كفانا طلاق يا شباب هذا المجتمع! عبدالعزيز بن محمد الزير |
لفت نظري وأنا اتصفح احدى الصحف اليومية الصادرة في المملكة العربية السعودية خبر يحز في نفس كل مواطن مفاده: أن هناك خمس عشرة حالة طلاق يومياً في مدينة الرياض مع تأكيد رئيس محكمة الضمان والأنكحة بمدينة الرياض ان عدد المتقدمين للمحكمة يومياً بطلب الطلاق أكثر من ثلاثين حالة، وأن نصف هذه الحالات فقط تتم معالجتها وحلها داخل المحكمة بأسلوب الاقناع والنصح والإرشاد والتذكير بالمساوئ المترتبة على هذا القرار هذا خلاف ما يحدث لدى الفروع الأخرى في المملكة أو التي تحدث نتيجة خلاف حاد لا يمكن حله إلا عن طريق الفسخ لدى المحاكم الكبرى, مما أثار هذا الخبر حفيظتي وحافزاً للحديث عن بعض الأساليب والتصرفات التي تصدر من بعض الأزواج والزوجات أو أقاربهما بعد الزواج أو قبل عقد النكاح والتي من السهولة بمكان حلها وعلاجها أو عدم القبول بها قبل تفاقمها واستمرار تبعاتها الخلافية بينهما لتنتهي بأبغض الحلال عند الله.
فعلى الرغم من تمتع الكثير من الأزواج والزوجات في بلادنا حفظها بوافر من الثقافة الدينية والحرص على تطبيق ما جاءت به الشريعة الإسلامية من تعاليم وتوجيهات تتعلق بالحياة الزوجية المثالية والمستقرة، إلا أنه وللأسف الشديد نجد ونلاحظ أن البعض منهم وفي غمرة النسيان والتسرع والغضب واللامبالاة ينسى ويتناسى كل ذلك ليتلفظ ويطلق بسرعة الصاروخ كلمة طالق على زوجته ويتجه بأقصى ما لديه من سرعة إلى احد فروع محاكم الضمان والأنكحة المنتشرة في مناطق المملكة لفسخ عقد النكاح.
من هذا المنطلق وتحسراً على تزايد مثل هذه الحالات في الآونة الأخيرة في بلادنا والحرص على استقرار الحياة الأسرية ودوامها والخوف من تفكك بعض الأسر وتشتت الأطفال الفكري والذهني والنفسي والاجتماعي وتكالب المشاكل عليهم من كل جهة، سأتطرق من خلال هذه المقالة إلى بعض الأسباب والأمور التي أرى أنه من الممكن تلافيها بعدم الاقدام عليها أو حلها بكافة الطرق الودية والتجاوز عن بعض ما فيها من مصاعب ومنغصات قبل استفحالها واعتبارها مشكلة لا يمكن حلها الا بالطلاق وهي:
الزواج غير المتكافئ بين الزوجين من الناحية العمرية أو الفكرية أو التربوية أو الثقافية، والذي يخلق في بعض الأحيان العديد من المشاكل التي لا يمكن حصرها وحلها إلا بتنازل احدهما عن الآخر فيما يتعلق بهذا التفاوت واحتساب الأجر عند الله والصبر على ذلك مع الأمل بتحسن الأوضاع وتبدلها إلى الافضل.
عدم وعي الكثير من الأقارب أو الجيران أو المعارف للمشاكل التي ربما تحدث بعد الزواج وربما تصل إلى الطلاق عند اعطائهم صورة مغايرة تماماً لواقع وحال الشخص الذي تقدم لخطبة فتاة ما بعدم ذكرهم لسلوكياته وتصرفاته كما هو واقعه الحالي، حتى يكون أمام الفتاة وأهلها الخيار إما القبول به أو الرفض والرضا بالواقع.
تزويج بعض الأهل أبنائهم قبل اكتمالهم ونضوجهم ثقافياً وعقلياً وقلة معرفتهم بأهمية الزواج في حياتهم وحياة من يريدون الارتباط به من بنات الناس، مما يجعل التفاهم بين كل منهما صعباً للغاية.
تزويج بعض الأهل من ذوي الدخل المحدود أبنائهم قبل تكوين قاعدة مادية لهم كوظيفة أو عمل أو تجارة يستطيع من خلالها توفير كافة المستلزمات الضرورية التي يحتاجها المنزل أو الزوجة، مما يجعله غير قادر على تحمل مسؤوليته أو من يعول، ليضطره ذلك الوضع في كثير من الأحيان لطلب ثمن حليب الطفل أو بنزين السيارة أو حتى الخبز والبيض من جيب الوالد.
عدم وجود الثقة لدى بعض الأزواج بأنفسهم في اتخاذ القرارات الخاصة بحياتهم الزوجية مما يجعل أمر الطلاق والزواج بعد الله بيد أحد الوالدين أو كلاهما بحسب أمزجتهما أو تفكيرهما.
تسلط بعض الأزواج على زوجاتهم بالضرب أو السباب لأتفه الأسباب وعدم قبولهم أو تقبلهم أو خلقهم أي عذر يغفر لهن ما بدا مهما كانت الظروف، مما يجعل حياة الزوجة في قلق وخوف مستمرين.
تبجح بعض الأزواج وتهاونهم في كل مكان ومناسبة بلفظ طلاقه لزوجته وتكراره ذلك غير مدرك خطورتها على حياتهما وحياة أطفالهما، لأن الطلاق من الأمور التي مزحها جد وجدها جد.
استعجال بعض الأزواج بمعاقبة الزوجة بالطلاق عند مخالفتها لأمر من الأمور المادية البسيطة دون التعقل والنظر إلى تلك العواقب الوخيمة التي يحدثها مثل هذا القرار التعسفي الجائر في كثير من الأحيان.
وأما ما يتعلق بالزوجة فهناك أيضاً بعض الأسباب والأمور والتصرفات التي تمارسها تجبر بعض الأزواج ممن لا يستطيع حل مشاكله بنفسه أو الاستعانة بأهل الحكمة في حلها إلى اتخاد قرار الطلاق نذكر منها على سبيل المثال:
غيرة الزوجة العمياء التي ليس لها أي أساس من الصحة في واقع حياتهما,, مما يجعل الحياة معها صعباً للغاية.
تعالي الزوجة على زوجها، وخصوصاً ممن تحمل شهادة أو وظيفة أعلى من زوجها، أو ربما وضع أهلها المادي يفوق وضع زوجها.
تقليل الزوجة من شأن زوجها في كثير من المناسبات العائلية أو الاجتماعية.
عدم ابداء الزوجة الشكر والثناء والعرفان لزوجها على ما يقدمه لها ولأطفالها من عطايا أو هدايا أو مشتريات، وربما تقابل ذلك بنفس شينة وبالتعليق غير المناسب على ذلك مثل يا شين هاللون اختي جايبه أرخص منه رجعه بس تدري أبعطيه الشغالة لو أنك ما جبته كان أحسن هذا المكان ما هوب زين صراحة ما عندك ذوق .
كثرة خروج الزوجة من منزلها لزيارة أهلها أو قريباتها أو صاحباتها، وان آخر ما تفكر فيه هو الاستقرار في منزلها.
كثرة ما تردده أمام زوجها من لغط وصراخ وازعاج وتنكيد بشكل يومي ومستمر.
عدم اهتمامها بأطفالها والعناية بهم.
شعورها بالاكتئاب لإحساسها بأنها أقل النساء حظاً من غيرها، سواء من الناحية المادية أو النفسية أو الشكلية، لينعكس ذلك وبشكل سلبي على نفسية زوجها.
وصفها ومدحها باستمرار لفتاة أو أكثر ممن تعرف عند زوجها مما يولد لدى الزوج شعوراً بان هذه الفتاة أو تلك هي الزوجة المناسبة له.
قلة اهتمامها بشكلها ومظهرها أمام زوجها، والعكس عندما تنوي الخروج لمناسبة اجتماعية أو عائلية.
اعتمادها كلياً على الخادمة في تنظيم شؤون المنزل وتجهيز الأكل والعناية بالأطفال وركونها إلى النوم والراحة في أغلب الأوقات.
عدم مشاركة بعض العاملات زوجها في نفقات المنزل اذا كان من ذوي الدخل المحدود.
اهتمامها بعملها أكثر من اهتمامها بزوجها واطفالها، اذ تصبح لصيقة الدفاتر والتحضير والواجبات والاتصالات ليل نهار.
محاولة اظهار قوتها وتسلطها وجبروتها على زوجها في المنزل أمام الأطفال أو خارج المنزل عن طريق العناد أو كثرة الأوامر أو التأفف أو اللاءات.
عدم وجود الرومانسية المطلوبة بين الزوجين في تعاملها مع زوجها.
كثرة زعلها وخروجها لمنزل أهلها لأتفه الأسباب، وتدخل أهلها بشكل مستمر في حياتهما ومشاكلهما.
عدم معرفتها بأنسب الأوقات للمناقشة والحوار مع زوجها.
انصراف اهتمامها كلياً لتربية اطفالها والعناية بهم، وطرح اهتمامات زوجها وراحته جانباً بحجة عدم توفر الوقت.
كثرة سخطها وتأففها من أعز الناس لدى زوجها مثل والدته أو والده، وعدم احترامها لهما، اضافة إلى عدم مراعاتهما لظروفهما الصحية أو النفسية لكبر سنهما.
محاولة احباط معنويات زوجها لممارسة أي عمل أو مجال يعود عليهم بالنفع، من خلال ما تردده وتقوله له مثل: عسى ما يحسدونك ترى الناس عينهم عليك ارحم نفسك، ترى العمر يفنى والشغل يبقى ترى كل اللي تسويه ما راح يقدم ولا يؤخر .
كثرة طلباتها الخاصة التي لا تنتهي، بحجة ألاّ يبقى معه مال متوفر في البنك كي لا يقترن بأخرى غيرها.
متابعتها باستمرار آخر صرعات الموضة والملابس وإثقال كاهل زوجها بشرائها.
ختاماً أتمنى أن أكون قد وفقت لايضاح بعض الأمور والسلوكيات الخاطئة التي تتخذ وتمارس من قبل بعض الأزواج والزوجات والأهل في مجتمعنا، والتي ربما تكون سبباً ودافعاً لاتخاذ هذا القرار ما لم تعالج وتحل بكافة الطرق المشروعة الممكنة, آملاً من كل زوج وزوجة يريدان الاستقرار في بيتهما والمحافظة على حياتهما أخذ الأمور دائماً بمنطقية وعقلانية وتروٍ ومراجعة للنفس مرات ومرات، واعادة النظر فيما يقوم به كل منهما تجاه الآخر من سلوكيات وتصرفات خاطئة لتصحيح ما يمكن تصحيحه والتغاضي عن البعض لإجبار كل منهما الآخر على الاحترام والتقدير للعيش عيشة سعيدة، وذلك تمشياً مع ما أمرت به شريعتنا الغراء من وجوب الاحترام المتبادل بين الزوجين وطاعة الزوج فيما يرضي الله سبحانه وتعالى والتي قال عنها عليه أفضل الصلاة والتسليم: لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها حديث حسن صحيح, كذلك ورد عنه قوله صلى الله عليه وسلم كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته , متفق عليه.
|
|
|