الوفاء كلمة حبيبة إلى النفس أثيرة إلى القلب غالية في حياة الناس لأنها ترمز إلى الشهامة والأصالة والشرف,, هذه الكلمة بما تحمله من معان سامية تغنى بها الشعراء وأشاد بها الأدباء وظلت صفة رفيعة يعرف بها النبلاء,, تأتي في مقدمة الشيم العربية العريقة والأصيلة التي يفخر بها الإنسان في حياته وبعد مماته تقاس بها رجولته ومكارم أخلاقه,, يقابلها في الاتجاه المعاكس بل ويقف ضدها الجحود والنكران، يعني جحود الفضل ونكران الجميل وهي من السمات الوضيعة التي تعرف دائماً عن اللئام ويتصفون بها مما يجعلهم دائماً وبالاً على الإنسانية والمجتمع يعكرون صفو الحياة من حولهم تسيرهم الأنانية المقيتة وحب الذات والمطامع الحقيرة، ومن أبلغ ما قرأت في حياتي شعراً يصف حال اللئام وسلوكهم هو قول أحدهم:
أرى الكلب لا ينسى الجميل بلقمة وإن يلق منك الجور والطرد والضربا وذو اللؤم في نعماك لو عاش دهره تراه لأدنى هفوة يعلن الحربا |