Friday 10th March,2000 G No.10025الطبعة الاولى الجمعة 4 ,ذو الحجة 1420 العدد 10025



من حج فرضه يقضب أرضه
حمد بن عبدالله القاضي

** لم أجد أبلغ تأثيرا وايصالا للفكرة أو الدعوة التي أريد أن أكتب عنها أبلغ من هذا المثل فهو كما يقول الفقهاء جامع مانع.
ولقد استمعت الى هذا المثل قبل بضع ليال من أحد حكماء هذا الوطن وقادته في دارة عزيز كريم.
كان الحوار يدور حول موسم الحج وكثرة الحجاج وضرورة تعاون المسلمين جميعا وتوعيتهم سواء كانوا سعوديين أو غيرهم في عدم تكرار الحج لأنه مهما كانت الامكانيات الموفرة فإن هناك أمورا وعوائق أخرى تتعلق بضيق المكان، ووحدة الزمان، وأداء المشاعر في زمن واحد ومكان واحد مما لا يحصل في أي مكان بالعالم.
من هنا فإن الانسان ليعجب عندما يرى انسانا يفاخر بكثرة عدد مرات حجه أو عندما يقرأ ان هذا الحاج أو ذاك حج عشر مرات أو عشرين!
لا يدري مثل هذا الأخ المجتهد انه ضايق أو أخذ مكان من لم يؤد فريضة الحج وهو يؤدي نافلة.
ان بعض الناس يقول عندما تحاوره وتسأله لماذا تحج أكثر من مرة والله فرض الحج مرة واحدة لحكمة يعلمها؟ فتجده يجيبك: أنا شخص واحد ولن أؤثر في مكان أو زحام!
من قال لك هذا؟
ان الحجاج يتكون مجموعهم من أفراد,, وهؤلاء الأفراد هم الذين يشكلون الملايين.
***
** ان على الكتاب، وعلى العلماء، وخطباء الجمعة في المملكة وفي كافة أنحاء العالم الاسلامي ان يوعّوا الناس بهذه المسألة المهمة مشيرين الى زيادة أعداد المسلمين الذين يريدون أن يؤدوا الركن الخامس وليس الحج تطوعا، وان على المسلمين الذين أدوا فريضتهم الايثار واتاحة الفرصة لمن لم يؤدوا ركنهم وليس لمن يكررونه كنافلة.
إن الأجر ليس محصورا بالحج بل ان العشر الأوائل من ذي الحجة يحب الله فيها كل الأعمال الصالحة، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري:ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام .
ان الرسول صلى الله عليه وسلم حث وأشار الى ان التهليل والتكبير فيها هو من أفضل الأعمال الصالحة حيث قال في رواية الطبراني:ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب اليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشرة، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ولم يقل صلى الله عليه وسلم أكثروا من الحج بل خص التهليل والتكبير والتحميد.
وإن ميادين العمل الصالح كثيرة من صلاة وصيام وصدقة.
***
** وقد أعجبني كثيرا ذلك الاعلان الذي نشرته هيئة الاغاثة الاسلامية والذي ناشدت فيه المسلم الذي أدى فريضة الحج ويريد الحج تطوعا ان يتصدق لاخوته بالمال الذي ينوي أداء سنة الحج فيه وذلك لانقاذ ومساعدة المسلمين المحتاجين في مشارق الأرض ومغاربها.
وهل أعظم أجرا من انفاق المال لسد جوع أخ مسلم، أو كسوته من عري، أو علاجه من مرض، أو ارشاده في دينه.
إن ثواب مثل هذه الأعمال كبير عند الله، ألم يقل سبحانه:(الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
إننا نعلم كم يعاني اخواننا المسلمون في هذا العالم من مآسي الجوع والفقر والأمراض، وقد أوردت في مقالة نشرتها في شهر رمضان الماضي نماذج من مآسي اخواننا في بعض دول افريقيا الذين يموتون جوعا ومرضا ولا بواكي عليهم.
كشف الله ما بهم من ضر وجوع وذل وفاقه.
***
** وهنا أشير الى انه أمام زيادة أعداد المسلمين بحمد الله، وزيادة اقبالهم على الحج فرضا وتطوعا فإن خمس السنوات التي تم جعلها حدا لمن أراد أن يكرر الحج، أتصور أنه لو تمت زيادتها ما دام ذلك متعلقا بالتطوع لكان أمرا مفيدا جدا لسبب بسيط يجيب عليه هذا السؤال: هل الأولى والأهم بالحج من يريد ان يؤدي الفريضة أم من يريد تكرار الحج تطوعا؟!
انه هنا مطلوب الإيثار لا الأثرة.
ومن يرد الأجر يجده ان شاء الله في عشرات الأعمال الأخرى.
***
** وبعد,,!
نستشرف ان يكون حج هذا العام ناجحا بما يبذله هذا الوطن من امكانات كبيرة ليس على المستوى المادي فقط بل وبما يسخره المسؤولون من تفكيرهم وتخطيطهم وجهدهم ووقتهم بدءا من قيادة هذا البلد الى أصغر جندي عامل بالحج.
وإننا لمتفائلون ان شاء الله بالخطوات التي تتخذها وزارة الداخلية من أجل المزيد من نجاح الحج والتسهيل على المواطنين وسوف تسهم هذه الخطوات ان شاء الله عاما بعد عام في تحقيق المزيد من النجاح والتوفيق لموسم الحج.
***
** ولعلني أشير قبل أن أختم هذه السطور الى خطوة وزارة الحج الموفقة هذا العام في الزام المقيمين مثل حجاج الخارج بأن يكون حجهم عن طريق المؤسسات التي توفر السكن والمأكل والتنقل لكل انسان حسب طاقته,, ومثل هذه الخطوة سوف تخفف ان شاء الله كثيرا من السلبيات من الافتراش والتسول والزحام وعدم النظافة,, الخ
** تقبل الله من الحجاج حجهم وأعان قادة هذا الوطن وأبناءه لأداء ما شرفهم الله في خدمة بيته وحجاج بيته.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

محاضرة

شعر

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved