** مدخل: في (وجع) اللفظ ، موت المعني وفي (وجع) الاسلوب، موت الذائقة الشعرية.
* من البديهي القول: إنما الشعر هو الذي تشعر وانت تعايش قراءاته بأن له روحا متوهجة بين حروفه، حتى لكأنك تكاد تلسمها,, وما ذاك الا للروح التي احاطتها المعاناة بالرعاية تحت ملاحظة ميزان من ذكاء الموهبة التي صقلتها التجربة,, الروح التي يكون من اشد لوزام وجودها هو (الموقف المؤثر) الذي انفعل به الشاعر حتى تخلل وجدانه الاحساس العام القوي المسيطر الذي يبحث له عن منفذ مادي فيحده في صهر شاعريته على حرارة الموقف ,, الروح التي يكون من اشد لوزام وجودها ايضا هو وجود الموهبة المدربة التي تعمل على تحويل الاحاسيس والانفعالات الى معانٍ معبرة تكسوها ابهى الالفاظ وأوفقها للمعنى.
فالشعر اعمق من كونه مادة للشهرة وتوابعها الرخيصة,, فهو شاهد حي على صاحبه,, وهل هناك اخطر من ان يعرض الانسان فكره على الناس,, ليكون شاهدا في الحكم عليه؟
فالغباء رداء تكرهه روح الشعر,, ولا يمكن ان تسكن فيه ابدا ولو جرت اليه بالسلاسل التي صنعت من الادعاء، وحب الشهرة، وكوابير المعاني المعلبة، وهناك ندرك لماذا نحن دائما ما نجد ان نسبة المتعة الفنية في النص تكون بحسب نسبة الذكاء الموجودة فيه.
وهناك فرق كبير بين السرعة والتسرع,, وبما ان الشاعر من اولى الناس المفترض بلوغهم لنعمة الحكمة، يجب عليه ألا يتسرع في ادانة نفسه بعرض فكره الذي ينضج بعد على الناس، فيجب عليه ان يركب السرعة الناضجة التي هي بين التسرع والتبلد,, فهو ليس كغيره من الناس، بحكم الوضع الذي يعايشه ويحتم عليه السير بذكاء,, كما يجب عليه ان يعامل الناس بشعرة معاوية,, وان يعرض عليهم فكره استجابة لميزان الحكمة من مناسبة الموقف وجنس السامع ونوعه، إضافة الى تأكده من وجود الروح كاملة الصحة في نصه,.
نيف الذكرى