* عرفت قبيلة الزبيدة السودانية منذ القدم احترام المرأة وتقدير مكانتها، فالمرأة ليست مجرد زينة في اطار القبيلة ولكنها فاعلة ومشاركة في كافة جوانب الحياة ويعود اليها عند كل قرار فعندما يقوم الرجل باعداد وتجهيز بيته الذي هو عبارة عن خيمة من شعر الابل لابد ان يخصص فيه جزءا منفصلا للنساء حتى تشعر المرأة بحريتها بعيدا عن عيون الرجال الغرباء.
وهناك قانون خاص بالمرأة يسري على الرجال وخصوصا عند الزواج فمن حق الرجل ان يتزوج بمن يشاء من النساء وهذا لا يعد ظلما للمرأة الزبيدية ولكن احتراما لها وخوفا عليها من ان تقع في ايدي غرباء لا يقدرونها حق قدرها.
والزواج عادة يتم داخل الاسرة الواحدة ولكن في حالة مخالفة ذلك يدفع الرجل مبلغا من المال لكل من يعترض على ذلك من الاسرة وهذا ما يعرف لدى افراد القبيلة ب(قفل الخشم) اي الفم,, والمرّأة حرة ان تختار شريك حياتها ولا يفرض عليها زوج بعينه وفي حالة ان يتزوج زوجها باخرى فانه لابد ان يأخذ موافقتها ورضاها عن ذلك ويتم ارضاؤها عن طريق المال حيث يدفع لها مبلغا مماثلا لما يدفعه للزوجة الجديدة وهو غالبا ما يكون نحو خمسين الف جنيه سوداني وانه كلما تزوج باخرى يعطي الزوجة القديمة مبلغا من المال وهذا القانون القبلي قد حد كثيرا من الزواج بأكثر من واحدة.
المثقب والسروال
والزي لدى المرأة (الزبيدية) يمر بمراحل ثلاث فالبنت الصغيرة من ثماني سنوات ترتدي سترة صغيرة تسمى (المثقب) وبها بعض الزخارف من الصدف والفضة.
اما بعد الزواج فهي ترتدي (البرقع) وهو عبارة عن قماش ملون فيه صدف وقصدير وفضة وبعض السلاسل الذهبية وبه فتحة للعيون فقط ويعتبر (البرقع) علامة الزواج وهو كبير وتظل المرأة ترتديه حتى انجاب طفلها الاول ثم بعد ذلك يمكنها خلعه, اما بالنسبة للرجل فهو يرتدي (السروال) والجلباب الابيض في فترة ما قبل الزواج وبعد الزواج يرتدي (الصديري) بالاضافة الى الطاقية التي توضع على الرأس بطريقة محددة تعرف ب(لبسة الغزل).
ويعد اللون الاسود خاصا بالنساء فقط اما اللون الاحمر فخاص بالفتيات ولا سيما لون الطرحة, وترتدي النساء عموما (الملاية) او ما يسمى (بالدروع) التي تزخرف بالودع في الاطراف والمنتصف حتى تصبح ثقيلة.
وتحرص المرأة على ان تأخذ زينتها من الاساور التي تعرف بالحدايد وهي تصنع من الذهب او الفضة وتتميز بنقوش محلية جميلة وذلك بالاضافة الى (الحجول) الفضية التي توضع في مفصل القدم وهي خاصة بالمتزوجات فقط اما القلائد فهي للنساء كبيرات السن.
فوارس
ويعد السيف رمزا للرجولة والفروسية لدى الرجل الذي لابد ان يجيد استعماله من الصغر,, والفارس هو من يجيد مسكة السيف واللعب به خصوصا في رقصة (السيف) حيث تدور مبارزة وهمية بين الشباب امام الفتيات ولا سيما عندما يكون القصد منها اعجاب الحسناوات, يذكر ان قبيلة الزبيدة هم عرب رحل جاءوا الى السودان عبر البحر الحمر، واستقروا في جنوب منطقة (حلايب).