Friday 10th March,2000 G No.10025الطبعة الاولى الجمعة 4 ,ذو الحجة 1420 العدد 10025



الحج إلى بيت الله الحرام أهدافه وثماره
الشيخ / يوسف بن عبدالرحمن البرقاوي *

قال تعالى: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين .
فالحج فريضة من فرائض الله التي أوجبها الله على المسلمين الموحدين وهو أحد أركان الإسلام الخمسة التي بني عليها واستقام لقوله صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت متفق عليه.
قال ابن كثير في تفسيره، وقد وردت الأحاديث المتعددة بأن الحج أحد أركان الإسلام ودعائمه وقواعده وأجمع المسلمون على ذلك إجماعا ضروريا.
أهداف الحج كثيرة وآثاره ومقاصده الدينية والدنيوية والاجتماعية لا حصر لها ومن ذلك:
أولاً: طاعة الله وامتثالا لأمره في تلبية نداء الله على لسان نبيه وخليله إبراهيم عليه السلام لقوله تعالى: وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق الحج 27.
ثانياً: تعظيم شعائر الله بما فرضه الله جل وعلا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وتعبد المسلمين به لقوله تعالى: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب الحج 32.
والحج جامع لكثير من العبادات التي أوجبها الله على الحنفاء من المسلمين فهو يجمع بين العبادة القلبية المتعلقة بأمور العقيدة والإيمان بالغيبيات وبين العبادة المالية من ذبح القربان والوفاء بالنذور والانفاق في سبيل الله وبين العبادات البدنية من صلاة وصيام وطواف ووقوف بعرفة والمشاعر ورمي الجمار والدعاء والاستعانة والاستغاثة والخوف والرجاء وذكر الله إلى غير ذلك من العبادات التي يجمعها الحج كلها، قال تعالى: ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها واطعموا البائس الفقير ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق الحج 2829.
الكعبة رمز توحيد وهداية للبشرية
قال تعالى: وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود الحج 25.
وقال تعالى: إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين آل عمران 96.
وهكذا نعلم أن الكعبة المشرفة ولا تزال إلى أن يرث الله الأرض وما عليها فهي رمز توحيد الله في الأرض ونور هداية للبشرية جمعاء إذا هم آمنوا بالله واستسلموا له واستقاموا على دينه القويم واتبعوا مَلة إبراهيم حنيفاً ولم يشركوا بالله شيئاً وهذا هو المطلوب من العباد ولهذا خلقهم.
قال تعالى: قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين آل عمران95.
والاخلاص بالأعمال الصالحة لله تعالى شرط في قبولها عند الله, قال تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء لهذا فلا يدعى ولا يرجى إلا الله ولا ينحر ويذبح إلا على اسم الله تعظيماً لله وشكراً,, قال تعالى: قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين الأنعام 163.
ثالثاً: التعارف بين المسلمين والتعاون.
ومن مقاصد الحج هو التعارف بين المسلمين والتعاون على البر والخير والتكاتف والتآزر فيما بينهم وخصوصاً أهل الحل والعقد منهم من أمراء وعلماء وأصحاب الرأي والمشورة يلتقي المسلمون من جميع أنحاء العامل على مختلف لغاتهم وجنسياتهم وتباعد أقطارهم يجتمعون في مكة المكرمة وفي المشاعر المقدسة امتثالاً لله وتعظيماً لشعائره ابتغاء مرضاة الله وطمعاً في ثوابه ورحمته فعلى المسلمين أن يتراحموا فيما بينهم.
قال تعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير الحجرات 13.
فالحج في كل مظاهره ومواقفه وشعائره يدعو إلى توحيد الله وترسيخ العقيدة في نفوس المسلمين كذلك فالدين الحنيف يدعو أفراد الأمة وولاة أمورها إلى التعاون على الخير والبر ومساندة بعضهم بعضاً فالتعاون والتماسك والتكاتف قوة للمسلمين فالمؤمن قوي بأخيه إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، قال تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب المائدة 2.
ولا شك ولا ريب أن تحقيق التقوى في النفوس والسلوك والأعمال مع حسن النية وصدق العزيمة إذا تجلت هذه الظاهرة في المسلمين فإنها تشد أزرهم وتقوي شوكتهم فيشتد جانبهم ففي ذلك كرامتهم وعزتهم, ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى, متفق عليه.
قال حافظ إبراهيم شاعر وادي النيل:

