عزيزتي الجزيرة,.
تحية طيبة وبعد,.
نتابع حديث الناس هذه الأيام في شقراء حول موضوع تلوث بعض الآبار القديمة في مدينتهم بمياه الصرف الصحي وقيام اصحاب هذه الآبار بري الخضراوات الورقية مثل الخس، الكراث، البقدونس، من هذه المياه الملوثة ومن ثم بيعها في اسواق الخضار والاسواق المركزية, بدأت قصة اكتشاف هذه الكارثة البيئية في منتصف شهر رمضان المبارك الماضي عندما تقدم احد المواطنين الى محافظة شقراء مفيدا بوجود آبار سطحية قديمة تستخدم مياهها لري الخضراوات الورقية وهذه الآبار جفت منذ عدة سنوات وامتلأت بالمياه فجأة رغم عدم سقوط الأمطار خلال العامين الماضيين وهناك احتمال ان تكون ملوثة بمياه الصرف الصحي وتصرف هذا المواطن يدل على الوعي والمواطنة الحقة والحرص على خدمة المصلحة العامة وقد وجه سعادة محافظ شقراء مديرية الزراعة والمياه بمحافظة شقراء للتحقق من الامر والافادة ورفعت المديرية الموضوع الى الجهات المختصة في وزارة الزراعة والمياه حيث قام المركز الوطني لأبحاث الزراعة والمياه بالرياض بإرسال بعض المختصين لاخذ عينات من هذه الآبار وعددها ست آبار سطحية بين يدوية وارتوازية منها بئر ارتوازية داخل احد المخططات السكنية يقوم بعض المواطنين والمقيمين بالتعبئة منها لاغراض الشرب والاستعمالات المنزلية الاخرى كما قام احد هؤلاء المزارعين بالاضافة الى زراعة الخضراوات الورقية باقامة مشروع غير مرخص لتربية الأرانب ومن ثم بيعها بالاسواق داخل وخارج المدينة وهذه الارانب تعتمد في الشرب والتغذية على هذه المياه الملوثة وما تنتجه من مزروعات ورقية وجاءت نتيجة الفحص الجرثومي لجميع هذه العينات بتاريخ 15/11/1420ه أي بعد شهرين من اثارة القضية بان جميع العينات ملوثة بجراثيم القولون البرازية بعدد وصل الى 2400 جرثومة في كل 100 ملم مياه وفي اربع من هذه الآبار وهو رقم كبير ومخيف ويعبر بوضوح عن درجة التلوث في هذه الآبار التي اخذت منها العينات وفي اعتقادي ان اجابة الجهة المختصة بوزارة الزراعة والمياه جاءت متأخرة الى حد ما اذا ما وضعنا في الاعتبار حجم وخطورة المشكلة على الصحة العامة ولنا ان نتصور الكمية التي باعها هؤلاء المزارعون من هذه الخضراوات خلال هذه الفترة وعدد الاشخاص الذين استخدموا هذه المياه لاغراض الشرب والاستعمالات الآدمية الاخرى!!
وقد أحالت المديرية الموضوع لمحافظ شقراء متضمنا بعض المرئيات والتوصيات في هذا الشأن, ان الامر ليس مجرد تلوث ست آبار سطحية في مدينة داخل محافظة معينة ولكن هذه الآبار ما هي الا نموذج لمثيلاتها من الآبار الملوثة في مختلف مناطق ومحافظات المملكة ولا يخفى على الجميع الاضرار والمشاكل الصحية التي يسببها استخدام مياه الصرف الصحي في ري المزروعات وخاصة الورقية منها ولاشك ان استخدام المياه الملوثة في الري وفي الشرب احيانا يعود لعدة اسباب أهمها من وجهة نظري الشخصية:
1 قلة الرقابة من قبل الجهات ذات العلاقة كالبلديات وفروع وزارة الزراعة والمياه ومصالح المياه والصرف الصحي بالمناطق والمحافظات كل حسب اختصاصه.
2 قلة الوعي سواء لدى المزارع الذي يقوم باستخدام مثل هذه النوعية من المياه او لدى المستهلك الذي يقوم بشراء مثل هذه المنتجات الزراعية.
3 الروتين الذي يؤدي الى تأخير البت في مثل هذه القضايا الهامة نتيجة كثرة المخاطبات بين الجهات المختلفة وعدم وجود آلية لتطبيق النظام بحق المخالفين.
نتمنى ان تتضافر جميع الجهود في الجهات ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة مثل وزارات الزراعة والبلديات ومصالح المياه والصرف الصحي بالتعاون مع الجهات التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية لمعالجة هذه المشكلة وما شابهها وان تكون هناك آلية واضحة وسهلة لتطبيق النظام وردع المخالفين الذين يسعون للكسب المادي بغض النظر عما يسببه ذلك من اضرار صحية للمستهلك وللجميع خالص تحياتي.