هذا ديوان شعر للشاعر الشاب المتمكن محمد بن عبدالرحمن المقرن, وقد لا يكون معروفا لكنه مشهور عند اهل الصلاح والتقوى,, والمنافحين عن دين الله والداعين الى التفكر في الآخرة قبل الدنيا,, سمعت له قصيدة يلقيها امام الشيخ عبدالعزيز بن باز فبهرني حسن الالقاء وشدني صدق مشاعره وغيرته على دينه ومحبته لاهل الفضل الصادقين مع الله,, وانت تستمع اليه تحس انه يتألم كثيرا ويشفق على شباب بلاده, وانه يود لو ان السفينة تمشي رخاء في بحر الهداية والاستقامة, وتمنيت بعد سماعي لقصيدته تلك ان لو عرفت عنه اشياء اخرى, فشاء الله سبحانه ان يوصلني اليه من اقصر الطرق حيث انني اعرف والده الاستاذ عبدالرحمن المقرن وهو مدرس تقاعد اخيرا وتفرغ للعمل الزراعي, وفوجئت به يقول: ما سمعت قصيدة محمد التي القاها امام الشيخ ابن باز, وكأن شيئا وصل ما هو منقطع,, ووصلني اخيرا ديوانه المعنون مليكة الطهر ويقصد بها ام المؤمنين الصديقة بنت الصديق زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها,, والعنوان هو لاحدى القصائد داخل الديوان,, قالها مساهما في نفي الخنا عن احدى الفاضلات في الاسلام وداحضا لاقاويل اهل الافك يقول,.
بشراك يا اماه بشراك هيهات يخلد إفك أفاكِ بشراك آيات نرتلها تجلو هموم البائس الباكي افدي دموعك رفة نزفت تبدي المواجع من حناياك |
ثم يقول:
امليكة الطهر التوى قلمي عن وصف مالكة واملاكِ علم وفضل عفة وهدى سبحانه كالبدر سواكِ ما مت لا,, ما زلت عائشة بالعلم كنت كما مسماكِ اماه ما زال النفاق بنا لو ابصرَته اليوم عيناكِ كم بيننا من مرجف,, ولكم من حاقد وغدٍ وافّاك لا ليس شرا ما يحاك لنا فالله فوق الحائك الحاكي لا ليس شرا انه لرؤى خير, فبشرانا وبشراكِ |
وهو في الابيات الاخيرة يصور واقع المسلمين الآن وتفرقهم واندساس مدعي الاسلام بينهم,, اما في قصيدته زحام الاجسام فهو يبدع ويتقطع اسى وحسرة على واقع الاسلام,, يقول:
قد جئت اقذف بالقصائد حسرتي لما غلت في قلبي الآلامُ شعري جواد لست املك وقفه ما للقصيد بقبضتيَّ,, خطامُ خرجت حروفي راعفات تشتكي من خاطر فتكت به الاسقامُ |
ثم يقول عن بعض المتأثرين بالغرب من ابناء المسلمين.
كم موفدٍ للغرب جاء لأمتي بحضارة يصحو بها وينامُ قد جاء والاعجاب يملأ قلبه بل جاء يملأ قلبه الاجرامُ |
وهذه القصيدة بحق رائعة وهي مصورة لواقع بعض المتعاملين من شبابنا والذين تأثروا بالغرب وافكاره هي جديرة بالحفظ وليس القراءة,, واخيرا اورد له بيتا فيه حكمة رائعة تدل على انه شاعر اصيل ومتمكن قوله:
تخيروا من بنات الفكر طاهرها لما تقولون ان العرق دساس |
وهو تضمين جيد وقد قدم للديوان فضيلة الشيخ سعود الشريم والاستاذ الدكتور ابراهيم ابو عباة.