جاء بيان الاتحاد السعودي واضحا ويثبت بما لا يدع مجالا للشك ان قرار تأجيل دورة الخليج كان قرارا جماعيا وجاء بعد خيارات عدة تقدم بها الاتحاد السعودي تقضي باقامة الدورة في زمن قريب جدا من زمنها الاصلي، الا ان جميع هذه الخيارات ووجهت بالرفض من قبل الاتحادات الخليجية.
ولكن المأخذ الوحيد على هذا البيان انه صدر متأخرا وبعد ان نجحت بعض الجهات في تحقيق اهدافها من خلال الحملات الاعلامية المتلفزة التي بثت الى انحاء العالم من خلال القنوات الفضائية، فهل يصل هذا البيان الى جميع من استمع الى البرامج التي خصصت لهذا الغرض وبثت بعد اتخاذ قرار التأجيل مباشرة؟ اعتقد بان الجهة الوحيدة التي ستهتم بهذا البيان هي الصحافة السعودية, ونحن لا ننتظر بيانا ليوضح لنا حرص الاتحاد السعودي على دورة الخليج وعلى الروابط الخليجية والعربية, اما من حقق مآربه من خلال حملته الاعلامية ضد الاتحاد السعودي فسيتجاهل اعلان هذا البيان وان فعل فسيكون بطريقة لا تسمح له بالوصول الى الكم الاكبر من المشاهدين.
السؤال الملح هو: لماذا لم يعقد الاتحاد السعودي مؤتمرا صحفيا بعد انتهاء اجتماع الاتحادات الخليجية لتوضيح الامور الى الاعلام الخليجي؟ لتكون الحقيقة ماثلة للعيان ويمنع الاعلاميين والعامة من التأويل الذي استخدمه بعضهم في الهجوم على الاتحاد السعودي.
ولماذا لم يصدر الاتحاد السعودي بيانا صحفيا بعد الاجتماع مباشرة يحدد فيه موقفه الرسمي لكي يقطع على المشككين السبل في النيل منه؟
لقد بدأت احدى القنوات الفضائية في الترويج لبرنامج خاص عن تأجيل دورة الخليج، ألم يتنبأ الاتحاد السعودي بما سيقال في هذا البرنامج خصوصا وقد كان واضحا للعامة انه سيكون موجها ضد الاتحاد السعودي وسيعمل على تأليب مشاعر الشعب الخليجي على كل ما هو سعودي؟
واخيرا فاني اعاتب الاخوة الصحفيين الذين جعلوا جل اهتماماتهم منصبة على التعصب الداخلي وتجريح بعضهم البعض على صفحاتهم المحلية وتواروا تماما عن الانظار عندما استدعى الامر التدخل للدفاع عن الاتحاد السعودي واستثني منهم الصحفي آل الشيخ الذي دافع عن وجهة النظر السعودية.
وأخيرا من المفترض ان يكون لدينا مرجع اعلامي تناط به مهمة الدفاع عن الافكار المضللة والهدامة التي يهدف من خلالها محاربة السعودية وتشويه صورتها في مختلف الميادين امام العالم العربي,, واعتقد ان هذه المرجعية لن تنال نصيبها من النجاح دون ان تكون مزودة بمفاتيح النجاح التي تتركز على الشفافية والدعم والحرية مع توفر المعلومة في وقتها وليس بعد ان يفوتها قطار الزمن.
نحن في زمن الاعلام الذي يستطيع ان يصنع من المهزوم بطلا ومن الجاهل عبقريا في بيئة تتلقي بمشاعرها لا بعقولها فالسيد هو من يستطيع اجادة لعبة الاعلام ويسخرها لمصلحته، خصوصا اذا كان يعتمد على قاعدة صلبة من المبادىء والقيم الاسلامية والعربية كحالنا نحن.
عبدالله آل بوعينين
الجبيل