الحجاج المعاقون والأمير نايف سلمان بن محمد العُمري |
الاعاقة حقيقة واقعة في كل المجتمعات، والاعاقة كلمة نسبية وبالتالي فان حالات الاعاقة مختلفة ودرجاتها كذلك متنوعة واسبابها عديدة جدا ولكنها بالمنظور الحضاري هي حالة عند بعض افراد المجتمع واي انسان مهما كان اصله وفصله وعمره وجنسه معرض في اي لحظة لا سمح الله لان يصبح معاقا ولذلك كانت نظرة الاسلام وهو النظام والنهج الرباني الذي ارتضاه الله تعالى لعباده في كل زمان ومكان كانت نظرة واقعية وعلمية وحضارية فالاسلام اوصى بالضعفاء والمساكين بل والمعاقين خيرا، لا بل جعل الثواب الكبير لمن يقوم على خدمتهم ورعايتهم.
ومن جهة اخرى نحن نعلم ان اركان الاسلام خمسة وخامسها هو حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا وحج البيت فرض على كل مسلم قادر على ذلك، والمعاق كغيره من المؤمنين قد تناسبه الظروف وتتهيأ له الوسائل التي تمكنه من اداء فريضة الحج، ولكن بالتأكيد للمعاق وباختلاف حالات الاعاقة احتياجات ومتطلبات بعضها يشابه ما يحتاجه اي حاج وبعضها الآخر يختلف بدرجات وذلك حسب نوع ودرجة الاعاقة، ان جمعنا لقضية الاعاقة وخدمتها كواجب حضاري ومن جهة اخرى كواجب ديني ومساعدتهم لاداء فرائض الاسلام ومنها الحج كل ذلك يأتي في مقدمة اعمال الخير، ولا يقوى على ذلك الجمع الا ذوو النفوس الكبيرة الشامخة والمكرمات الجليلة، وهذا ما رأيناه على يدي صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية حفظه الله فقد امر ذو الايادي البيضاء بأنه سيتكفل بحج مائة معوق من منسوبي دور الرعاية الاجتماعية على نفقته الخاصة لتأدية فريضة الحج للموسم الحالي، وفي ذلك من عمل الخير وطيب الفعال، وحسن الخصال الشيء الكثير والكثير، ان ما يقوم به صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز ليس بأمر مستغرب عليه فهو الذي ملأت الدنيا وشغلت الناس اخبار كرمه وجوده وعطائه، انها لفتة كريمة باتجاه مائة المعاقين الغالية في قلوبنا جميعا لهي امر رائع وجميل ولا نستطيع الا ان نقف امامه باجلال واكبار لانه وبالتأكيد سيسجل في اعماله الصالحة ان شاء الله، ولكن ايضا سيسجل ضمن مآثر امتنا المجيدة تجاه هذه الفئة العزيزة على قلوبنا فبلادنا وامتنا ومنذ فجر الاسلام وهي تقوم بحقوق الانسان كافة وخدمة ورعاية المعاقين وتضع كل تشجيع ممكن لذلك، ومملكتنا الحبيبة لم تنس دورها في هذا المجال على الاطلاق فكانت دائما السباقة لخدمة المعاقين وعلى مستوى المملكة كلها، والدليل على ذلك الكثير من تلك المنشآت والمؤسسات التي تنتشر في طول البلاد وعرضها وكلها ولله الحمد مؤهلة ومعدة لخدمة المعاقين اضافة الى توفير الامكانات المادية والمعنوية والتجهيزات اللازمة لهم.
ان امر صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله يصب ضمن هذا السياق وهو امر لا يحتاج لمن يشرحه او يعلله او يبين نفعه وفوائده، لانه واضح جلي وضوح الشمس والقصد منه اولا واخيرا مرضاة الله عز وجل.
ان مساعدة المعاق على تأدية فريضة الحج عمل كبير حقا ومسؤولية جسيمة فالحج جهاد كما نعلم ولكن امام الهمم العالية والرؤوس الشامخة تهون الصعاب وما دام القصد وجه الله فالله خير وكيل وهو الذي سيأتي بالخير بإذنه.
ان الكثير من الثقافات البشرية قد تعالت على المعاقين لا بل ان بعضها قد نظر لهم نظرة دونية اما الاسلام فقد اعطاهم دورهم وحقوقهم وواجباتهم وحث المسلمين على خدمتهم ومما لاشك فيه ان رقي الامم يقاس بمدى نظرتها وكيفية تعاملها مع قضية الاعاقة والمعاقين وهنا نعلم مدى الخدمة التي ادتها اوامر صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وفقه الله لكل خير وذلك للامة ككل وللبلاد ولنا جميعا.
بارك الله اعمالك وسدد خطاك يا صاحب السمو وكلمة لابد ان نذكرها اخوتي الا وهي ان هذا العمل هو مثال للقدوة التي تحتذى، وانها لدعوة نوجهها لجميع المقتدرين من ابناء هذا الوطن المعطاء لان يقدموا ما بوسعهم في سبيل الله وخصوصا لفئة المعاقين الغالية على قلوبنا، ولتكون بلادنا كما كانت على الدوام مهد الحضارة وارض الحضارة ومثال الحضارة بإذن الله.
|
|
|