* الرحى من الادوات التراثية القديمة التي كانت سائدة في الماضي على زمن امهاتنا وجداتنا حيث كانت هي الوسيلة الوحيدة لطحن الحبوب الغذائية قبل معرفتنا لآلات الطواحين الحديثة وهي تندرج مع غيرها من الادوات الحجرية كالمنحاز والمجرشة والنقيرة وغيرها من متطلبات ذلك العصر قبل معرفتنا للوسائل الحديثة، كما سبق واشرت اذ ان اجدانا رغم صعوبة الحياة الماضية وقلة الامكانيات فقد قاموا بسد احتياجاتهم من خامات بيئتهم دون الحاجة الى المستورد وغير ذلك من هذه الادوات الحجرية التي وضحنا كل قطعة باسمها ورسمها في موضعها من هذه الموسوعة المتواضعة، والرحى تتكون من طبقتين الواحدة منها تسمى طبقة بكسر الطاء حسب اللهجة المحلية ومن اسماء اجزائها ايضا المنخاس, والقطب والتبرقة والمخفاف او المخفّة بتشديد الفاء اذ تختلف الاسماء باختلاف المناطق، والمخفّة بمثابة الميزانية للرحى فحسب وضع المخفة تعطي الرحى نوعية الطحين حسب رغبتهم.
وللرحى حرفي يقوم باعدادها بمهارة فردية وخبرة متوارثة وبآلات بدائية ومحدودة مثل الفرزة والهيب والقرعة والمنقار للنقش وغير ذلك, وفي صغري شاهدت النساء آنذاك وهن يقمن بالطحين على الرحى سواء في المنازل إذ بعض اصحاب المنازل يملكون رحى خاصة بهم والبعض الآخر من النساء يذهبن الى مكان عام يسمونه بيت الرحى وهو مكان بسيط ومتواضع ومستقل عبارة عن حجرة خاصة بهذه العملية تأتي النساء اليها لطحن مالديهن من القمح كل امرأتين تقومان بهذه العملية وهما متقابلتان على الرحى ويتناولان قطبها فيما بينهما بخفة وحركة جميلة لاتزال عالقة بذهني تتركه الاولى وتتلقفه الثانية ومن ثم يعود الى الاولى وهكذا دواليك,, ولهن غناء جميل يختلط بصوت دوران الرحى, من هذه الاغاني:
يا وخيتي قطبي الرحى نطحن العيش نطحن زهاب مرك بين الاشده |
ومن هذه الاغاني ايضا:
البارحة ونيت انا عشر ونات والحادية منها الجبال ارجفني |
ومن هذه الاغاني:
شرب على غير الضما يجرح الكبد وحب على غير الموده بلاوي |
وغير ذلك كثير من هذه الاغاني الهائمة وضحناها بتوسع في الجزء الرابع من هذه الموسوعة معد للطبع ان شاء الله.