فجأة,, صالح بن محمد النعيمة لاعب القرن,, كيف؟!
اما فجأة فلانها التعاملات التي تقتضي تغليب العواطف على الحقائق، والأهواء على المبررات، والملاسنات على الاقناع، والاجتهادات العشوائية على المعايير المنضبطة,, لدرجة اننا اختلفنا كثيرا والى ما لا نهاية حول لقب لاعب القرن سعوديا فصرنا كمن يغني على ليلاه وسواها يذهب الى الجحيم,,!!
هاهي اللجنة الأولمبية الدولية بمواصفاتها العلمية الدقيقة تكفينا شر الجدل والنزاع وتحسم الاختلاف والخلاف لفائدة لاعب لم يكن أمهر اللاعبين ولا أوفرهم حظا ولا أكثرهم تسجيلا للاهداف بقدر ما كان قائدا فريدا يصعب تكراره,, وهنا يتبين المبرر وتثبت الحقيقة الدامغة لأمر كان مجهولا,,!!
صالح النعيمة,, اسم مميز لشخصية كروية نادرة ومختلفة بتكوينها وطريقة تصرفاتها,, يمتلك موهبة قيادية لافتة باتت ماركة مسجلة باسمه وحده,, لا تُصنع ولا تزرع,, لا تباع ولا تشترى,, هو الذي يملك ايضا مساحة شعبية هائلة لم يكتسبها من تسديداته بقدميه او بضربات رأسه وانما جسدتها وابرزتها شخصيته القيادية المثيرة لاعجاب وامتثال اعتى الخصوم وأشرسهم,,!
في عالم الكرة,, تستطيع طال الزمان أو قصر تعويض غياب هذا اللاعب أو ذاك,, وفي زمن الاحتراف ولغة الاموال تستطيع ان تجلب لاعبا بارعا حسب شروطك ومواصفاتك وحاجتك,, لكن لا تستطيع ان تأتي بقائد وفي مخلص ومحنك ومن ثم تمنحه ثقة وقيمة ومؤهلات اسم قائد بمجرد تكليفه او تشريفه بشارة قيادة لا طعم لها ولا لون ولا رائحة,,!!
صالح النعيمة كان بقيادته لفريقه الهلال ومنتخب وطنه كما الظاهرة التي ما زالت عالقة في أذهان السعوديين,, وغياب لاعب بهذا الحجم لابد ان يترك وراءه فراغا معنويا ونفسيا لا يمكن تسديده هكذا بسهولة,, عاش الهلال بعد اعتزاله سنوات غير قليلة من الاحباط وانعدام التوازن واحيانا التوتر فنيا واداريا وجماهيريا,, كذلك افتقد المنتخب ملمح قيادته المليئة بالتفاني وقمة الوفاء والولاء وقوة الانتماء لوطنه.
عند اكتشافه قائدا وبعد اعتزاله عرفنا القيمة الحقيقية والأدوار الصعبة والمهمة للقيادة,, فكان بالفعل مدرسة خاصة دائما ما تذكر بالخير وضرورة الاقتداء بها كنموذج لكل الأزمنة وسائر الأجيال,, وهو مثال حي لوعي ممارسة الكرة وجدوى الالتحاق بها,.
الأكيد ان اختيار صالح النعيمة لاعبا للقرن لا يعني بالنسبة لنا اعلان موجة الأفراح والليالي الملاح,, يعني لنا انصافه وايضاح جملة من المعاني الجميلة التي نحلم بتوفرها في زمن كروي صعب وفقير كهذا الذي نراه اليوم,,!!
هنا لا يمنع من القول ان مكونات صالح القيادية وسمات شخصيته الكروية من المفترض ان تبقى كما هي ولا تخترق مجالاً آخر,, وحسبي انها قاعدة مألوفة لدينا تشير الى ان الناجح في مجاله الواحد بإمكانه ان ينجح ويثري كل المجالات الأخرى,, ولكي نكون صادقين مع انفسنا ومع صالح لابد من توضيح ذلك الخطأ في التقدير الذي ارتكبه بحق ذاته عندما اقتحم المجال الاداري ليس لانه لن يحقق نفس النجاح وانما من اجل ان تبقى شخصيته ماثلة لا تؤثر عليها عوامل الرياح المتقلبة والاجواء المتغيرة,,!!
* شكرا لمن اكتشف صالح النعيمة قائدا بارعا وفارسا لا يشق له غبار,, شكرا لمن انصفه واختاره لاعب القرن الأوحد بلغة الحقائق والأرقام وأشياء أخرى ربما نحتاج قرناً آخر لنتمكن من استيعابها بعقول لا تعرف الزيف والخداع والايذاء,,!!
عبدالله العجلان