إذا ألمت بوادي النيل نازلة
باتت لها راسيات الشام تضطرب
رابعاً: تعزيز رابطة الاخوة الإسلامية:
ومن أهداف الحج السامية توثيق رابطة الاخوة الإسلامية والتأكيد على تحقيقها والمحافظة عليها وذلك بتعزيز عراها وتقوية أواصر المحبة والمودة بين المسلمين فحري بضيوف الرحمن على جميع المستويات في هذا الموسم العظيم أيام الحج المباركة وهم مجتمعون بالمشاعر المقدسة وفي مكة قاعدة الإسلام التي تجمع الملايين من المسلمين وتكتظ بالمؤمنين الموحدين مكبرين وملبين وداعين الله ومتذللين وباكين وهم خاشعون لله رب العالمين فعليهم جميعا أن يخلصوا دينهم لله ويتمسكوا بحبل الله المتين ويحفظوا رابطة العقيدة والدين فيما بينهم كما أمر الله تعالى: إنما المؤمنون إخوة .
هذه الرابطة المتينة هي التي قضت على العنعنات الجاهلية التي كان يعتز بها الجاهلي قبل الإسلام وأنهت التعصب الممقوت والتحزب المذموم وجمعت شمل الأمة الإسلامية بعد تمزق وشتات وألف الله بين قلوبهم وبهذا كانوا إخوة متحابين متعاونين فعم الخير في البلاد وتحقق الأمن والأمان في ديار المسلمين وخيم الاطمئنان في المجتمعات كلها فلا ظلم ولا عدوان ولا اعتداء ولا سلب ولا نهب ولا قهر ولا قتل.
وقد وضع الإسلام أسس العدالة في الأرض يوم الحج الأكبر في حجة الوداع، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في منى يوم النحر فقال: فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا فأعادها مرارا ثم رفع رأسه فقال: اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟
قال ابن عباس رضي الله عنهما: فوالذي نفسي بيده إنها لوصيته إلى أمته فليبلغ الشاهد الغائب لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض متفق عليه.
المسلم في ميزان الإسلام
الأصل في المسلم أنه معصوم الدم والمال والعرض فلا يجوز سفك دمه ولا استحلال ماله ولا الوقوع في عرضه قدحا وذما وتشهيراً وأكد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع معلنا ذلك ومصرحا على رؤوس الأشهاد في أهل الموقف يوم الحج الأكبر, ولا يجوز سفك دمه ولا بحال من الأحوال إلا إذا ارتكب ما يوجب الحد أو القصاص فيقام عليه الحكم الشرعي, لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة , متفق عليه.
وقد توعد الله جل وعلا كل من استخف بحرمة المسلم وقدم على ازهاق روحه ظلما وعدوانا لقوله تعالى: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم وغضب الله عليه وأعد له عذابا عظيما فالحذر يا أمة الإسلام من الاستخفاف بحرمة المسلم والاعتداءعليه ولا بحال من الأحوال والإسلام شدد على حرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم وأكد على وجوب صونها وعدم الاعتداء عليها بحقنها.
خامساً: وحدة الصف وجمع الكلمة:
ومن أهداف الحج ومقاصده الجليلة تأليف القلوب ووحدة الصف وجمع الكلمة وذلك بالتضامن الأخوي الإسلامي فالأمة المحمدية وإن اختلفت أجناسها وتباينت لغاتها وتباعدت أقطارها فهي أمة واحدة شاءت أم أبت يجمعها القرآن الواحد والقبلة الواحدة والحج الجامع إلى بيت الله الحرام, قال تعالى: إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون الأنبياء 92 فالحج بجميع أفعاله وأعماله وفي كل مظاهره ومواقفه وشعائره يدعو إلى توحيد الله وحده لا شريك له وهو إفراد الله بالعبادة، فالحج دين توحيد ووحدة للمسلمين يتعاونون ويتضامنون كلهم لصالح الإسلام والمسلمين لا لأغراض شخصية ولا لأهداف مرجوة ولا لغايات دنيوية، فالدين الحنيف جمع المسلمين من كل فئات الأمة الإسلامية على اختلاف أعرافها وعاداتها تحت مظلة هذا الركن العظيم يوم الحج الأكبر في أقدس بقاع الأرض في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وذلك ليعتصموا بدين الله ويجمعوا شملهم: قال تعالى: واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا آل عمران 103.
فحري بضيوف الرحمن وخصوصا الأمراء والعلماء وأهل الحل والعقد وأصحاب الشأن منهم أن ينتهزوا فرصة هذا اللقاء المشهود للتشاور والتباحث في السبل التي تحقق لهم التآلف والتعاون والتضامن على البر والتقوى ومساندة بعضهم بعضا وما أحوج الأمة لذلك.
حلف الفضول:
هذه قبائل قريش وبطون مكة اجتمعوا في دار عبدالله بن جدعان في الجاهلية قبل الإسلام وتحالفوا جميعا على نصرة المظلوم وردع الظالم ومساندة الضعيف وزجر الغاشم المعتدي وتعاهدوا على ذلك, وسمي حلف الفضول.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حمر النعم ولو أدعى به في الإسلام لأجبت ونحن أولى بالتعاون من الجاهلية.
وقد جمع القائد الأموي المهلب بن أبي صفرة أولاده وأوصاهم بترابطهم وتعاونهم وتماسكهم وذلك بوحدة صفهم حتى لا يطمع بهم أحد والوحدة الإسلامية وجمع الكلمة قوة بذاتها ومما قاله لهم:

كونوا جميعاً يا بني إذا اعترى
خطب ولا تتفرقوا آحادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً
وإذا افترقن تكسرت أفرادا
سادساً: الحج مؤتمر إسلامي عالمي جامع
خلاصة القول: فإن الحج أكبر مؤتمر إسلامي ومجمع روحي يلتقي فيه المسلمون في أنحاء العالم لأداء المناسك في أشهر معلومة وأيام معدودة معلنين شعار التوحيد: (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك) ويتميز هذا المؤتمر العظيم الذي لا ميثل له في الأرض بمزايا رفيعة منها:
1 مؤتمر الحج الكبير دعا إليه الخالق العظيم رب العالمين وجعل حج البيت الحرام ركنا من أركان الدين الحنيف قال تعالى: وأذن في الناسب بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق الحج 27.
2 لا يشهد هذا المؤتمر العظيم إلا أهل الإسلام ومحظور على غيرهم من الناس, قال تعالى: إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا,, التوبة28.
3 تخصيص الزمان وتحديد المكان في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وفي أشهر الحج بالذات هذا أمر توقيفي من الله العليم الخبير قال تعالى: الحج أشهر معلومات .
4 فالحج لا يكون إلا إلى البيت العتيق في مكة المكرمة، فمن اتخذ مكانا آخر مزارا أو مشهدا أو مقاما يتوجه إليه لتعظيمه وتقديسه والحج إليه سوى البيت العتيق فهو خارج من الملة الإسلامية وكذلك التمسح في القبور والطواف بها شرك أكبر أعاذنا الله من ذلك.
5 في مؤتمر الحج هذا المشهد العظيم الذي يلتقي المسلمون من جميع أنحاء العالم في أرض المشاعر المقدسة وهم مجتمعون فيها تتلاشى فيه جميع الفوارق البشرية والمظاهر العرفية فالجميع على السواء حفاة عراة تحت أشعة الشمس لا يقيهم إلا ما يستر عوراتهم كل ذلك تعظيما لله رب العالمين.
6 يشهد مؤتمر الحج الأكبر الفقراء والمساكين والضعفاء كما يحضره الأمراء والسلاطين والأغنياء والأقوياء فتسقط عند الاحرام جميع المظاهر الطبقية والفوارق الاجتماعية المميزة فالجميع على السواء مكبرين وملبين ومتذللين لله الخالق العظيم فما أروع هذا المشهد وما أجمل هذا الموقف في طاعة الله, إنها عظمة الإسلام؟
7 يتكرر مؤتمر الحج كل عام لتعظيم شعائر الله في الأماكن المقدسة ولتجديد العهد مع الله بأن لا يعبدوا إلا الله وحده، ألا لله الدين الخالص ولتقوية صلة المؤمنين بالخالق العظيم قال تعالى: ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم البقرة 101
8 ومما تميز به الحج أن القلوب تهواه والنفوس تشتاق للديار المقدسة والكعبة المشرفة قال تعالى: وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا البقرة 125.
قال ابن كثير: ان الله تعالى بذكر شرف البيت وما جعله موصوفا به شرعاً وقدراً من كونه مثابة للناس أي جعله محلاً تشتاق إليه الأرواح وتحن إليه ولا تقضي منه وطراً ولو ترددت إليه كل عام لدعاء خليله إبراهيم عليه السلام في قوله: فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وأرزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ابراهيم 37.
آثار الحج ومنافعه لا حصر لها ومن ذلك:
أ/ التأكيد على حرمة الزمان والمكان وحرمة المسلم في الخطبة المتقدمة التي ألقاها الرسول يوم النحر.
قال ابن حجر: نبه صلى الله عليه وسلم في الخطبة المذكورة على تعظيم يوم النحر وعلى تعظيم شهر ذي الحجة وعلى تعظيم البلد الحرام, وقال: وإنما شبه حرمة الدم والعرض والمال بحرمة اليوم والشهر والبلد لأن المخاطبين بذلك كانوا لا يرون لهتك حرمتها ويعيبون على من فعل ذلك أشد العيب فحري بالوافدين إلى بيت الله الحرام أن يعظموا حرمات الله التي كانت تعظمها قريش قبل الإسلام.
ب/ توحيد الحجيج في الوقوف بعرفة يوم عرفة حيث كانت قريش ومن دان بدينها يقفون يوم عرفة المشعر الحرام (مزدلفة) وهم الحمس وسائر العرب يقفون بعرفة، فأمرهم الله بالوقوف بعرفة مع الناس والافاضة منها مع الناس, قال تعالى: ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس البقرة 199.
عن جبير بن مطعم قال: أضللت بعيرا لي فذهبت أطلبه يوم عرفة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم واقفا بعرفة فقلت هذا والله من الحمس فما شأنه هاهنا رواه البخاري.
ج/ توحيد العقيدة فكانت العرب تشرك بالله في توحيد الألوهية فتقول ملبية في حج أو عمرة (لبيك لا شريك لك إلا شريكاً نملكه وما ملك) فوحدوا الله في الوهيته وتركوا تلبية الجاهلية.
د/ تأليف القلوب وجمع الكلمة ولم الشمل كما وحد العقيدة والعبادة فكانوا أمة واحدة مهابة الجانب فالحج من أهم الوسائل للتعاون والتضامن والتعاون والتكاتف، إنما المؤمنون إخوة.
ه/ زيادة الإيمان واستشعار عظمة الله ومراقبته في السر والعلانية والمصابرة على العبادة في تعظيم شعائرالله وتعظيم حرماته وهذه حقيقة التقوى المستفادة من دروس الحج المثمرة في تزكية النفوس وتطهير القلوب من أمراضها كالغل والحقد والحسد والعداوة والبغضاء والشحناء قد أفلح من تزكى .
و/ ترويض النفس على تحمل المشاق في الأسفار والصبر عليها فالسفر قطعة من العذاب كما في البخاري.
وملاطفة الآخرين والرفق بهم وإعانة الضعيف وإغاثة الملهوف والتسهيل والتيسير على المسلمين.
ز/ ومن آثار الحج تحقيق المنافع والمصالح التي تعود على المسلمين بالخير الجزيل (ليشهدوا منافع لهم).
وكلمة منافع نكرة تعم وتشمل كل ما تعطيه هذه الكلمة من معنى سواء كانت روحية دينية أو حسية أو معنوية في جميع المجالات فأكرم بها وأنعم وهذا من فضل الله تعالى فشكراً لله على نعمه.
ثمار الحج
فالرسول صلى الله عليه وسلم أشار إلى ثمار الحج الطيبة اليانعة في الحياة الدينا وفي الآخرة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه .
وقال صلى الله عليه وسلم: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ولا شك أن الجنة غاية كل مؤمن وبغية كل مسلم تتشوق لها قلوب المؤمنين وتشتاق لها نفوس الموحدين كيف وهي دار السعادة والنعيم المقيم قال تعالى: ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين النحل 30.
ومن ثمار الحج أن الله يباهي بأهل الموقف الملائكة لقوله صلى الله عليه وسلم: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء؟ رواه مسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
* داعية أردني


رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات

الاولــى

محليــات

مقـالات

الاقتصادية

متابعة

أفاق اسلامية

محاضرة

شعر

عزيزتـي الجزيرة

الريـاضيـة

أطفال

شرفات

العالم اليوم

تراث الجزيرة

الاخيــرة

الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved