Sunday 12th March,2000 G No.10027الطبعة الاولى الأحد 6 ,ذو الحجة 1420 العدد 10027



بدء أعمال اجتماع مجلس الجامعة العربية
الأمير سعود الفيصل :المملكة أوفت بالتزاماتها المالية للبنان وستظل بجانبه دائماً لمواجهة التحديات
الحص ينوه بالدعم الواسع من أشقائه العرب ويشرح تطورات الاعتداءات الإسرائيلية

* بيروت / واس الجزيرة
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية على وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب لبنان في مواجهة التحديات التي تواجهه,, وقال سموه في تصريح عقب وصوله إلى بيروت أمس للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب تعبيراً عن التضامن مع لبنان ودعمه.
قال: بالأمس القريب كان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في هذا البلد وعبر عن وقوف المملكة إلى جانب لبنان في كل المجالات، ولا أستطيع أن أزيد عما قاله سمو ولي العهد.
وأعلن سموه حول الالتزامات المالية للبنان في ذمة الدول العربية الناتجة عن القمم العربية وآخرها قمة تونس أعلن قوله: نحن أوفينا بالتزاماتنا التي أقرت في مؤتمر تونس بشهادة الإخوة اللبنانيين لكننا نعرف ان هناك قصوراً في الاستجابة لهذا الدعم .
وأعرب سموه بأن يوفى هذا الالتزام من سائر الدول العربية مشيراً إلى المساعدات التي قدمتها المملكة في هذا الاطار.
وجدد سموه التأكيد على أن المملكة ساعدت في السابق وستساعد الآن وستبقى إلى جانب لبنان دائماً.
كما أكد سموه على أن هذه الدورة الجديدة لوزراء الخارجية العرب تاريخية وأعرب عن أمله في أن يكون الصمود والوقفة الواحدة مع لبنان مثلاً يحتذى على جميع القضايا العربية مستقبلاً.
هذا ومن جانبه رحب وزير الاعلام اللبناني في تصريح أمس بزيارة سمو وزير الخارجية للبنان للمشاركة في اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب مؤكداً على أهمية دعم المملكة الكبير للبنان في إنهاء الحرب وعودة الحياة والطمأنينة إلى لبنان بعد الحرب اليائسة.
من جهة أخرى بدأ في بيروت ظهر أمس أعمال اجتماع مجلس الجامعة العربية في دورته الثالثة عشرة بعد المائة.
ورأس وفد المملكة العربية السعودية الى الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية.
وفي بداية الجلسة تحدث وزير الخارجية العراقي محمد بن سعيد الصحاف رئيس الدورة السابقة لمجلس جامعة الدول العربية عبر فيها عن دعم المجلس التام للبنان والوقوف الى جانبه ضد الاحتلال والعدوان الاسرائيلي.
وأعلن في ختام كلمته اختتام الدورة الثانية عشرة بعد المائة لمجلس جامعة الدول العربية ودعا وزير الدولة للشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله الى تسلم رئاسة الدورة الحالية للمجلس.
عقب ذلك ألقى وزير الدولة للشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة كلمة أعلن فيها افتتاح الدورة الثالثة عشرة بعد المائة.
وحيا في كلمته صمود المقاومة اللبنانية في وجه الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على الاراضي اللبنانية مؤكدا وقوف الدول العربية الى جانب لبنان في مقاومته الباسلة للاحتلال الاسرائيلي.
واعتبر وزير الشؤون الخارجية لسلطنة عمان المقاومة اللبنانية للاحتلال الاسرائيلي واجبا وحقا شرعيا وفق الاعراف الدولية.
وقال ان هذه المقاومة تتساوى في جوهرها مع مقاومة الشعوب الاوروبية للاحتلال النازي داعيا الدول الصديقة التي تنتقد المواقف الاسرائيلية سرا للتعبير عن آرائها علنا.
ثم القى ولي العهد القطري سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني كلمة بلاده في الاجتماع أكد فيها وقوف دولة قطر الثابت والداعم للبنان في سبيل تحرير أرضه.
وحث المجتمعين على مساندة لبنان ماديا ومعنويا ليستطيع مواصلة الصمود في وجه ما يتعرض له من عدوان والتخفيف من معاناته مؤكدا ان ما تعرض له لبنان من اعتداءات اسرائيلية استهدفت حياة المدنيين الأبرياء وضرب منشآته المدنية ممارسات لا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال وتتعارض مع جميع القوانين والشرائع الدولية والاخلاقية.
وأكد سمو ولي عهد أمير قطر على ضرورة التمييز الكامل بين المقاومة الشريفة المشروعة وبين الممارسات والاعتداءات الاسرائيلية التي تستهدف المدنيين الابرياء والتي لا يمكن ان تخدم السلام.
وطالب اسرائيل بالالتزام ببنود اتفاق نيسان الذي يدعو الى تحييد المدنيين والعودة الى طاولة المفاوضات والقبول بالأسس المحدودة لتحقيق السلام الشامل والعادل.
وأكد ان موقف قطر الثابت هو ان حل هذا الصراع والسلام في المنطقة لا يتم الا من خلال تسوية شاملة عادلة ودائمة تقوم على مبادىء الشرعية الدولية والأسس التي قامت عليها عملية السلام وأولها مبدأ الارض مقابل السلام وتطبيق القرارات 242 و 338 و 425 وانسحاب اسرائيل الكامل من الجولان السوري وانسحابها الكامل وغير المشروط من جنوب لبنان وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه السياسية المشروعة بما فيها حق تقرير اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
بعد ذلك اعطيت الكلمة لرئيس الحكومة وزير الخارجية اللبناني الدكتور سليم الحص الذي رحب باسم لبنان باخوانه الوزراء العرب معتبرا ان هذا الاجتماع يوم تاريخي مميز اذ تخص جامعة الدول العربية لبنان بالتفاتة كريمة بالحضور الى عاصمته وتلبية ندائه.
وشرح تطورات الوضع الناجم عن اعتداءات اسرائيل على لبنان وأرضه وشعبه وممتلكاته وعدد الاعتداءات المتكررة على بناه التحتية وما سببته من خسائر فادحة في الكهرباء واصابة ثلاثين اصابة في المدنيين متهما اسرائيل بالقتل المتعمد للأبرياء والحاق الأذى الجماعي بالمدنيين ضمن سياسة الأرض المحروقة التي خبرها لبنان على مدى تاريخه بما يشبه القتل النازي أيام هتلر.
وأشار الحص الى تركز الاتصالات اللبنانية اخيرا على الحؤول دون قيام اسرائيل بعدوان جديد وعلى اعادة الحياة الى تفاهم نيسان الذي سعت اسرائيل الى التملص منه.
وأكد على عدة مسلمات أولها التزام لبنان بتفاهم نيسان نصا وروحا وتأكيده على ان استمرار اسرائيل في سياسة الترهيب بانتهاك بنوده وتجاهل احكامه لن يحمل لبنان على الاذعان والقبول بتغيير المعادلة سيؤدي الى نتائج غير محمودة العواقب على عملية التسوية السلمية وتتحمل اسرائيل مسؤوليتها الكاملة.
وقال ان التفاهم يبقى آلية أمنية عملية ومرحلية ولا تغنى عن موجب انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان وبقاعه الغربي وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 425 وعن تحقيق السلام الشامل في المنطقة وبانتظار تحقيق هذا الهدف فانه من الطبيعي ان يتضامن الشعب اللبناني في مقاومته الاحتلال الاسرائيلي ويتمسك بشرعية المقاومة التي هي فعل الايمان وشكل من اشكال الحرية وتكريس لحق الدفاع عن النفس.
ووصف قرار الحكومة الاسرائيلية بالانسحاب من جانب واحد من لبنان مناورة اذ ان اسرائيل اعتادت على المناورات متمنيا ان يتم الانسحاب بعد اتفاق سلمي شامل في اطار تلازم المسارين اللبناني والسوري.
واكد التزام لبنان بعملية التسوية السلمية في الشرق الأوسط وفقا للمبادىء والأسس التي انطلقت منها في مؤتمر مدريد وتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه وانشاء دولته على ترابه الوطني وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم كما اكد رفض لبنان لتوطين الفلسطينيين على أرضه وقال ان هذه مسألة وفاقية دخلت نصا صريحا في اتفاق الطائف الذي أنهى نزاعا داخليا استمر أكثر من 15 عاما ودخلت من بعد ذلك نصا صريحا في مقدمة الدستور اللبناني.
