الفرح تفشانا من الوريد الى الوريد ومن هامتنا الى مخمص قدمنا وهنأ بعضنا وبارك بعضنا لبعض عندما اعلنت وزارة المعارف اسماء المعلمين الذين تمت الموافقة على نقلهم من المستوى الخامس الى المستوى السادس بعد حصولهم على (الماجستير) وعددهم 392 معلما كان ذلك على متن جريدة الجزيرة ذات العدد 10022 فلو رجعنا البصر كرة وكرتين ومرة ومرتين الى تلك الاسماء الذين نغبطهم ولا نحسدهم ونفرح لفرحهم ونسر لسرورهم ونسأل الله ان يزيدهم لوجدنا ان اغلبهم مشرفون تربويون او رؤساء اقسام في الادارات التعليمية وان المعلم فيهم نادر ندور الشعرة البيضاء في الثور الاسود, وان هؤلاء قد قدمت لهم الادارات التعليمية التسهيلات والمساعدات على طبق من ذهب منذ ان وطئت اقدامهم التدريس واروقة المدرسة فاختارتهم مشرفين تربويين ولم يمض عليهم او على بعضهم الا عام او عامان وفرغتهم تفرغا كليا او جزئيا وفتحت لهم القلوب قبل الابواب وشرعت لهم ابواب التسهيلات على مصاريعها فصارت لهم نعم العون ونعم السند ونعم الصديق والرفيق, ثم ان نسينا ما نسينا فلن ننسى ان معظم الادارات التعليمية جعلت التفرغ الكلي او الجزئي حكرا على المشرفين التربويين وعلى العاملين في اروقة ادارة التعليم، اما المدرسون الذين هم على رأس العمل فكانوا نسيا منسيا ولا نسمع لهم حسا لدى ادارات التعليم فيما يخص مواصلة الدراسة والحصول على المستوى السادس, اما المعلمون الذين امضوا في المستوى الخامس سنين عددا ومضى عليهم حين من الدهر وخبراتهم تفوق اعمار اولئك او تنقص شيئا قليلا ولديهم الرغبة والشوق والاشتياق الى الحصول على المستوى السادس فقد اجحفت الادارات التعليمية والوزارة في حقهم اقولها ورزقي على الله حيث طلبت منهم المستحيل وغير الممكن الا بحبل من الوزارة او الادارة حيث اشترطت للانتقال من المستوى الخامس الى المستوى السادس الحصول على (الماجستير) وقد اغلقت عليهم ابواب مدارسهم وباحكام, فلم تتح لهم اي فرصة او اي بارقة خير من التفرغ او شبه التفرغ الجزئي، بل ضاعفت الاحمال على كواهلهم في مدارسهم ففي كل يوم لقاء تربوي, وفي كل عام هناك دورة تنشيطية لا تسمن ولا تغني من جوع وفي كل يوم يحمل الينا البريد قرارا او تعميما يزيد عملنا عملا وحملنا حملا يفوق حمل البعير سواء كان ذلك نشاطا منهجيا او لا منهجيا لا فرق بين معلم قديم ومعلم حديث عهد بالتعليم اللهم الا أن الاول حجبت عنه العلاوة السنوية منذ سنين طويلة ولولا معرفتي ان بعض الظن اثم لقلت هذا من عمل المشرف التربوي حتى لا ينافسه المعلم,
فيا ايتها الوزارة عندما اشترطتم الحصول على (الماجستير) للحصول على المستوى السادس هل جعلتم له طريقا ولو يبسا او وعرا وما سلكناه او جعلتموه ممكنا لا مستحيلا وما تبعناه؟ نعم نقولها بالفم الملآن : نحن نرغب ونطمع في الحصول (على الماجستير) فكيف السبيل واين الطريق؟ نعم عندنا رغبة في تخطي الصعاب وان عملنا الى الاذقان ولكن جميع الابواب موصدة امامنا نحن المدرسين الذين امضوا في المستوى الخامس حتى شابت مفارقهم واحدودبت ظهورهم وقل جهدهم ونأت بهم الدار الى مدارس نائية عن مدينة الرياض حتى في الاتصال بالاهل يقال لنا: (من فضلك اعد المكالمة مرة ثانية لقد تعثرت مكالمتك),وصرنا في المستوى الخامس مثل حصان الناعورة يدور حول نفسه حتى يصيبه العطب في مكانه فيعطب ثم يهال عليه تراب النسيان ومع ذلك لا يزال أمامنا امل ولا نزال نرجو ان يكون لهذا الليل اخر فلقد قال وكيل وزارة المعارف للتعليم في مقدمة قرار التعيين لزملائنا في نفس جريدة الجزيرة ونفس العدد ما نصه: (ان اهتمام الدولة رعاها الله بالمعلمين نابع من مكانتهم العليا في المجتمع ورسالتهم النبيلة التي يتشرفون بحملها) وان غداً لناظره لقريب.
عبدالرحمن سلمان الدهمش
ثانوية الملك سعود بالدلم