إن الشعر الشعبي مؤشر بقدر المصداقية في الاحاسيس والمشاعر واننا لسنا مع الشعر (الشعبي) ولسنا مع الشعر (الفصيح) إننا مع الشعر الجميل,, المعبّر,, الصادق,, أيا كان فصيحا او شعبيا!!
فالشاعر كما الفنان الرسام تماما لا بد ان يجد مساحة كافية من حرية الحركة والتعبير, لأن احكام القيود في طريق الشاعر,, وإلزامه باتباع لون معين يفقده الكثير من الحس التعبيري الذي يعتبر جوهر الابداع,,, فاذا كان الغالبية يطربون للشعر الشعبي فليس معنى ذلك ان الشعر الفصيح قد اصبح منسيا, والعكس صحيح,,!!
واذا بعض المتشدقين بالشعر الشعبي ينطلقون من قناعة انه خطر على اللغة العربية فإنهم للاسف ينظرون الى زاوية ضيقة لأن الشعر الشعبي لم يكن في يوم من الايام سببا في عزوف الناس عن التحدث بالعربية الفصيحة فاللهجات المحلية قائمة في كل بلد قبل الشعر الشعبي,, وبعده!! بل على العكس فالشعر الشعبي يخدم الامة من منظور تعريف الآخرين باللهجة المحلية التي هي اشتقاق من اللغة الام، وان ازدهاره في اي بلد هو دليل نضج وليس العكس كما يرى البعض.
فهو عنوان تفاعل أدبي يتطلع الى مساحات اوسع وقتل هذا التفاعل او محاربته,, هو بتر للطموحات الادبية الاوسع,, واننا نكون سعداء عندما نستقبل هذا الموروث الشعبي وعبر هذه الصفحة بالكثير من المحاولات الشعرية سواء الفصيح منها او الشعبي للكثير من شبابنا ممن بدأوا يجيدون التعبير الصادق,, والالمام بناحية الوزن والقافية وهذه المحاولات تعتبر بداية لخلق ارضية أدبية صلبة ذات امتداد متواصل يربط الماضي بالمستقبل عبر الحاضر.
ومن هنا فإن القناعة لدى البعض بان طغيان الشعر الشعبي على الفصيح او العكس مدعاة للقضاء على الآخر,, هي قناعة هشة,, تقوم من زاوية ضيقة,, فهذا مجرد رأي يقبل المناقشة,, والحوار الموضوعي الهادئ,, والهادف حفاظا على تراثنا الأصيل,.
إبراهيم محمد الجبر - ثرمداء