وطالب الدول العربية بدعم لبنان ضد الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة واقرار المساعدات المقررة تمكينا له لمواجهة الاضرار المادية المباشرة والخسائر الاقتصادية الفادحة التي خلفها العدوان.
ونوه الحص بالدعم الواسع الذي لقيه لبنان من اشقائه العرب عبر اتصالاتهم الحثيثة ومواقفهم المؤيدة ومساعداتهم المادية والعينية وزياراتهم في احرج الظروف.
وأكد أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد ان الزيارات المنفصلة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني والرئيس المصري حسني مبارك ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الى لبنان مؤخرا جاءت لتؤكد أصالة روح الأخوة العربية وعمق التضامن العربي.
وفي كلمته التي ألقاها في افتتاح اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الاستثنائي في بيروت ظهر أمس اعتبر هذا الاجتماع تواصلا وتعميقا للحدث القومي الهام الذي جسدته الزيارات العربية الثلاث للبنان الذي ظل دوما يحتل مكانة رفيعة في قلب ووجدان كل عربي.
ونوه بمقاومة لبنان الذي يحمل اليوم لواء المقاومة العربية مسجلا أروع الصفحات في تاريخ التضحية والفداء من أجل تحرير أرضه وفي سبيل رفعة وعزة وكرامة أمته وقال ان قوى التوسع والعدوان مهما تجبرت وتمادت في صلفها لن تستطيع ان تنال من اشعاعه الحضاري أو ان توقف مسيرة نضاله من أجل تحرير أرضه المحتلة ومواصلة مسيرته نحو الاعمار والبناء والسلام.
ودعا الأمة العربية ودولها من مشرقها الى مغربها الى المسارعة في تقديم الدعم المادي للمساهمة في اصلاح ما دمره العدوان الاسرائيلي الغاشم في المرافق الاقتصادية والبنية الاساسية اللبنانية والى حشد كل الطاقات لكسب المزيد من التأييد السياسي للبنان على كل الساحات الدولية والاقليمية لدعم حقه المشروع في مقاومة الاحتلال كما دعاها الى العمل على الزام اسرائيل بالوقف الفوري لاعتداءاتها على لبنان والالتزام بمذكرة تفاهم ابريل وفي نفس الوقت العمل جميعا من اجل اجبار اسرائيل أيضا على دفع التعويضات عما خلفته اعتداءاتها الوحشية من خسائر بشرية ومادية في البني التحتية والمدنية اللبنانية.
وأكد دعم المجلس المطلق والمتواصل للتلاحم العضوي القائم بين المصير والمسارين اللبناني والسوري مشيدا بموقف القيادتين اللبنانية والسورية الواعيتين للمتطلبات الأساسية للسلام العادل والشامل في المنطقة.
وأوضح الدكتور عصمت عبدالمجيد في كلمته ان هذه الدورة التضامنية مع لبنان تهدف الى توجيه رسالة واضحة المعالم الى العالم عميقة المغزى والدلالة للتأكيد من خلالها على ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل لانه الكفيل بتوفير الامن والاستقرار للجميع في المنطقة.
وطالب اسرائيل بأن تعي وتدرك ان الأمن الذي تنشده لن يتحقق ابدا عن طريق فرضه بالقوة أو التهديد بحرق لبنان والتملص من الالتزامات والاستحقاقات واختلاق الأزمات وانما بالالتزام الأمين والواضح بجوهر مرجعيات عملية السلام التي انطلقت في مدريد عام 1991م وبما نصت عليه قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية التي قضت بالانسحاب من كامل الجولان السوري الى خط الرابع من حزيران عام 1967م والانسحاب الفوري وغير المشروط من جنوب لبنان وبقاعه الغربي الى ما وراء حدود لبنان المعترف بها دوليا.
كما أكد دعم المجلس الكامل لكل الخطوات التي ستتخذها السلطة الوطنية الفلسطينية المستقلة في الخريف القادم.
ورأى ان السلام الحقيقي لمنطقة الشرق الأوسط لا يمكن ان تقام قواعده وتستقيم أسسه في ظل سياسات التوسع والعدوان وتكريس اقامة المستوطنات الاستعمارية والمماطلة والتسويف والخداع فضلا عن الاستمرار الاسرائيلي لاحتكار السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل مما يتنافى مع المسؤولية الدولية المناطة بالولايات المتحدة الامريكية ومع دورها كراع أساسي لعملية السلام في الشرق الأوسط ومع ما يتطلبه هذا الدور من موضوعية وحياد وعدم الكيل بمكيالين في التعامل مع هذه القضايا الشائكة والمتفجرة, وأشار الى ان على اسرائيل ان تعلم ان من المتطلبات الأساسية للوصول الى السلام ان تبادر فورا ودون ابطاء باطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين العرب في سجونها.
وتحدث عن موقف المجلس الثابت والمساند لدولة الامارات العربية المتحدة في مطالبها المشروعة باستعادة جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى من ايران.
وشدد على حرص المجلس على تطوير العلاقات العربية الافريقية وتنميتها وتفعيل التعاون العربي الاوروبي وتوسيع دوائر التعاون والتنسيق مع القوى الفاعلة في العالم مثل الصين واليابان وتعزيز العلاقات مع منظمة الامم المتحدة والمنظمات الاقليمية الأخرى.
وختم قائلا: اننا نتطلع ان تكون هذه الدورة دورة تضامن مع لبنان باعثا ومحركا لارساء دعائم مرحلة جديدة في العلاقات العربية العربية للوصول الى تحقق المصالحة القومية الشاملة ولم الشمل وتدعيم القواعد والمرتكزات التي تحفظ المصالح الوطنية لكل عضو في الاسرة العربية وتصون الأمن القومي العربي في عمومه.
عقب ذلك القى وزير الخارجية السوري فاروق الشرع كلمة سوريا في الاجتماع عبر فيها ان اعتزاز العرب بالمقاومة الباسلة للشعب اللبناني.
ودعا الشرع في كلمته الدول العربية الى الوقوف الى جانب لبنان ودعمه ماديا ومعنويا حتى يتمكن من تحرير كامل ترابه من الاحتلال الصهيوني.
ثم القى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد كلمة دان فيها الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وطالب اسرائيل بالكف عنها والتزام بنود تفاهم نيسان وناشد الدول الراعية للتفاهم وخصوصا الولايات المتحدة اجبار اسرائيل التوقف عن الأعمال الوحشية تجاه لبنان.
ودعا وزير الخارجية الكويتي الى تقديم المساعدة والدعم للبنان ليتمكن من اعادة بناء ما دمرته آلة الحرب الاسرائيلية.
وحمل اسرائيل مسؤولية تعثر العملية السلمية وطالب بانسحاب اسرائيل من جميع الاراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان وجنوب لبنان والأراضي الفلسطينية داعيا اسرائيل الى تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام.
كما ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية كلمة في الاجتماع قال فيها ان انعقاد مجلس الجامعة العربية في بيروت في ظل الظروف الراهنة له دلالته البالغة وأهميته القصوى نظراً للتهديدات التي يواجهها لبنان.
وأشار سموه خلال كلمة ألقاها في اجتماع مجلس الجامعة العربية في دورته ال 113 ان جدول أعمال هذه الدورة يحوي العديد من الموضوعات والقضايا الهامة التي يتعين النظر فيها وفي مقدمتها موضوع لبنان بسبب التطورات الأخيرة مما يتطلب من الجميع موقفاً واضحاً وقوياً ليتناسب مع دقة الوضع وخطورته.
وقال سمو وزير الخارجية: ان موقف حكومة خادم الحرمين الشريفين من لبنان ومساندتها المستمرة له يشكل بالنسبة لنا سياسة راسخة ومنهاجاً ثابتاً حيث لم تتردد بلادي في أي وقت من الأوقات عن الوقوف بجانب لبنان ومؤازرته للتغلب على ما يعترضه من الصعوبات.
وشدد سموه على أن اجتماع وزراء الخارجية العرب على أرض لبنان تجسيد لروح التضامن والتأييد العربي الشامل لهذا البلد الشقيق.
وأضاف قوله: ان ما يتعرض له لبنان حالياً نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على بنيته التحتية ومواطنيه الأبرياء يستوجب ليس فقط الاستنكار والشجب من المجتمع الدولي بل وأيضاً اتخاذ الاجراءات الرادعة لهذه الأعمال المشينة التي ترتكبها اسرائيل والتي تمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة مستقلة وخرقاً فاضحاً للقوانين والمواثيق الدولية وخروجاً سافراً على مذكرة تفاهم نيسان.
ومضى سمو وزير الخارجية قائلا: وحقيقة الأمر ان اسرائيل لم تكتف بهذا المسلك الاستفزازي المشين بل إنها عملت على اطلاق التهديدات المستمرة ضد أمن وسلامة لبنان والتي آخرها منسوب الى وزير خارجيتها الذي صب جام غضبه على لبنان مستخدما لغة تنم عن عنصرية بغيضة وعنجهية حمقاء من شأنها تقويض مساعي السلام المبذولة حاليا في المنطقة .
وأردف سموه قائلا: ان الدول العربية مدعوة اليوم للوقوف مع لبنان وتوفير الدعم اللازم لتعزيز صموده، هذا الصمود الذي جسدته المقاومة اللبنانية الباسلة والتي لا يمكن اعتبارها إلا الرد الطبيعي والمشروع لقوات الاحتلال الاسرائيلي .
وزاد سموه: واذا كانت حكومة اسرائيل قد أعلنت مؤخرا عن انسحابها من جنوب لبنان في صيف هذا العام فإن الأمر لأهميته يستدعي منا اليقظة والحذر بغية التحقق من طبيعة نوايا اسرائيل الحقيقية وعلينا مع كل الأحوال ان نعتبر المسلك الاسرائيلي فيما يتعلق بلبنان محكا لمدى جدية اسرائيل ومصداقيتها تجاه عملية السلام برمتها وعلى مختلف مساراتها .
واضاف قوله: فاذا كان انسحابها سيستتبعه تحميل لبنان مسؤولية ما يسمى بأمن شمال اسرائيل وبالتالي اعطاء نفسها الحق في أي وقت تشاء للتعبير عن حقدها وعدائها لهذا البلد الأعزل فهذا الشيء مرفوض من أساسه مؤكدا سموه ان اسرائيل نفسها لم تستطع تأمين نفسها في الأراضي التي لها سيادة عليها .
وأكد سمو الأمير سعود الفيصل ان الشيء الوحيد الذي يمكن ان يضمن أمن اسرائيل هو توفير الأمن ذاته لكل من لبنان وسوريا وفلسطين وان مفهوم الأمن الشامل هذا لا يمكن ان يتأتى إلا في اطار السلام الشامل.
وقال سموه ان هدف السلام الشامل والدائم والمستند الى قرارات الشرعية الدولية وأسس ومبادىء مدريد لا يتحقق إلا بتلازم مسارات التفاوض العربية الأمر الذي يتطلب قيام اسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان وبقاعه الغربي دون قيد أو شرط ومن الجولان السوري المحتل حتى حدود الرابع من حزيران 1967م واحترام اسرائيل لتعهداتها والتزاماتها الموقعة مع الجانب الفلسطيني.
وأكد سموه مجددا على مسؤولية الدولتين الراعيتين لعملية السلام للحيلولة دون خروج هذه العملية عن مسارها الصحيح أو ابتعادها عن أسسها ومبادئها خاصة مبدأ الأرض مقابل السلام وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى موطنهم.
وأضاف سموه قائلا: لقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وقوف المملكة العربية السعودية قلبا وقالبا مع لبنان خلال زيارته الأخيرة لهذا البلد العزيز على قلوبنا جميعا وكان بذلك يعبر تعبيرا صادقا عما يختلج في وجدان كل العرب تجاه إخوة أشقاء حكمت عليهم ظروف التاريخ والجغرافيا ان يواجهوا مثل هذه التحديات .
وختم سموه كلمته بالقول ان أقل ما يمكن ان نخرج به من اجتماعنا الراهن هو بعث رسالة صريحة وواضحة لا تحتمل اللبس الى اسرائيل نؤكد من خلالها وقوفنا جميعا الى جانب لبنان وتضامننا معه واستعدادنا دون استثناء لامداده بما يحتاج إليه من الدعم والمساندة والتأييد.
ودعا الله ان يوفق الجميع الى خدمة أمتنا العربية وتحقيق ما تصبو إليه من أمن واستقرار وازدهار.

رجوعأعلى الصفحة

الاولــى

محليــات

مقـالات

المجتمـع

الفنيــة

الثقافية

الاقتصادية

القرية الالكترونية

منوعـات

نوافذ تسويقية

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

تحقيقات

مدارات شعبية

العالم اليوم

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved