Friday 10th March,2000 G No.10025الطبعة الاولى الجمعة 4 ,ذو الحجة 1420 العدد 10025



في الهدف
ضحوا تقبل الله ضحاياكم
الشيخ / عبدالله بن صالح القصير

الحمد لله وحده أما بعد: فإن الاضحية شعيرة معظمة، وسنة مؤكدة في حق من يقدر عليها، وهي قربة جليلة، ونسك عظيم من افضل ما يتقرب به المسلمون الى ربهم يوم عيد الاضحى وثلاثة الايام بعده قال تعالى: (فصل لربك وانحر) وقال سبحانه: (ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الانعام) الآية.
ولقد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال: اقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة المنورة عشر سنين يضحي، ولما سئل - رضي الله عنه - عن الاضحية أواجبة هي؟ قال: ضحى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون بعده.
وجاء في فضلها مارواه الترمذي وحسنه عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ما عمل ابن ادم يوم النحر عملا احب الى الله تعالى من اهراقة دم وانها لتأتي يوم القيامة بقرونها واظلافها واشعارها وان الدم ليقع من الله تعالى بمكان قبل ان يقع على الارض فطيبوا بها نفسا، وروى ان النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الاضحية فقال: سنة ابيكم ابراهيم قالوا: مالنا فيها قال بكل شعرة حسنة) رواه ابن ماجه عن زيد بن ارقم، ورواه البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما انفقت الورق في شيء افضل من نحيرة يوم العيد.
ويكفي في فضلها ان الله تعالى جمع بين النسك والصلاة فقال تعالى: (قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) وقال تعالى: (فصل لربك وانحر) وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - كثير النحر كثير الصلاة وهما اجل ما يتقرب بهما المسلمون في امصار المسلمين يوم العيد.
والاصل في الاضحية انها قربة يتقرب بها المسلم الحي الى ربه يوم العيد، وينتفع الميت بالاضحية اذا اوصى بها من ثلثه، او تبرع بها وارثه له، او اشركه معه في اضحيته ، ولقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يضحي بالكبش الواحد عنه وعن اهل بيته وفيهم الاحياء والاموات ففي صحيح مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امر بكبش اقرن يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد، فأتي به ليضحي به فقال لها: يا عائشة هلمي المدية - يعني السكين -، ثم قال: اشحذيها بحجر، ففعلت، ثم اخذها واخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه ثم قال: بسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد وفي حديث ابي رافع عند احمد قال: فمكثنا سنين ليس لرجل من بني هاشم يضحي قد كفاه الله المؤنة - برسول الله صلى الله عليه وسلم - والغرم وعند الترمذي ، وابن ماجه، عن ابي ايوب - رضي الله عنه - قال: كان الرجل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحي بالشاة عنه وعن اهل بيته فيأكلون ويطعمون.
ولما كانت الاضحية شعيرة دينية ونسكا عاما في الامصار كان ذبحها افضل من التصدق بثمنها - ولو مع الحاجة - لما في ذبحها من اظهار الشعيرة ولأنه يمكن مواساة الفقراء بلحمها بعد ذبحها فيحصل الامران: الذبح والصدقة وهو عمل النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه الراشدين) فإنهم كانوا يضحون مع ما بالمسلمين في زمانهم من الشدة والفقر حتى ان النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحث اصحابه على الاضاحي ويأمرهم بتفريق لحمها على الفقراء وينهاهم عن ادخاره فوق ثلاثة ايام كما ثبت في الصحيحين عن سلمة بن الاكوع - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة وبقي في بيته من شيء فلما كان من العام المقبل قالوا: يارسول الله نفعل كما فعلنا في العام الماضي؟! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -كلوا وأطعموا وادخروا فإن ذلك العام كان بالناس جهد فأردت ان تعينوا فيها وثبت في الصحيح عن ابي سعيد - رضي الله عنه - قال ضحى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكبش اقرن فحيل يأكل في سواد ويمشي في سواد وينظر في سواد وفي الصحيحين عن انس - رضي الله عنه - قال ضحى النبي - صلى الله عليه وسلم - بكبشين املحين والاملح هو الذي فيه سواد وبياض والبياض اكثر، وفي المسند عن ابي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعا: دم عفراء احب الي من دم سوداوين والعفراء البيضاء بياضا ليس بالشديد قال الامام احمد - رحمه الله - يعجبني البياض .
ومن تأمل الاحاديث الواردة بشأن اضحية النبي - صلى الله عليه وسلم - وتوجيهه للأمة في ذلك تبين له انه ينبغي ان يجتمع في الاضحية اوصاف عدة هي: ان تكون كبشا من الضأن فحلا خصيا اقرن اعفر به سواد وبياض والسواد في فمه وعينيه وبطنه واسفل قوائمه وما سوى ذلك ابيض ليس بالبياض الخالص، وان يكون ثنيا، ويجزىء الجذع من الضأن ، وان يختار السمين العظيم الجسم فيجمع فيه السمن، وعظم الجسم، وجمال الصورة، وتمام السن.
ومما ينبغي: ألا يذبح اضحيته قبل صلاة العيد فمن ذبح قبل صلاة العيد فذبيحته غير مجزية بل هي ذبيحة لحم، فعليه ان يذبح بدلا عنها، ويمتد وقت الذبح الى غروب الشمس يوم الثالث عشر من ذي الحجة لقوله - صلى الله عليه وسلم - وكل ايام التشريق ذبح وكذلك ينبغي ان يباشر ذبح اضحيته بنفسه اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وان تكون الاضحية سليمة من العيوب، فإن ذلك من تعظيم شعائر الله ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب فلايكون فيها عور، ولا عرج ، ولا مرض، ولاهزال، ولاغير ذلك من العيوب ولذا امرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ان يستسمنوا الاضاحي وان يستعظموها وان يستبشروا القرن والأذن.
ومن اراد ان يضحي فلا يأخذ من شعره ولاظفره شيئا من دخول عشر ذي الحجة، حتى يذبح اضحيته لقوله - صلى الله عليه وسلم -: اذا دخلت العشر واراد احدكم ان يضحي فلا يمسن من شعره وبشره شيئا وفي رواية فليمسك عن شعره واظفاره وهذا خاص بمن يبذل عن الاضحية.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

محاضرة

شعر

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved