويستعمل الكلام في غير موضعه فيقوده ويقود قارئه معه الى التزييف والنفاق ومجاوزة حدود الواقع,, وهذا لا يغيب عن ذهن القارىء الحصيف.
ويأتي بعد ذلك الكلام الطائر او الذي لا تحده المقاسات ولا الاهداف وهو يدخل في باب المداعبات والهزل,, وقد يجرك لسانك الى ما يسجل عليك ويدخل في باب السيئات ولذلك فان هذا النوع من الكلام يحتاج الى ميزان دقيق,, وعقل متزن ونادرا ما يخضع مثل هذا الى ما يتطلبه ولذلك فان الهفوات تكثر وقد يجني منه صاحبه النتائج السيئة ومن الكلام عبارات تثير الاعجاب كونها تخضع لموازين بلاغية كالجناس والطباق والتورية ويأتي الشعر كثيرا وهو نوع من التفنن يجيده المتكلمون في قول الشعر أو اصحاب النثر البليغ,, وهناك بيت مشهور يردده الكثيرون فيه تورية,, او فيه جناس تام وهو,.

طرقت الباب حتى كل,, متنى
فلما كل,, متنى كلمتني
وفي القرآن الكريم قوله تعالى: ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة .
ومن عبث الكلام قول الشاعر:

كأننا والماء من حولنا
قوم جلوس حولهم ماء
ومن الكلام الموزعة اوصافه حسب التطابق قوله:

واحبها وتحبني
ويحب ناقتها بعيري
وفي كلام الناس الكثير من الغريب ولو راقبتهم,, لمت غماً وهماً كما قيل.


رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

وطن ومواطن

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved