عزيزتي الجزيرة:
في يوم الاحد,, وفي مدينة الزلفي,, آلمني وآلم أهل بلدتي خبر وفاة الفتاة التي دهسها الأوتوبيس, وأقول باختصار: رحمك الله أيتها المثالية وشفع بك,, فقد كنت مثالا يحتذى في أخلاقك وتعاملك مع زميلاتك في المدرسة ومع جميع المدرسات ولقد كنت، وكما نسمع، طالبة مثالية في دروسك وواجباتك,, ولكن الله تعالى شاء أن يكون ذلك اليوم هو يومك,, والحقيقة أنك لم تموتي لأن ذكرك خلدك في هذه الدنيا ولأن الطيب والنبيل يبقى في هذه الحياة بإيمانه وأعماله الطيبة,, وهذا يعود فضله بعد الله على والديك أجزل الله لهما الثواب,, وألهمهما الصبر والسلوان,, وأجارهما في مغيبتهما ورزقهما خيرا منها.
أنت يا قائد الأوتوبيس عليك بالايمان بقضاء الله وقدره,, والصبر في مثل هذه المصيبة,, فأنت من خيرة الرجال,, وذكرك طيب في تعاملك مع الطالبات,, وأنت ممن يضرب فيهم المثل بحسن التعامل,, ولكن قدرة الله تعالى شاءت أن تكون المصيبة من نصيبك هذه المرة, واعلم أن الله يختبرك في محنتك فاصبر واحتسب,, واطلب العون من الله تعالى.
وعلى جميع الطالبات وقائدي الأوتوبيسات الانتباه لمثل هذه المواقف والالتزام بالتعليمات,, والتحلي بالصبر عند الركوب وعند النزول وعدم الاستعجال من الطرفين,, وكل شيء بقضاء الله وقدره.
وعلى مجتمعنا أن يقف مع اصحاب ذلك الحدث موقف إنسانية وأخوة بتعزية ذوي المغفور لها إن شاء الله,, والوقوف مع قائد الأوتوبيس واخباره ان هذا بقضاء الله وقدره.
إنا لله وإنا إليه راجعون .
علي سليمان الحميدي
الزلفي علقة