عزيزتي الجزيرة
فقد اطلعت على ما خطه يراع الاستاذة فوزية الجارالله في العدد 10023 بتاريخ 3/12/1420ه عبر زاويتها (لا وقت للصمت) وبقدر ما شدّتني سطورها بقدر ما لفني حزن طويل على ما آل اليه حال شرائح كثيرة من مجتمعنا، وعند محاولتي تفسير المضايقات الذكورية (لا الرجالية) للأنثى وجدت ان اسبابه ترجع الى ضعف مراقبة الله عز وجل والتهوين من نظر الله للعباد وجوع عاطفي لم يسد جوعته المنافذ والوسائل الشرعية التي منحها الله للعباد، وحتى لا يغضب المراقبون فإن اسباب مثل هذه التصرفات المخزية هي:
أولا: ما يتعلق بالمرأة:
فالمرأة أمرها الشارع الحكيم بلزوم الستر وتجنب التبرج والبعد عن مخالطة الرجال الا عند الحاجة، والمتأمل في في واقعنا يجد (ولنجعل السوق مسرحا لفكرتنا) ان الغالبية العظمى من النساء قد خالفن اوامر الشارع فالعيون الكحيلة يبرزها النقاب الواسع، والبنت في السوق تلبس أبهى الملابس كأنها مدعوة الى حفلة عرس على ما في اللباس من مخالفات شرعية كالضيق او القصر والذي يبرز احيانا بقصد وبدون قصد من وراء العباءة، هذا خلاف العطور الفواحة، والتمادي مع الباعة بحاجة وبغير حاجة، واخيرا عدم دفاعها عن عفتها وكرامتها عندما تهان بكلمة خادشة للحياء، او رقم مرمي لبدء علاقة محرمة، فيتمادى السفيه حتى يحدث مالا تحمد عقباه.
ثانيا: ما يتعلق بالرجل:
فالرجل أولاً فرط بأعز ما يملك وهو جوهرته المكنونة سواء كانت زوجة او اختاً أو بنتاً فهو لا يحميها مما قد تتعرض له من إساءات عبر تركه لها دون مرافقة في المجتمعات المختلطة، فالرجل يترك المرأة في السوق لوحدها بين عشرات بل أحيانا المئات من الرجال الذي لا يخلو من سفيه لا يقدر للاعراض قدراً، ولا يخجل من الله ولا من خلقه، فلو كان محرمها معها لم يتجرأ المتجرىء.
ومن ناحية اخرى فإن السفيه الذي يتعرض لمحارم المسلمين لم يستجب للتحذيرات الشرعية: (النظر سهم مسموم من سهام إبليس) (يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة) وقول الله عز وجل: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم)وقوله تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن).
وغفل هذا المسكين عن أن تجاوزات الأعراض ديون لابد من سدادها ان لم يتب المخطىء، هذا قبل عقاب الآخرة (فالله عز وجل يغضب إذا انتهكت محارمه) كما جاء في الحديث، فمن يستطيع مقاومة غضب الله؟! رحماك ربنا رحماك.
ثالثا: ما يتعلق بالمجتمع:
فما انتشرت هذه المظاهر المؤذية إلا بعد ان اغفل الناس فريضة من فرائض الاسلام وهي (شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) فلو ان كل مسلم رأى منكراً من امرأة متبرجة أو رجل مستهتر أنكره ونصح لله لم نجد هذا السُعار المحموم في اسواقنا وفي اماكن التجمعات، لاسيما وأن الانكار باللسان بالحكمة أمر مقدور عليه من قبل معظم الناس قال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) فاين إنكار المنكر ايها المسلمون؟!
رابعا: ما يتعلق بالجهات المسئولة:
وها هنا تذكير لكل جهة أمنية بوجوب القيام بواجباتها خير قيام فالامن الأخلاقي هو احد اهم المطالب الامنية، وإذا كان الرجل المعني بحفظ الأمن يمر على الموقف الآثم (موقف المعاكسة للمرأة) دون اتخاذ إجراء حازم، فإن الأمور ستتأزم والسفهاء سيجترئون كما هي جرأتهم بعد المقابلات الكروية الكبيرة، حين نجدهم يضايقون الجميع دون اعتبار لرجال الأمن مع الأسف الشديد، وإن من الناس من لا ينفع معه الا الحزم والعقوبة.
وأخيراً أسأل الله عز وجل ان يوفقنا لاجتناب ما لا يرضي، وأن يحفظ أعراضنا وأعراض المسلمين، وأن يرد سفهاءنا الى رشدهم، وأن يجنب بلادنا كل ما يسيء الى الدين والخلق والعفة.