أجمع كثير من المفكرين والأدباء والكتاب على أن مقاومة تيار العولمة ضرب من المستحيل، وأن العوم في اتجاه التيار هو الأسلم، وان طرق النجاة في ذلك هو التحصين، وإذا اتفقنا مع هذا الرأي جملة فإننا نتوقف عند التفصيل, ذلك لأن احداً من اصحاب هذا الرأي لم يبد لنا تصورا واضحا حول كيفية القيام بعملية التحصين.
وإذا اسندنا ذلك الدور الى البيت والمدرسة وهما أهم الركائز في العملية التحصينية، لوجدنا ان البيت اصبح مخترقا بفعل وسائل الاتصال المباشر وغير المباشر، حتى أمست الرقابة الأسرية في أضعف احوالها.
فمتى يتم البناء تمامه إذا كنت تبني وغيرك يهدم |
وأما المدرسة والجامعة فإنهما بحاجة الى خطة خاصة لتمكينهما من القدرة على المقاومة والتنشئة الصحيحة إذ لا يكفي التنظير والقول بعملية التحصين دون صياغة برنامج عملي شامل يمكن وضعه موضع التنفيذ، لا يقتصر على دور البيت والمدرسة بل يتعداهما الى كل أوجه الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإعلامية.
ونرى ان تشكيل (هيئة عليا) تضم عددا من العلماء والاقتصاديين والأمنيين ورجال الفكر والأدب وارباب التقنية الحديثة تتولى وضع سياسة شاملة للتحصين الذاتي والإشراف على تنفيذها، هو خير وسيلة للاستفادة من إيجابيات العولمة وتوظيفها لخدمة ديننا وقضايانا وكذلك حماية المجتمع من إفرازاتها السلبية,.