*واشنطن ا ف ب
دعا الرئيس الامريكي بيل كلينتون امس الصين الى التخلي عن تهديداتها ضد تايوان واكد انه ارسل الى الكونغرس مشروع القانون الذي يضمن لبكين علاقات تجارية طبيعية دائمة مع الولايات المتحدة.
وقال كلينتون في كلمة القاها في جامعة جونز هوبكينز في واشنطن، ان مسائل احترام حقوق الانسان والحد من انتشار اسلحة الدمار الشامل والعلاقات بين الصين وتايوان يجب ان تحل سلميا بالاتفاق مع الشعب التايواني ، لابد من التخلي عن التهديدات والعودة الى الحوار بين الصين وتايوان.
واوضح انه ارسل الى الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون، مشروع قانون يضمن لبكين علاقات تجارية طبيعية دائمة مع الولايات المتحدة وطالب بالموافقة عليه في اسرع وقت ممكن.
واضاف ان رفض هذا القانون سيشكل خطأ تاريخيا لان هذا الرفض لن يحرر اي سجين في الصين ولن يساهم في ايجاد وظائف في الولايات المتحدة ولن يطمئن ايا من حلفاء اميركا في آسيا ,واوضح ان هذا الرفض لن يؤدي سوى الى تعزيز سلطة العناصر الاكثر تشددا والمعادية للديمقراطية بين اعضاء الحكومة الصينية .
واعتبر كلينتون ان منح الصين هذا الوضع هو امر لامفر منه من اجل اقرار اتفاق تجاري ثنائي تم التوقيع عليه في تشرين الثاني/ نوفمبر ويحدد شروط انضمام بكين الى منظمة التجارة العالمية, وسيتيح هذا الوضع للصادرات الاميركية بالدخول بحرية اكثر الى السوق الصيني الواسع.
واوضح كلينتون ان المشكلة الرئيسية تكمن هذه المرة في صفوف الديموقراطيين.
ففي حال حصل مشروع القانون على تأييد اغلبية بسيطة في مجلس الشيوخ، يبقى مصيره في مجلس النواب غير مؤكد لأن نصف النواب الديموقراطيين يعارضون.
واكد كلينتون ان هذا القانون يصب في المصلحة القومية للولايات المتحدة، موضحا ان انضمام الصين الى منظمة التجارة العالمية سيضع بعد فترة هذا البلد على الطريق الصحيح .
واضاف ان الصين تحرر قدرات شعبها بقدر ما تحرر اقتصادها ، مشيرا الى ابداع الشعب الصيني وقدرته على المبادرة وخياله وطريقته المميزة في ادارة المؤسسات .
واوضح انه عندما لايملك الناس فقط حق الحلم بل القدرة على تحقيق احلامهم ايضا، فانهم يطالبون باصرار اكبر على ان تكون لهم كلمتهم .
واشار كلينتون الى ان الولايات المتحدة لاتريد ان تملي على الصين سلوكها ولكن بامكانها بالمقابل التأثير والمساعدة على السير في الطريق الصحيح , واضاف اذا تخلينا عن ذلك فان ذلك سيدفعها الى الطريق السيىء .
هذا وعلى الصعيد الصيني اعتبر عسكريون صينيون بمناسبة انعقاد الدورة السنوية للجمعية الوطنية الشعبية، انه على الجيش الصيني ان يستعد بنشاط لنزاع مع تايوان.
وذكرت صحيفة الجيش ان اثني عشر مندوبا دعوا ، في اجتماع ترأسه وزير الدفاع شيء هاوتيان الى استعدادات ناشطة ودقيقة من اجل كفاح عسكري ضد تايوان, ولكن الصحيفة لم تحدد هويات هؤلاء المندوبين.
وقال رئيس اركان الجيش الجنرال فو كوانيو محذرا (اذا كانت القوات الداعية الى الاستقلال تسعى الى تقسيم البلاد فاننا سنضطر الى اتخاذ تدابير اكثر جذرية .
واضاف ينبغي الاستعداد وبذل جهد كبير من اجل الكفاح العسكري ,ودعا الجنرال فو ايضا الى تعميم معرفة استخدام التكنولوجيا المتطورة في الجيش .
وقد وجهت بكين خلال الاسابيع الاخيرة تحذيرات شبه يومية الى المرشحين الرئيسيين لانتخابات 18 آذار/ مارس الجاري في تايوان التي تعتبرها الصين مقاطعة متمردة منذ فرار القوميين اليها في 1949.
وتخشى الصين ان تؤدي الانتخابات الى تعزيز دعاة الاستقلال التايوانيين الذين يريدون التنكر لمبدأ الصين الواحدة على الرغم من انه ليس بين المرشحين من يرغب في اجراء استفتاء حول الاستقلال.
واعرب الرئيس الصيني جيانغ زيمين امس عن ثقته بالتوصل الى توحيد الجزيرة مع الصين بوسائل سلمية بعد ان كان قد تحدث السبت عن تدابير جذرية ضد تايوان.
وردا على سؤال عن احتمال حصول تدخل دولي في حال نشوب نزاع، قال جيانغ ان الصينيين لم يخافوا يوما من الارواح الشريرة .
ويشكك الخبراء الغربيون من جهتهم بقدرة الصين على الخروج منتصرة من نزاع مع تايوان التي يمتلك جيشها اسلحة غربية متطورة.