الحج مقاصد ومعانٍ ومنافع وسكينة عبدالله بن حمد الحقيل |
ما أجمل وما أروع فرحة الحجاج وهم يؤدون مناسك الحج ويلبون ويبتهلون إلى الله، ولقد جاءت العقيدة الاسلامية رحمة للأمة، حيث سمت بالنفس الإنسانية، ودعت إلى المحبة والتآخي، والأمن والاطمئنان، فنظمت ورسمت حياة المجتمع في اطار واضح وصحيح.
وان الحج لعبادة عظيمة في الإسلام وقاعدة من قواعده الخمس أوجبها الله وفرضها على من استطاع إليه سبيلا ولقد جعل الله في الحج فوائد للمسلمين حيث يلتقي المسلمون في رحاب أقدس بقعة في الأرض في مكة المكرمة، متجاوبة قلوبهم ومتصافحة نفوسهم ومليئة بالسعادة والبهجة ومفعمة بالغبطة والتطلع إلى رحمة الله، مع الالتزام بالهدوء والسكينة، الذي هو عنصر أساسي وقاعدة من قواعد الإسلام, وان الحج لعبادة عظيمة في الاسلام، وهو ملتقى ديني يقبل عليه المسلمون من كل حدب وصوب، وان الحج لمناسبة كريمة وعزيزة على قلب كل مسلم، فسعى إليها قادماً من كل نواحي الدنيا وفجاج الأرض والأماكن النائية، متجشمين السفر ليشهدوا المنافع التي ذكرها الله سبحانه وتعالى حيث قال: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق، ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات .
,, يفدون من كل جنس وأمة، من قارات متباعدة ولغات متباينة منصهرين في بوتقة واحدة هي الإسلام، والحج فريضة تنطوي على حكم إلهية وتشتمل على أسرار ربانية وتدعيم رابطة الوحدة الدينية بين المسلمين.
إن الحج لمظهر رائع تتحقق فيه الأخوة الصادقة والأمن والاطمئنان، قال تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين وقال: الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب .
إنكم أيها الإخوة على موعد مع الله ناداكم فلبيتموه وأمركم فأطعتموه، لقد جئتم إلى هذه الديار المقدسة الطاهرة التي وقف عليها من قبل سيد الخلق، نبينا ورسولنا صلى الله عليه وسلم، وعلمنا وأوضح لنا كيف نحج وكيف نلتزم بآداب الحج، من هدوء وسكينة واطمئنان فلا صوت إلا صوت الحج بالتلبية والدعاء ولا كلمة إلا كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله .
فينبغي أن نتمسك بهدي سيد الأنام عليه الصلاة والسلام وأن نعمل على تطهير نفوسنا من كل حقد وقلوبنا من كل سوء وأن تصفو القلوب وتسمو النفوس بالطهر والمحبة والتآخي وتوحيد الصفوف والكلمة والتآلف والمودة، ونبذ الفرقة وكل عمل سيىء لا يتفق مع روح الحج وأهدافه السامية الكريمة.
فلنتأمل حكمة الله في الحج حيث نؤدي مناسكه في خشوع وخضوع، وعبادة وهدوء وأمن وطاعة ورفق وايمان والتقرب إلى الله والاعتراف بعظمته وشكره على نعمه وتطهير النفس والسمو بها والاعتصام بالقرآن الكريم، والعمل بالسنة المطهرة، ولقد جاء في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ، ولذا ينبغي تجنب كل ما يوقع في الاثم وينتقص الأجر والثواب.
ولقد ورد في الحديث القدسي مباهاته سبحانه وتعالى بالحجيج ملائكته فيقول لهم: انظروا إلى عبادي جاءوني شعثاً غبراً يرجون رحمتي ولم يروا عذابي أشهدكم أني قد غفرت لهم .
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه الكرام السكينة السكينة وهذا درس يجب أن نتعلمه، فندرك أننا في بلد حرام وشهر حرام وأيام عظيمة فلنحرص يا أخي الحاج على الابتعاد عن كل ما يعكر صفو الأمن وازعاج الحجيج في هذا البلد الآمن الكريم والانصراف إلى المهمة المقدسة التي قدمت من أجلها.
ما أحرانا أن نتدبر فلسفة الحج ومغزاه، وندرك المعاني الكبرى والتعاليم العظمى التي جاءت بها شريعتنا السمحة العادلة.
فليكن لنا من تلك المبادئ والأهداف ضياء ونور وقوة نسير بها في دروب الحياة وضروب الخير وينبوع يملأ نفوسنا طهراً وعفة وحناناً وتطبيقاً، وفهماً لمعاني ديننا قولاً وعملا.
فلنعمل على الاستفادة من حكمة الحج فالحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، ولنكن جميعاً حريصين على عزة الاسلام ونصرته أمام أعدائه ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز .
فلنحرص على الحج على الوجه المشروع حيث جعل الله الوعد بالمغفرة لمن لم يرفث أو يفسق فالحاج مأمور بالسكينة والبر والتقوى وفعل الحسنات، والحج لا يكون مبروراً مثاباً عليه بجزيل الثواب إلا اذا كان خالصاً لوجه الله وعلى الكيفية والأحكام التي شرعها الاسلام وأوضحها النبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع وأوضحها لأمته قولاً وعملاً حيث قال خذوا عني مناسككم .
نسأل الله أن ينصر الأمة الاسلامية وأن يعلي كلمته وأن يتقبل من ضيوف الرحمن حجهم ومناسكهم، وأن يجعل سعيهم مشكوراً وأن يمن على الجميع بالصحة والعافية والأمن والسكينة والتوفيق والقبول وصفاء القلوب والنفوس والتعاون على البر والتقوى وعلى الخير والصلاح وأن يجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وأن يتقبل من الجميع صالح الأعمال والأقوال انه سميع مجيب.
وتقبل الله من الجميع صالح الأعمال وكل عيد وحج والجميع بخير.
|
|
|